أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

عقوبة السجن والعقوبات البديلة

بقلم / يحيى صلاح الدين

العصر-لم تكن عقوبة السجن في الإسلام عقوبة أصلية
وكان يحتجز الشخص الذي ارتكب جرما ما لبعض الوقت حتى يتم تطبيق عقوبة بدنية بحقه او الغرامة والاروش والديات فإن لم يكن معه شيء تدفع عنه العاقله او القبيلة عنه وهذا مايعرف في المجتمع القبلي الغرم ان يقسط المبلغ المستحق للغير على ابناء القبيلة
وفي حالة انحراف الشخص تتبرأ منه القبيلة ويطلب منه مغادرة القبيلة وهو مايعرف حاليا بمغادرة البلاد والترحيل.
لكن ان كان لابد من عقوبة السجن وباعتبار ان الهدف الرئيس من عقوبة السجن هو زجر وردع المجرم و المنحرف وعزله عن المجتمع والأفراد لضمان حفظ الأمن وحقوق الناس .

والسبب الثاني هو تقويم سلوكه  وإعادة تأهيله واصلاحه ودمجه مرة أخرى في المجتمع  .



ولتحقيق هذا الهدف والغاية لابد من أمرين اثنين
الأول سجون بمواصفات خاصة
الثاني ضمان أن تكون مدة عقوبة السجن تتناسب مع حجم الجرم المرتكب وهذا يتطلب إعادة دراسة قانون العقوبات ومراجعته فما هو مقرر فيه من عقوبات  مأخوذة من تجارب دول عربية خاصة مصر أخذت من تجارب غربية فرنسا في هذا المجال ومع أن الغرب اعاد النظر في تلك العقوبات وبدأ يركز في آثارها السلبية ويرسم مفهوم العقوبات البديله الا اننا لازلنا ثابتين على تلك المدد العقابية الغير دقيقة .

شروط ومواصفات السجون الإصلاحية التأهيلية :
مبنى صحي هواء شمس نظيف وغيره
يحتوي على ارض صالحة للزراعة تمكن السجين من زراعة اي شيء في جزء منها.
يحتوي على عنابر للحرف اليدوية على السجين تعلم حرفة يدويه
مكان للعبادة مسجد ومركز ثقافي
مركز صحي وتغذية صحية توفر العلاج والأدوية
تعليمه قراءة وحفظ القرآن وماله وماعليه من حقوق وواجبات تجاه نفسه واسرته والمجتمع .
هكذا يمكن إعادة تاهيل السجناء وتقويم سلوكياتهم ودمجهم مرة اخرى في المجتمع .

بدون تحقق هذه الشروط فلن تتحقق الغاية المنشوده من عقوبة السجن فماذا نتوقع كيف ستكون نفسية شخص سجين في زنزانة وأماكن ضيقة وقذره بين أربعة جدران لاربعة او خمس سنوات واكثر  عندما يخرج اكيد انه سيكون بنفسيه مريضه ومعقده وحاقده على المجتمع وعلى الناس وغير مبالي باي شي يرتكبه وهذا مايحصل في الواقع يخرج السجين من سجنه حتى يعود إليه مرة أخرى وقد ارتكب  جرائم افضع من سابقاتها .

العقوبات البديله :

عقوبة السجن ليست دائما نتائجها إيجابية بل قد تكون سلبية  إضافة إلى أن السجون مكلفة إقتصاديا وتنفق وعليها الدولة اموالا طائلة .

وقد يكون السجين هو العائل الوحيد لأسرته او قد يكون مريضا او كبير في السن فالمناسب في مثل هذه الحالات ايجاد عقوبات بديلة يمكن من خلالها تحقيق الغرض .

أثبتت التجارب ان عقوبة السجن قد يكون لها آثارا سلبية و كان السجن للبعض كفيل بتدميره وتدمير أسرته أكثر وحقده على المجتمع فلا أمن تحقق للمجتمع ولاسجين تم إعادة تأهيله وإصلاحه .

نحن بحاجة الى إعادة النظر في جدوائيه عقوبة السجن من حيث مواصفات السجون ومدد العقوبات هذا من ناحية ومن ناحية أخرى علينا التفكير في عقوبات بديلة عن عقوبة السجن خاصة في الجرائم الغير جسيمة تؤدي إلى تحقيق الأمن للمجتمع والأفراد وتقوم بتأديب المجرمين و المنحرفين وتقويم سلوكهم .

انواع العقوبات البديله :



1- الغرامة
2- الإقامة الجبرية في مكان محدد او البقاء في منزله والسماح له بالخروج للعمل في ساعات محددة .
3- اصلاح الضرر الناشيء عن الجريمة
4- حضور برامج تأهيلية  تدريبية
5- الزامه بعدم التواجد في اماكن معينة
6- المراكز او السجون المفتوحة الزامه بالبقاء فيها في النهار فقط وفي المساء يذهب للبيت .
7- التعهد بعدم تكرار خطأه
8- الخضوع للمراقبة الإلكترونية
9- العمل في خدمة المجتمع

عالج ديننا الإسلامي الحنيف الأخطاء والسلوكيات المنحرفة  التي يرتكبها البعض من الناس بمنظومة من المعالجات و العقوبات غير عقوبة السجن وكانت كفيله بحفظ الامن للمجتمع وتقويم الفرد المنحرف وذلك بالغرامة اروش وديات على الشخص نفسه او تدفع عنه عاقلته او الترغيب في الصلح او العفو او الزامه بالصوم ا وعتق رقبة او اطعام مساكين وعند التشديد الجلد او النفي الزامه بمغادرة البلاد وهكذا لم تكن عقوبة السجن في الإسلام هي العقوبة الاصلية لهذا ندعوا مجلس القضاء الاعلى الى التفكير الجاد بإعادة النظر في السياسة العقابية وتكريس مفهوم العقوبات البديله بدلا عن عقوبة سلب الحرية السجن خاصة في الجرائم الغير جسيمة  بما يضمن تحقيق الغاية من العقاب وهو الردع والتأهيل والاصلاح وضمان الأمن للمجتمع وحفظ حقوق الناس .
والله الموفق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى