تداولت بعض وسائل الأعلام المرئية والمسموعة ، وحتى منصات التواصل الأجتماعي ، خبراً مفاده أتصال وزير خارجية الأحتلال الأمريكي بومبيو برئيس الجمهورية برهم صالح ، منذراً أياه وسائر أركان الحكومة بأمتعاض واشنطن من الضربات المتتالية التي يبدوا أنها أتعبت برهم أكثر من الأمريكيين أنفسهم .
نعتقد أن ضياع المواقف الوطنية ، وأندثارها وسط حالة الفوضى السياسية الكبيرة ، والمحيرة هي من أوهمت الرجل بأختلاق أكذوبة الأتصال المزعوم . أن اللقاء الذي جرى في شمال العراق وقد جمع برهم صالح بمصطفى الكاظمي ، والذي تمخض عنه الأتفاق على تأليف هذه الأكذوبه أفرز لنا مواقف جديرة بالتحليل .
أولاً : هذه المواقف ، بينت لنا وأن كنا نعرفها سابقا ، أن العراق يفتقر الى رجال دولة حقيقيين .
ثانياً : تبين معدن المقاومين الأصلاء الذين لم يتزلزلوا ولم يتطيروا ، كما أشباه الرجال الذين نعقوا على تويتر ، في محاولة لأبعاد التهم عنهم ، وسارعوا الى التباكي على هيبة الدولة وعلى السفارات الأجنبية وكأن الفصائل تقصف جميع السفارات وليس سفارة الأحتلال .
تباينت ردود أفعال الرجال وقد غربلوا غربالا . فقد زاد الزعيق عند بعضهم ( بالتبري ) ، وشجب آخر ممن صدع رؤوسنا بالسلاح المنفلت ، والذي لو لا هذا السلاح ( المنفلت ) لما أستطاع أن يعقد أجتماعاته اليومية ، في تلك القاعة الضخمة ، التي أغتصبها من مقتربات الجسر ظلماً عدوانا . ألا يعلمون أن هيبة الدولة ذبحت بسكين السي رام التي نصبت وسط بغداد ؟
ألم يسمعوا بهيبة الدولة التي سحقت تحت سرف الدبابات التركية ؟ أم أن هيبة الدولة مفصلة حسب المقاسات الأمريكية ؟؟ أنا أعتقد وبحسب ما قاله الشهيد الكبير ، يقيناً كله خير .
هذه الأكذوبة الخادشة للحياء ، ربما نزلت بتقدير من السماء لبيان حقيقة الرجال من أشباههم . هيبة الدولة لن يعيدها ( الجريذي ) ، ولن يعيدها ( المطي أبن المطي ) ، وعذراً للمفردة ، لكنها منقولة عن لسان (جيفارا العراق ) ، الذي أنتهكوا بسبب أختفاهه المزعوم حرمة عشائرنا الكريمة . من يعيد هيبة الدولة رجالها الحقيقيون ، الذين لم يتزحزوا عن جادة الحق ، حتى وأن كثر المنافقون ، وداروا في الفلك الأمريكي .