أحدث الأخباراليمن

عن تداعيات وتعقيدات اللحظة الوطنية..؟!

…………..

✍️….الدكتور/
احمدحسن القشائي

( 1)
المراقب لتداعيات اللحظة الوطنية اليمنية يجد نفسه مجردا من كل عوامل وممكنات التفاؤل عاجزا عن إستشراف القادم من المآسي الوطنية على خلفية هذا الخطاب الإلغائي والتنكري الذي يتبادله أطراف الصراع وهو خطاب مشحون بكل مفردات الحقد والكراهية تعمل أطراف الصراع إلى تكريسه ضد بعضها دون وعي ودون إدراك بحقيقة إنتمائهم الوطني والجغرافي والحضاري والاجتماعي وأنهم يشكلون معا النسيج الاجتماعي لشعب يسمى الشعب اليمني..!!

بيد أن من يتابع خطابات وتصريحات أطراف الصراع ممثلين بترويكا (حكومة الإنقاذ أو سلطة الامر الواقع في صنعاء) وبين ترويكا (الشرعية)
لا يرى إلا المزيد من المآسي تنتجها الأطراف المتصارعة التي
لا يمكن  أن تكون (سفينة نجاة) لهذا الشعب وهذا الوطن، بحسب معطيات راهن الحال التي تؤكد أن إستحالة الإنفراج مما نحن فيه نظرا لطغيان (المشاريع الخاصة) لدى أطرافه على المشروع الوطني الجامع الغائب عن أجندات هذه الأطراف كما هو الحال أيضا مع الغالبية الشعبية الذين لا يحضون بمكانة في ذاكرة المتصارعين الذين يخوضون اليوم صراعهم على قاعدة _الاعتزاز بالاثم _والتمترس في الخنادق الذاتية وحشد الاتباع وترسيخ القناعات الإلغائية وثقافة الحقد والكراهية لبعضهم وتمسك كل طرف بموقفه وقناعته ورؤيته باعتبارها مسلمات راسخة وحقائق مطلقة غير قابلة للتشكيك والانتقاص..؟!
يرافق كل هذه المعطيات حملات إعلامية منظمة وممنهجة وحماسية يمارسها ويسوقها كل طرف عبر وسائطه وحلفائه غاية كل طرف هو (شيطنة) الطرف الآخر، وهذا سلوك يجرد أطراف الصراع دون إستثناء من كل ممكنات الحلول بكل أشكالها وصورها ومساراتها، بل يصعب ويستحيل أن تكون أطراف الصراع الوطني الراهن جزءا من أي حلول قادمة، لأن من كان جزءا من المشكلة لايمكن أن يكون جزءا من الحل..؟!


اعترف ان نباء تنحي (هادي ونائبه) قد أوجد في نفسي قدرا من التفاؤل في بداية النهاية لأزمة طالت وتعقدت، فشلت خلالها كل الخيارات الحوارية والدبلوماسية والعسكرية، وبالتالي تفألت بأن يكون البديل على رأس (الشرعية) يتحلى بقدر من المرونة والدبلوماسية والحرص الوطني وان يعمل هذا البديل على إعادة سياق الأزمة للداخل وفظ الاشتباك والتدخل في الأزمة سياسيا وعسكريا وإعلاميا، عسي أن نجد نافذة لتفاهمات ذاتية يمنية _يمنية بمعزل عن إجترار البدايات وأسبابها ودوافعها فالحاضر يستدعي نزول الجميع من على الشجرة، لكن تفاؤلي هذا بدده خطاب الترويكا الجديدة التي حلت على (رأس الشرعية) التي وصلت لتسوق خطابا ربما أكثر قبحا مما كان عليه، بل ضاعف وجود الترويكا الرئاسية الجديدة من التعقيدات وبعد أن كانت محصورة
( بشخصيتان)
……….
أصبحت محكومة
( بثمان شخصيات) في المقابل يؤغل من يتدثرون براية
(الأمر الواقع في صنعاء)……
بدورهم في إذكاء ثقافة الإلغاء والتخوين وتمسكهم بمواقفهم الرافضة لأي حوار أو تقارب مع من يطلقون عليهم…..
ب (العملاء والمرتزقة) وإصرارهم على حصر الخلاف بدول العدوان محددين
(النظامين السعودي والإماراتي ومن خلفهما أمريكا والصهاينة)..؟!
“”””””””
كمواطن يمني أجدني اتحسر على وطني وشعبي والحال الذي وصلا إليه على يد أطراف الصراع، كما أجدني أتحسر على حالي وأسرتي وعلى الكثير من أمثالي الذين يجدون أنفسهم مجبرين على العيش في كنف
( اللاوطن واللادولة) ونجد أنفسنا في فراغ نعيش حياة( اللاجئين)
في وطننا بل حتى( قرأنا الريفية) التي عليها وفيها رأينا النور غدت بدورها تعاملنا
ك (غرباء) بفعل ثقافة الأزمة والحرب التي سادت وتسود وتنتشر مع كل طلعة شمس حاملة معها كما هائلا من مفردات الحقد والكراهية لم يتبادلها شعبنا حتى مع (المستعمرالبريطاني)..!!…….
نعم اعرف ومؤمن حد اليقين المطلق أن (جارة السوء هي عدونا الأزلي) …….


وكما هي عدونا هي عدو الأمة ووجودها من المحيط للخليج وهي تؤدي دورا وضيفيا لخدمة المحاور الاستعمارية، وإيمان بهذه الحقيقة تولدا في ذاكرتي قبل أن أرى حلفائها بالأمس وقد أصبحوا اليوم  أعدائها وأعدائها بالأمس غدوا اليوم حلفائها، لكن وبما أن الثورة إنتصار وليس انتحار، وأن الحروب خطط وإستراتيجيات وقدرات، ,,,,,,,
مكاسبها تقدرها نتائجها، والفوز فيها مرهون بوحدة المجتمع الذي يخوضها، فأن التأمل وإعادة ترتيب أوراقها بعد كل هذه السنوات التي ثبت خلالها فشل الحسم العسكري لاطرافها المحليين كما طال الفشل والهزيمة دول العدوان والمحاور الإقليمية والدولية التي تبارك هذا العدوان والتي بدورها تبحث اليوم عن مخرج يحفظ لها ماء وجهها من الهزيمة التي تجرعتها خلال سنوات الحرب حتى أصابها الارتباك والإحباط فلجات إلى ابتكار ترويكا رئاسية لم تحمل معها جديدا غير رحلات مكوكية وتواصلات إقليمية ودولية بحثا عن مخرج لداعميها قبل أن يكون مخرجا للحال الوطني في لحظة إقليمية ودولية لا تحضر الأزمة اليمنية في أجندات فاعليها إقليميا ودوليا، وهي لحظة يشهد فيها العالم بأسره إعادة تشكيل خارطة نفوذ جيوسياسية جوهرها التنافس على منابع الطاقة والثروات وتأمين خطوط سيرها ..؟!
…….
فأين يقف أطراف الصراع اليمني؟ وما هي رؤيتهم الممكنة والمتاحة الكفيلة بتخفيف معاناة الشعب؟ وهل لدى هذه الأطراف الذين كانوا سببا في تفجير كل هذه التداعيات مخرجا وان توافقيا منها؟ وفق معطيات راهن الحال فإن أطراف الصراع اليمني الذين تمترسوا على تخوم
( مشاريعهم الخاصة) هم أعجز عن إيجاد هذا المخرج طالما وثقافة الإلغاء والتنكر والتخوين هي اللغة التي يتخاطبون بها ويغذون بها أتباعهم ومناصريهم وهي أكثر الأسلحة فتكا في المعركة القائمة بينهم، التي منحت العدو الخارجي بكل نطاقاته (شرعية) الاستباحة الكاملة للمصير الوطني ومن ثم ربطه بمشاريع وحسابات إقليمية ودولية في لحظة (غباء وطني) وقعت فيه نخب وفعاليات هذا البلد..!
…….
إذا هل يعيد التاريخ نفسه على المشهد اليمني وتنتهي تداعيات المرحلة على غرار ما انتهت إليه حرب
( الجمهورية مع الملكية)؟!
التي دامت من عام 62_ حتى عام 1970م وانتهت  (بتصفية ثوار سبتمبر) وخروج( رموز الملكية) من المشهد وبالتالي تمثيلهما باخرين محسوبين عليهما، وهذا ممكنا لو كانت المحاور الفاعلة إقليميا ودوليا في حالة سكون، إما وطبول الحرب تقرع على امتداد الخارطة الدولية فإن حتى هذا المخرج بعيد المنال، وبالتالي ليس هناك نافذة نجاة ممكنة غير أن يعود اليمنيين إلى رشدهم وإلى وعيهم بعيدا عن محاولات أستجداء الآخر الإقليمي أو الدولي…

وهذه العودة مرهونة بوقف وإلغاء خطاب التحريض وثقافة الحقد والكراهية والاعتراف ببعضهم لإنقاذ وطنهم وشعبهم والبدء في مرحلة تاريخية جديدة تقوم تحت راية المشروع الوطني والمصلحة الوطنية اليمنية، بداية تستدعي إبراز وجوه جديدة للمشهد من كل الأطراف يعملون على لم الشمل وتفعيل الدستور ولو بصفة مؤقته والاتفاق على فترة إنتقالية يتاح خلالها لهذا الشعب أن يقول رأيه ويعبر عن قناعته ويختار بحريته الكاملة قيادته بمعزل عن ظاهرة الاستقوي بالقوة داخلية كانت أم خارجية وعلى قاعدة التسليم اليقيني أن اليمن ملكا لجميع أبنائه ويتسع لجميع أبنائه ولم ولن يكون يوما ملكا لفئة أو جماعة أو تيار بذاته.

( 2 )

من المتعارف أن الخلافات السياسية الوطنية إذا نشبت بين الفعاليات السياسية الفاعلة في المجتمع تحدث على خلفية التباينات والمواقف ورؤية كل طرف للسلطة والدولة والمؤسسات وكيفية إدارتها، فإذا جاءت هذه الخلافات تحت راية المشروع الوطني الجامع الذي تلتزم به كل هذه الفعاليات واختلافها يكون غالبا في كيفية تطبيق وإدارة هذا (المشروع الوطني) فإن هذا  الاختلاف لن يقود المختلفين إلى ترك طاولة الحوار الوطني والاتجاه نحو (الخنادق) وتغليب لغة (البنادق) على لغة الحوار القائم النابع من  حرص جمعي ووطني  على السكينة والاستقرار وسلامة النسيج الاجتماعي والقدرات الوطنية، وبالتالي فإن أي حالة وطنية تغادر فعالياتها طاولة الحوار وتتجه نحو (الخنادق) ومن ثم الاستناد إلى لغة (البنادق) فإن هذه الحالة تكون وتحدث في مجتمع لا تملك فعالياته ( مشروعا وطنيا) بقدر ما تملك وتستند على (مشاريع خاصة) مجبولة بكل مفردات الحقد والكراهية، مشاريع تحضر فيها كل النوازع والرغبات الذاتية والعصبيات المتعددة المدمرة لكل الروابط الاجتماعية والوطنية.
وهذه النوازع والعصبيات بكل دوافعها الحزبية أو المذهبية أو الطائفية أو المناطقية أو القبلية يستحيل لمن يتمسك بها ومن يعتبر الانتصار لها قضية وجودية أن يكون جزءا من البناء والتنمية الوطنيين كما يستحيل عليه أن يكون جزءا أو مساهما إيجابيا فاعلا في تحقيق الاستقرار الوطني أو حاميا وحارسا للسيادة والكرامة الوطنييتين..!!
والوطن الذي تعيش فعالياته غارقة في مستنقع العصبيات أو تتعمد استحضارها في لحظات الاختلافات الوطنية وتستند عليها في مواجهة الآخر الوطني، فإن هذا الوطن أو هذا المجتمع لن يعرف حياة الاستقرار ولا طريق التقدم وسيبقى غارقا في مستنقع العصبيات النزقة التي لن يخرج منها ولن يتمكن من مغادرتها إلا ( بثورة ثقافية واجتماعية) تقودها طليعة ثورية وطنية لا تؤمن لا بحزب ولا بطائفة ولا بمذهب ولا بقبيلة بقدر ما تؤمن بالله والوطن والشعب وتسعى جاهدة لتحقيق أحلام الشعب وتطلعات الوطن بعيدا عن كل العصبيات المدمرة  وتحصر تعصبها  للوطن والهوية الوطنية والقيم الحضارية والأخلاقية التي تتكيء عليها ثقافة الشعب وهي حصيلة معتقداته الروحية والوطنية والحضارية.
في بلادنا ومنذ قرون ونحن نعيش أزمة هوية وانتماء، ومنذ لجاء (سيف بن ذي يزن) للاستنجاد بامبراطورية (فارس) ضد (مملكة اكسوم المجاورة) وأنصارها من أبناء اليمن الذين اختلفوا مع الملك سيف وأنصاره على (تبعية وولاء اليمن واليمنين)  ومع من تكون هل مع (فارس) كما يريد الملك سيف ومؤيديه؟ ام مع مملكة أكسوم المجاورة _الحبشة _كما يريد معارضيه من اليمنيين؟ وبقي هذا المنطق الخلافي السفسطائي والعبثي حاضرا في كل خلافاتنا السياسية التي ازهقت خلالها  أرواح وسفكت دماء ودفع شعبنا عبر تاريخه المؤغل بالقدم وحتى اللحظة ثمن هذا السلوك السياسي النزق الذي يعبر عن حالة غياب المشروع والهوية..!!
وكما انتهى الحال ب(الملك سيف) قتيلا على يد من استنجد بهم انتهى الأمر كذلك ب (هادي) بالقتل المعنوي على يد من استنجد بهم..؟!
يحدث كل هذا في بلادنا ولبلادنا وشعبنا كثمن ندفعه في معتركات الصراعات الجيوسياسية التي تأخذنا في طريقها قسرا بسبب( موقعنا الجغرافي) الذي فشلنا في حمايته واخفقنا في توظيفه وإدارته بما يحقق مصالحنا الوطنية، ليتحول على إثر ضعفنا وفشلنا موقعنا الجغرافي  من (نعمة) إلى (نقمة) تماما كما هو حال (نفط الخليج مع أهل الخليج)؟!
اليوم يحاول كل طرف من أطراف النزاع في اليمن تبرير خياراته ومنحها أبعاد ودوافع وطنية وهذا منافيا للحقيقة ومجافيا للمنطق، اللذان يؤكدان أن ما نحن فيه اليوم من تداعيات دامية ظاهرة تعبر عن نوازع عصبوية أخذت بها أطراف الصراع رغبة منها في تحقيق مشاريعها الخاصة وفرض خياراتها فيما الخيار الوطني غائب لدى كل الأطراف دون إستثناء..؟!
نحن نعيش صراعا دمويا على (السلطة والثروة والنفوذ) ويرى كل طرف أحقيته بهذه المقومات وإنه الأحق والأولى بها، ويؤغل كل طرف في مصادرة رأي وأرادة الغالبية الشعبية التي لم يؤخذ رائها في كل ما يجري بحقه وباسمه فيما هو واقعيا مهمشا ومتجاهلا من كل الأطراف الذين احتكموا لقانون القوة وشرعية الاستقواء وفرض الأمر الواقع..!!
واعتقد أن هذه الأطراف بحاجة لمن يذكرها بأن من فشل في التوصل لاتفاق وطني عبر الحوار يصعب عليه أن يحقق ما يتطلع إليه عبر فوهات البنادق أو تكريس ثقافة الحقد والكراهية و(شيطنة) الآخر الوطني..!!
وسبب فشلهم في التوصل لاتفاق عبر الحوار الوطني هو أنهم لا يملكون مشروعا وطنيا جامعا، لأن وجود المشروع الوطني من شأنه أن يحوول دون الفشل في الحوار واللجوء للبنادق دليلا على تمسك هذه الأطراف بمشاريعها الخاصة هذا من ناحية ومن الأخرى فإن ثمة تساؤلات تفرض نفسها على ضوء تسويق وتعميق ثقافة الحقد والكراهية والانتقاص التي يسوقها أطراف الصراع، وأبرز التساؤلات الماثلة هو اي وطن يمكن الحديث عنه والوصول إليه على ضوء كل ما يعتمل على الخارطة الوطنية وما يردد من اقوال ومفاهيم و قيم ثقافية وادبيات سياسية كرست في الذاكرة الجمعية الوطنية خلال سنوات الأزمة والحرب بحق هذه الأطراف ببعضها ..؟!
إذ يصنف (حكام صنعاء) في سردية الخطاب الآخر بأنهم (مليشيا إنقلابية، واذرع إيران في اليمن) وهم محاصرين من قبل المجتمع الدولي الذي لا يعترف بهم علنا!!
في المقابل تصنف صنعاء بدورها خصومها من الأطراف الأخرى بأنهم (خونة وعملاء ومرتزقة لدى السعودية والإمارات وأمريكا وإسرائيل)..؟!


ويتعامل الطرفان بعضهما كاعداء لدودين وعلى الجبهات يخوضان معارك ضد بعضهما فعملوا وبكل حماس على تمزيق الجغرافية الوطنية وعلى تمزيق وتفتيت النسيج الاجتماعي وكرسوا معا ثقافة حقد وكراهية في الوسط الاجتماعي حافلة بكل الروائح (الطائفية والمذهبية والقبلية والايدلوجية والسياسية) بصورة توحي بإستحالة التوافق الوطني وإستحالة إعادة الوطن سليما وموحدا على خلفيات كل هذه العصبيات التي افرزتها سنوات الحرب وكرستها في وجدان وذاكرة شريحة واسعة من اتباع المتصارعين ..؟!
وفق المشهد الوطني الراهن فإن إمكانية الحل من الداخل اليمني تبدو مستحيلة، فيما الخارج بكل نطاقاته يتعامل مع الوضع اليمني كورقة مساومة وضغط توظف حسب الحاجة على طاولة سياسة كسر العظم التي تخوضها أطراف إقليمية لصالح أطراف دولية ترى في أحداث المنطقة بكلها مجرد (بؤر  تنفيس) لاحتقانات دولية تتنفس  من خلالها احتقانات  محاور النفوذ وتحوول دون مواجهتهم  مع بعضهم في حرب قد يكون فيها إذا تفجرت نهاية الكون برمته..!!
إذا اي وطن يسعى إليه ويعمل لتحقيقه والوصول إليه أطراف الصراع اليمني.؟ وما هو شكل هذا الوطن وهويته؟ وأيضا هويته وشكل حدوده؟
وهل فعلا سيكون هناك وطن؟ ام أوطان متعددة بهويات متناقضة ومتصادمة مع بعضها..؟!
أستند بتساؤلاتي هذه  على ثقافة وخطاب أطراف الصراع الذين يتحدثون بلغة الإلغاء والتنكر للآخر، وهي لغة لا يتحدث بها أصحاب المشاريع الوطنية الحالمين بمجد وطن وتطور شعب وتقدمه، وهذه اللغة القارة والعقيمة التي تؤكد إفلاس أصحابها بدأ سريانها من (الساحات عام 2011م) حين كنا ندعوهم للحوار المفتوح مع النظام فكان ردهم (لا حوار مع القتلة)؟!
ولأن المقدمات تدل على النتائج  فإن ما يحدث اليوم سبق أن بشرت به في ذالك العام وتوقعت حدوثه، لأن أصحاب القضية العادلة الباحثين عن مستقبل وطني أفضل لجميع أبناء الوطن لا يتحدثون بهكذا لغة إنتقاصية وإلغائية وتنكرية بل يسعون نحو أهدافهم الوطنية بقلوب وعقول مفتوحة يعتبرون ابسط المنجزات مكاسب مهمة في مسار نضالهم
الوطني العادل، أما من يرفض حوار الآخر الوطني ولا يتقبل الجلوس معه إلا عبر وسيط اجنبي فإن الرهان على أمثال هؤلاء يعد ضربا من الجنون..؟!!

يتبع 👈 الاخيره

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى