الوقت- على طريقة العصابات وقُطّاع الطرق؛ يفرض الكيان الإسرائيلي “الإتاوة” على عيال زايد حتى يتمكنوا من شراء أسلحة مُتطورة من أمريكا، بعد أن شاعت أخبار أنّ الكيان الإسرائيلي يرفض السّماح للإمارات بامتلاك أسلحة مُتطورة، ومن الواضح أنّ مردّ هذا الرفض كان بهدف رفع قيمة “الإتاوة” ووضع الأسلحة المُتطورة في البازار السياسي ليقوم الكيان بحلب عيال زايد إلى أقصى درجة ممكنة.
الأخبار الواردة من الكيان الإسرائيلي تؤكد أنّ ساسة الكيان المُنخرطون في مؤسساته الأمنيّة يُناقشون حزمة التعويضات التي سيطالب بها الكيان أبو ظبي، بالإضافة إلى تأكيدهم أنّ هذه الصفقة وإن تمّت فإنّ رفع موعد توريد أنظمة الأسلحة المتطورة سيتأخر لمدة عام كامل، ويعتبر هذا الإجراء جزءاً من المساعدة العسكرية الأمريكية للكيان الإسرائيلي.
وهم صاغرون
ارتضى عيال زايد على أنفسهم الذلّة والهوان وقبلوا أن يدفعوا الجزية لليهود عن يدٍ وهم صاغرون، بعدما أحرقوا كلّ سفن العودة من خلفهم، ولم يبقَ أمامهم سوى اللجوء للأمريكي واليهودي في محاولةٍ منهم للبقاء على عروشهم، فحتى الأسلحة التي سيشترونها ويدفعون ثمنها، ينبغي عليهم دفع “الإتاوة” لليهود حتى يتمكنوا من اقتنائها.
وفي زيادة في الذّلة؛ يخرج المسؤولون الأمريكيون ليؤكدوا أنّ “الإتاوة” المدفوعة لا علاقة لها باتفاق التطبيع بين الإمارات والكيان، كما أنّه ليس مكافأة مباشرة لدورهم في اتفاقية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وأنّ هذه “الفدية” هي لرفع الحظر المفروض على دول الشرق الأوسط للتسليح ومن ضمنها الإمارات.
وبالإضافة لما سبق، وبعد أن تقوم الإمارات بدفع الفدية للكيان؛ سيتم مناقشة صفقة الأسلحة المحتملة مع الإمارات في الكونغرس قريباً، وهنا تأمل إدارة ترامب في أن تتم الموافقة على هذه الصفقة حيث إنّ الإمارات نفّذت المطلوب منها إن كان فيما يخصُّ التطبيع أو دفع الإتاوة للكيان الإسرائيلي.
طوق نجاة
بالإضافة لرفع الحظر على التسليح؛ من الواضح أنّ الأزمة الاقتصادية التي تضرب الكيان والتي تُهدد المُستقبل السياسي لرئيس وزراء الكيان والناجمة عن اجتياح فايروس كورونا للكيان، وهو الأمر الذي تسبب بخسائر اقتصادية فادحة في القطاعات الاقتصادية كافة، ومن هنا يمكن رؤية الفدية التي ينبغي على عيال زايد دفعها كمنقذ اقتصادي للكيان الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
بالإضافة لما سبق، وبسبب عجز أنظمة الدفاع الصاروخية الأمريكية أو تلك المُصنعة داخل الكيان كـ “القبة الحديدية” أو “مقلاع داوود” تعمل شركة صناعات الفضاء داخل الكيان الإسرائيلي على تصنيع أنظمة لجيش الكيان يدّعي خُبراء تلك الشركة أنها أكثر فعالية من تلك الموجودة في الاستخدام الآن، غير أنّ إنتاج هذه الأنظمة يتطلب ميزانيات هائلة، وهو الأمر الذي رفضته وزارة المالية في الكيان معتبرةً أنّ الخطة “باهظة الثمن”، لتأتي الفدية التي سيدفعها عيال زايد كمنقذ لهذا المشروع الذي ينتظر منه قتل المزيد من الفلسطينيين.
أكثر من ذلك؛ كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن واشنطن بالفعل أبرمت صفقة أسلحة مع دولة الإمارات، وتشمل هذه الصفقة بيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35، وطائرات من دون طيار، وذلك كجزء من اتفاقية التطبيع بين الإمارات والكيان الإسرائيلي، غير أنّه وكما تؤكد الصحفية أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكّد على الحفاظ على الميزة النوعية للكيان الإسرائيلي عندما يتعلق الأمر بالأسلحة الأمريكية، وهو الوعد الذي قطعته واشنطن لأول مرة للكيان الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر في عام 1973، وهو الأمر الذي يجعل المطالبة بالتعويض خياراً مقبولاً.
وفي النهاية؛ فإنّ زيارة جاريد كوشنر إلى دولة الإمارات بعد زيارته للكيان أتت لإتمام صفقة الإتاوة التي ينبغي على عيال زايد دفعها للكيان الإسرائيلي، وهو الأمر الذي سُيحسن موقف نتنياهو داخل الكيان، حيث إنّه من المرجّح أن يؤدي تسلّح الإمارات بأسلحة مُتطورة وبعلم ومُباركة نتنياهو إلى غضب داخل الكيان الإسرائيلي، وهنا يُريد أن يلعب نتنياهو على الحالة الاقتصادية السيِّئة للكيان وأنّ هذه الإتاوة من شأنها تحسين الوضع الاقتصادي المُنهار.
أما أمريكياً؛ فقد تواجه صفقة الأسلحة وبعد دفع الفدية مقاومة كبيرة في الكونغرس الأمريكي و”بموجب القانون”، حيث يؤكد القانون الأمريكي أنّه يجب ألا تؤدي مبيعات الأسلحة إلى إضعاف التفوق العسكري للكيان الإسرائيلي في الشرق الأوسط، غير أنّ مسؤولي إدارة ترامب وعدوا الإمارات بتجاوز هذا الأمر بعدما ناقشوا تجاوز جزء مهم من عملية مراجعة المشروعين في الكونغرس، وهو الأمر الذي قد يحسن فرصهم في دفع مبيعات الأسلحة قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المُقبل