عواقب الضربة الاستباقية ضد ايران.
ابراهيم المهاجر
العصر-التساؤلات الاعلامية باتت مستفيضة حول الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع الامريكي لويد اوستن الى العراق ولقائه السري بالجنرالات الامريكيين في منطقة الشرق الاوسط. ورغم ان قدمه حطت في العراق اولا الا انه لابد من القول ان رأي العراق مستبعد اذا كان هناك تحرك سياسي او عسكري من هذه الزيارة لان قرار العراق لايمرر عالميا او ليس ذي وزن مادامت سياسته خاضعة لقرار الادارة الامريكية. فهو لايزيد عن كونه ثكنة عسكرية امريكية ليس الا رغم وجوده دولة بسلطاتها الثلاث. فما تقرره امريكا ليس لحكومة بغداد الا قبوله سواء اختلفت الكتل السياسية او اتفقت. توقعات الاعلام العالمي للرحلات المكوكية للحكام العرب والوصول السري لوزير الدفاع الامريكي الى العراق لعل جله يصب في عملية تحضير ضربة استباقية لايران قبل بدأ الحرب العالمية الثالثة في اوربا بين روسيا والصين من جانب ومن جانب اخر الناتو وحلفائة من الأعراب. الضربة هي لتحييد قوة ايران واستبعاد دخولها الحرب العالمية القادمة كقوة الى جانب روسيا والصين او تحييد قدراتها في الاستمرار ببرنامجها النووي. فامريكا تريد كذلك شل ايران من ان تقوم بضربة مدمرة لإسرائيل ردا على ضربة اسرائيلية مباغتة لايران ربما باستخدام سلاح نووي خارج السيطرة الامريكية فتنفلت الامور في محور اوربا باتجاه حرب نووية كونية بعد ان تفقد الاطراف المتحاربة الثقة بعضها ببعض باستخدام السلاح النووي.
السؤال هو ماهي المردودات التي سوف تتحقق من ضرب ايران استباقيا. فهي اليوم ليست ايران الثمانينيات ولا حتى ايران العقد الثاني من الألفية الثالثة. فهي تتمتع بقوة عسكرية ضاربة، وهي التي امدت فنزويلا بالوقود على مرئ من البحرية الامريكية في أعالي البحار دون ان تحرك الاخيرة قوة ردع ضدها. التقارير العسكرية الفنية تقول ان ايران قادرة على حماية حدودها البحرية واليابسة الى ما بعد ٣٠٠٠ كيلومتر في كل الاتجاهات وان اي هدف معادي في هذا المرمى هو عرضة التدمير من قبل اسلحتها المتطورة في حالة نشوب حرب. فالتعرض لايران لافائدة فيه ما لم يكن محسوما بشلها عسكريا، وهذا مالا يتحقق بسبب مساحتها الكبيرة. والعمق العسكري لعاصمتها طهران. اما اذا كان التدمير بهجوم بري فهذا الهجوم يحتاج إلى اكباش ليس بالقليلة من الجزيرة العربية تحرق في هلوكست حرب من اجل امريكا ضد ايران. فامريكا غير مستعدة ان تضحي بجندي امريكي واحد من اجل دول شعوب الجزيرة العربية المترفة التي لاتعرف خمص بطونها الا من لذيذ الطعام.
بالنسبة لايران على مايبدو من سكوتها قد استعدت للأسوء. فهي بكل هدوء ومن دون جعجعة كانت قد انهت وجود الخلايا التجسسية العاملة لصالح اسرائيل وأمريكا ودول الخليج اولا. وعرفت من خلال هذه الخلايا التجسسية ابتداءا من خلية مهسا اميني التي يديرها احد اقاربها والوثائق التي وجدت في اوكار هذه الخلايا من هي الدول الاقليمية والعالمية الممولة للتجسس ضدها واي من هذه الدول اكثر اندفاعا لحربها وتقويض كيانها السياسي. ايران بتصفية الخلايا التجسسية في الداخل تكون قد عينت بدقة احداثيات اهم اعدائها من
دول المنطقة وبنوك الاهداف في اراضيها، التي معظمها في متناول الصواريخ الايرانية الدقيقة المتطورة سواء الدفاعية منها او الهجومية.
الأيام القريبة تنذر بحرب عالمية لعل بدايتها مع ايران.
وقد تصمد ايران امام هجمة الضربة الاولى او بداية الحرب، لكن النتائج بالتاكيد فيما بعد لن تكون في صالح دول الخليج التي سوف تتحول إلى بوئر سكانية صغيرة يسهل دمجها تحت حكم واحد او عائلة حاكمة واحدة لتقارب ثقافاتها وتقاليدها. النتائج الاكثر سوءً ستكون من حصة كردستان العراق واسرائيل. فالاولى سوف تفلس من حلم كردستان الكبرى وتعود الى مدن كردية متناثرة في شمال العراق كما كانت سابقا ولايستبعد ان تكون قسم من هذه المدن ظمن حدود ايران او تركيا الوريث الوحيد للدولة العثمانية والتي تريد استرجاع الاراضي التي اقتطعت منها من خلال معاهدة سايكس- بيكو عام ١٩١٦، اذا بقي العراق ضعيفا. اما دولة اسرائيل فانها قد تنهار وتنتهي حسب النبوءات التوراتية والقرانية.