أحدث الأخبارسوريا

عودة سوريا .. بل عودة كل العرب

بقلم حمزة العطار*

العصر-تشرين الأسود، إن صح القول في العام ٢٠١١ حينما اجتمع وزراء الخارجية العرب . شجبوا، أدانوا، استنكروا، ثم تمحضوا قرار عزل العروبة عن سوريا التي هي أساس في العروبة ومؤسس لجامعتها .
أنطوت اثنتا عشرة عاماً، خلفت معها الكثير من أحداث، متغيرات، زعامات وثبّتت بل أكدت المؤكد ولم تستطع سلخ العروبة من سوريا ولا سلخ سوريا عن العروبة، كيف وهما التكامل بل الانصهار، لا بل أكثر .
بعد كل هذه السنين وبعد هذا النزف البشري والاقتصادي الذي طاول الجغرافيا السورية ومعه خسرت سوريا آلالافاً من خيرة أبنائها كما خسرت اقتصاداً كان الأقوى والأكثر منعة، وتحولت من البلد الذي لا يعيش تحت سقف الديون والقروض إلى بلد آخر، وصلت قيمة العملة الوطنية فيه إلى الكارثة، أو قبلها بقليل .



دمار هائل، أرواح كثيرة، تشرد وهجرة، حروب أخذت كافة الأشكال، ولكن بقيت سوريا وبقي أسدها، واليوم ونتيجة كل أحداث المنطقة ونتيجة خسارة الرهانات التي لم تعطِ النظام في أحسن أحواله سوى أشهر قليلة قبل الانكسار، تعود سوريا لتأخذ موقعها الطبيعي بين العرب، لا بل يعود العرب إلى عروبتهم، بعدما تجرعوا مُرّ الهزيمة تلو الأخرى في سوريا، من القصير، نحو حلب، مروراً بحمص وليس انتهاءاً بالبادية والمنطقة الشرقية .
الثابت الوحيد أن سوريا صمدت وانتصرت ببسالة جيشها الشجاع، وبمعاونة حلفاء وأصدقاء ما تركوها يوماً ولن يتركونها .
صحيح أن المتغيرات الإقليمية والدولية أرخت ظلالها إيجاباً عند أبواب الشام، ولكن لولا التضحيات ولولا الصمود لرأينا مشهداً غير الذي نراه حالياً .
عودة ميمونة ومباركة تعيد سوريا إلى قلب العروبة، ومعها سيعود الدور السوري في غير ساحة . بشائره لاحت بعودة الفصائل الفلسطينية إلى الشام، عودة بعض التجاوب وصولاً لعلاقات شبه طبيعية مع تركيا، عودة الايجابية الخليجية، كلها أو أعمها الأغلب في التعاطي مع سوريا حكومة وشعباً، ونتائج أخرى ستبدو تباعاً، ربما يكون أولاها وأسرعها رؤية الحليف التاريخي والصديق القديم للدكتور بشار الأسد، أعني سليمان بك فرنجية، متربعاً قريباً على عرش الكرسي الأول في بعبدا .
سبحة التطورات الإيجابية المتلاحقة والمتسارعة، بدأت ولن تتوقف، وبانت ملامحها في عدة مجالات بل في عدة جبهات .
خلاصة القول، لا يصح إلا الصحيح، والصحيح كان في عودة سوريا إلى الجامعة العربية، عضواً طبيعياً، بل الأصح هو عودة العرب إلى عروبتهم التي كانت ناقصة دون سوريا .
مبارك لسوريا، مبارك للشعب السوري، مبارك للقيادة السورية، مبارك لأرواح دماء عبّدت طرق النصر واستعادة العزة، مبارك لكل حليف وصديق، آمن بسوريا وقيادتها، ولم يخذلها او يتخلى عنها .
ترقبوا تسارع أحداث في ملفات شائكة متعلقة بالمنطقة،كانت في غيبوبة، بل بحالة موت سريري . ترقبوا القادم الإيجابي الكثير، وركزوا عيونكم وقلوبكم كما البوصلة والبندقية، نحو فلسطين، لأنها كانت دائماً المحور وفي قلب الصراع، وعادت إلى الواجهة ومعها تعود أحداث قد ترسم خرائط جديدة، تعيد للعروبة، بعض ماء وجهٍ بُذل سابقاً عند أحضان سيد غربي، وجلاد أجنبي .



عودٌ على بدء .. مبارك لسوريا .. مبارك لكل العرب، ونحو النصر الكبير والحاسم الذي بات يتسارع ويقترب، بإذن الله وسواعد رجال الله .

*حمزة العطار*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى