غزة السجنُ المَفتوحُ مِنْ السّماء
إقبال جمال صوفان
العصر-عدوانٌ ظالمٌ شرس شُنّ على جموع المدنيين في فلسطين وذلك كـ ردةِ فعلٍ حاقدة على ماقامت بهِ كتائب القسام وكل المقاومين عبر عملية طوفان الأقصى الكبرى التي قُتل فيها آلآف الجنود من الإسرائيليين، لتُثبت مقاومة كل أحرار العالم أنَّ إسرائيل تعيش كارثة الفشل الوجودي الفعليّ، هي زائلة وعما قريب حتى وإن بغت وعاثت في الأرض فساداً سوف تُهزم ، سُنةٌ ثابتة ومعايير دقيقة.
معركة طوفان الأقصى فرضت وجودها وقررت إسترجاع الحق لأصحابه مهما كانت التحديات ، لقد جرّعت الإسرائيليين أفضع الخسائر وأصابتهم في مقتل، دحرتهم في عمقِ مستوطناتهم، أسرتهم واستقدمتهم بخيطٍ بلاستيكي كالنعاج يُساقون خانعين أذلاء، كُل ذلك والحرب لازالت عن بُعد ، أما الآن فهم عازمين على الهجوم براً وهذا ما يتعطش له كل حُرّ صامد مقاوم ؛ لأن المحتل سيأتي برجليه إلى الجحيم المؤكد ؛ ولأنه يحتمي بسياج منسوج من خيوط العنكبوت سيُمحى من الوجود.
كل ذلك وأكثر والمفاجأت لازالت قادمة رُغم الأوجاع، ورغم الشهداء الذين أصبحوا بالآلآف سننتصر، رُغم المقابر الجماعية والقصف العشوائي للأحياء والشهداء سننتصر ، رغم الجِراح رغم الحصار سننتصر ، رغم كل تلك الوحشية والإجرام سننتصر، وسندوس على آخر جندي إسرائيلي في أقصانا المُحتلّة .
غزة السجن الرهيب المُحاط بالجدران العالية من تحت الأرض ومن فوقها والمزود بآلآف العيون الإلكترونية فائقة الحداثة والتطور المرتبطة بأقمار أمريكا الصناعية المسخرة لخدمة الكيان وحراسة الصهاينة، جدارٌ يرصد تحركات الذرة ويرصد عدد أنفاسها ونبضات قلبها فما بالك برصد البشر! غزة المطوّقة بجدارٍ منيع ومرعب من جهة البحر ، جدارٌ من السفن، البوارج ، والزوارق البحرية الإسرائيلية ، غزة السجن المرعب والمنتفخ بملايين السجناء غزة السجن المفتوح من السماء.
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة.
