
من خلال متابعاتنا وجدنا ان هناك إجماع في صفوف المراقبين والمتابعين والكتّاب والاعلاميين والسياسيين ، والمرجعيات الدينية والاجتماعية ، والأوساط الاكاديمية والثقافية ، على ان الملف العراقي طالما سلمته الادارة الامريكية الى بريطانيا الخبيثة بالتشارك مع إسرائيل فعلى العراقيين الاستعداد للفتن والمؤامرات .
ولكن هذا لايعفي بقاء الادارة الامريكية واجهزتها العسكرية والاستخبارية والدبلوماسية شريك استراتيجي وداعم أساسي لبريطانيا واسرائيل في ادارة الصراع ، ودعمها اللوجستي في توظيف أدواتها الأقليمية والمحلية في تغذية وتأجيج الانقسامالمجتمعي والطائفي وإدامة الصراع في العراق ، وهذا يقودنا بدوره الى التذكير بأن الاحتلال الامريكي لاينسحب من العراق ، إلا وسوف يترك من خلفه الخراب والفوضى والانقسامات الطائفية والمجتمعية والحروب الاهلية ، هذه عقليتهم ، وهذه ستراتيجيتهم ، وتلك تجاربهم شاهدة عليهم .
العقدة ، والنكتة ، والملفت للنظر في هذا الأمر أن جميع النخب أعلاه تجمع وتتفق على العلم والمعرفة وإدراك المؤامرة والمخطط والمشروع الفتنوي ، وفي نفس الوقت الكل يتفرق ويتشتت امام استحقاقاته ومواجهته ، بل الأنكى من ذلك هناك من يتطوع أو يقدم خدمات مجانية للاسهام في المشروع الفتنوي وهو يدرك ان النار ستلتهمه عاجلا ام آجلا !؟ .
واسباب هذا التفرق والتشتت كثيرة ومتعددة لاحصر لها ، إلا ان مجملها يصب في خانة الصراع والتنافس اللاشريف ، وتزاحم المصالح ، وتراكم الانانيات والاحقاد والكراهية وتغليب الرغبات والهوى ، والاستئثار بنهب السلطة وإلتهام المناصب .
اليوم ونحن امام استحقاقات كثيرة وأخطار محدقة وتداعيات خطيرة ، بدأت بتعطيل الكتلة الأكبر في انتخابات عام 2018 ، مرورا بفوضى وشغب تشرين واسقاط حكومة عادل عبدالمهدي وتنصيب مصطفى مشتت والعصابة الامريكية وانتهت بتزوير الانتخابات وسرقة اصوات الناس ، وما تلتها من اعتراضات واحتجاجات انتهت بقتل وجرح عدد من المتظاهرين الابرياء يوم الجمعة الفائت ، ومسرحية اغتيال مصطفى مشتت في اليوم التالي ،
المطلوب اليوم من هذا الاغتيال فتنة جديدة :
إما لإشعال حرب شيعية شيعية
إما لفرض حالة الطوارئ ( الانقلاب البيض )
إما الضغط من أجل تمرير حكومة بريطانيا واسرائيل وامريكا والسعودية والامارات والاردن وقطر وتركيا
المسؤولون والمتسببون الأصلاء والوكلاء في أصل هذه الأزمة وتداعياتها يعرفون انفسهم قبل غيرهم ويعرفهم العراقيون جيداً ، وبالتالي لا داعي للمكابرة والعناد ، وحان الوقت للنزول من أعلى الشجرة .
العراق مستهدف والجميع مستهدف والتشيع أكثر استهدافاً ، فيا أيها الشيعة عودوا الى رشدكم وعقلكم واعترفوا بأخطائكم وتنازلوا عن عروشكم الوهمية ، ووحدوا صفوفكم واتفقوا وأسقطوا مخطط إغتيالكم ومشروع إبادتكم ، وانقذوا ماتبقى من العراق والتشيع ، وتعاطوا مع بعضكم البعض بكثير من البراغماتية وقليل من المبدئية للعبور من هذا النفق المظلم الذي ساهمتم جميعاً بقصد أو من دون قصد ببنائه وتشييده ، يكفينا موت عشوائي وقتل مجاني ، من يخطأ عليه دفع ضريبة خطأه ، فما بال من إرتكب الخطايا !؟ .