فـي اليـمـن مـا اخـتـفـى ظـهـر لـلعـلـن
متابعات/عبدالله علي هاشم الذارحي؛
*العصر-المتابع لأوضاع اليمن منذ بداية
العدوان لليوم يجد أن المحافظات الجنوبية الواقعة تحت احتلال تحالف العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي تعيش أوضاعا مأساوية بالغة البؤس..
فإلى جانب ما تشهده محافظات الجنوب من صراع، وتباين وانقسامات في تبعية الأطراف للاقليم، وهو الداء الذي أُصيبت به منذ سنوات، ليتحول الجنوب إلى ساحة حروب مستمرة، تديرها دول العدوان بواسطة مرتزقتها لتخريب مدن الجنوب، وتمزيق النسيج المجتمعي، وتوسيع قاعدة الفساد..
*وهو الذي أوصل حال الشعب إلى حالة من البؤس في الأوضاع الكارثية، وعدم الاستقرار الأمني والمعيشي، منذ أن نصبت هذه الأدوات إلى تابعيات، وإلى سماسرة وتجار ومهربين، فنشروا الفوضى، وتماهوا مع العدوان لنهب النفط، ومهدوا لهم عوامل الاستيطان على الأراضي اليمنية..
*فكان لابد من التعامل مع هذا الاهتراء المتزايد ووضع حد لايقاف نهب النفط والغاز اليمني عبر موانئ الجنوب، ومن هنا تبدلت المعادلة، لتعيش تلك الأدوات السياسية أوضاعا أشبه بالمحاصرة اقتصاديًّا منذ أن قطع عنها واردات النفط والغاز؛ بسَببِ تهديد صنعاء باستهداف أي شركة، أَو سفينة تقترب من موانئ حضرموت وشبوة النفطية، كجزء من أوراق الضغط القوية التي فرضتها منذ ما يقرب من نصف عام..
*ومنذ أكثر من عام تجد السعودية صعوبة بالغة في الخروج من الحرب المكلفة في اليمن مع استمرار تباين خارطتها للانسحاب مع ما تخطط له البيت الأبيض منذ وصول الملعون
بايدن الى دفة الحكم ..
*فعلى الرغم من تقاطع الرؤى بين أطراف العدوان لتجميد الحرب، فإن
ضمان استمرار تدفق الطاقة الخليجية التقليدية وحاجة الأمريكان إلى التهدئة، لاستمرار ضخ النفط، إلى السوق الأوروبية، بهدف تشكيل حصار اقتصادي على روسيا، إلا أن رؤية الطرفين للخروج من الصراع تكاد تكون متباينة، بل تبدو متباعدة إلى حد كبير..
*ولا شك أن الهُدنة الطويلة وحالة اللاحرب واللاسلم، جعلت الرياض وأبوظبي تدركان القيمة الفعلية من البقاء خارج التهديد التي تمثله اليمن، بالتالي مزيد من الأرباح الاقتصادية التي من شأنها أن تعوض خسائر السنوات السبع الماضية..
*وحسب توقعات تتعلق بالإنفاق العسكري السعودي والإماراتي في العدوان على اليمن، فَـإن البلدين وفرا مليارات الدولارات خلال عام مع ارتفاع أسعار الوقود، إضافة إلى عوامل أُخرى بينها اليقين بأن الحرب لا تسير في الاتجاه الصحيح على الأقل لجهة الطموح الذي كان مرجواً عند بدء الحرب في العام 2015..
*المستجدات التي طرأت في سلوك الرياض تجاه صنعاء خلال عام من بينها تبادل (وفود تفاوضية مباشرة)، وعدم قدرة السعودية على تقديم تصور للخروج من الحرب يرضي واشنطن وصنعاء على حَــد سواء، خاصة أنها واقعة بين مسارين متضادين تماماً..
*هما سقف صنعاء المطالب بالجوانب الانسانية..وتمسك واشنطن المتطرف بالحصول على تنازلات لصالح الأطراف المحلية اليمنية الموالية للتحالف من ضمنها السماح بتصدير النفط من موانئ حضرموت وشبوة شرق جنوب اليمن، وعدم تعرض صنعاء للشركات والسفن التي تنفذ عملية التصدير، وهي إحدى النقاط الجدلية في عدم تمديد الهدنة رسميًّا رغم سريانها دون اتّفاق..
*التباين السعودي – الأمريكي ظهر مؤخرا، فالرياض ترسل وفوداً “سرية” إلى صنعاء وتعرض تسهيلات، وتفكيك أوسع للحصار دون أن تضع شروطاً أكثر من وقف العمليات العسكرية بين الطرفين، والحفاظ على سرية الاتّفاق..
*بينماتشترط أمريكا حصول “حكومة العليمي” على عائدات النفط وإسنادها تسليم رواتب الموظفين بكشوفات وميزانية 2014، وهذا يعني استمرار بقاء الحصار الاقتصادي المفروض على حكومة صنعاء، مقابل توسيع الرحلات الجوية التجارية من مطار صنعاء الدولي وتوسيع أعداد السفن التي تصل موانئ الحديدة غرب اليمن..
*بالرغم من أن المفاوضات التي تتوسط فيها سلطنة عمان تسير بخطوات بطيئة، وتستنزف الوقت، فإن صنعاء تحذر من نفاد صبرها مع هكذا أوضاع لا توفر مناخات للسلام، بل يستفيد منها التحالف في ترتيب أوراقه على الأرض، وتعزيز تواجده..
*وتسعى المملكة السعودية، إلى تعزيز تواجدها، بمليشيات عسكرية جديدة ما تسمى “درع الوطن” الموالية لها، في محافظة لحج، في إطار تحركاتها المكثفة للسيطرة على المناطق المحاذية لباب المندب..
*وبحسب المصادر المحلية فإن هناك تعزيزات عسكرية ضخمة من مليشيات “درع الوطن” وصلت إلى منطقة رأس العارة، قادمة من معسكر التحالف في مدينة البريقة بعدن..
*تأتي هذه التعزيزات، استكمالًا لمساعي المملكة في السيطرة على منطقة رأس العارة، ومناطق المثلث الاستراتيجي المحاذي لباب المندب، وطرد ما تبقى من مليشيات تابعة ل “أبو ظبي” لضمان سيطرتها الكلية على المضيق..
*وتأتي ايضا هذه التعزيزات بعد أيام
من وصول تعزيزات أخرى كبيرة إلى المنطقة، في مؤشر على عزم المملكة بسط يدها على المنطقة، وسط تصاعد المخاوف الإماراتية من إزاحة فصائلها في أهم المناطق الاستراتيجية في اليمن..وما اختفى ظهر للعلن،^