فلسطين:نقاط على الحروف

بقلم علي خيرالله شريف
العصر-هناك مغالطات تتداولها بعض الأقلام السخِيَّة حالياً ويتداولها بعض المحللين الأكارم على الشاشات، بقصدٍ أو بغير قصد في الأوساط الإعلامية والسياسية:
من هذه المغالطات التركيز على اتهام حكومة نتنياهو بأنها توسع الاستيطان في الأراضي المحتلة، وأنها تتعاطي بوحشية مع الفلسطينيين؛
السؤال هو: وهل تعاملت حكومات العدو الأخري بغير هذه الطريقة؟
أليست كل حكوماته تقوم بنفس الأعمال العدوانية وإن غيرت أسلوبها؟
من المغالطات أيضاً، الثناء على بعض دول الخليج، كالإمارات وغيرها، بأنها تتقرب من سوريا وتنفتح عليها، وأنها قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن يدين الاستيطان الصهيوني، والكلام عن نية سعودية بفتح صفحة جديدة مع سوريا، والإيحاء بأن هذه الدول تتقرب من سوريا وتعيد النظر بعمليات التطبيع مع العدو وبالديانة الابراهيمية الجديدة.
والحقيقة هي أن هذه المواقف الارتدادية(إذا صح التعبير الزلزالي) ليست كما تظنون، إنما هي من عدة شغلهم لذر الرماد في العيون وتضليل الشعوب العربية التي يسهل خداعها، وهي تهدف إلى الالتفاف على سوريا وعلى محور الممانعة وعلى أية معارضة شعبية لزحفهم نحو العدو… وكأنكم لا تعرفون ماذا يخططون في غرفهم السوداء.
ألم تقرأوا خبر المُجَمع الإبراهيمي الذي أقيم في الإمارات العربية المتحدة؟
ألم تسمعوا بالشراكة الإماراتية الصهيونية في استخراج الغاز من بئر كاريش(اللبناني) ؟
وغير ذلك الكثير من أعمال ترسيخ الصداقة الخليجية الصهيونية.
لو كان هناك فعلاً انعطافة خليجية نحو سوريا وفلسطين، لكان أول عمل تقوم به هذه الدول هو إعلان تجميد التطبيع مع العدو، خاصةً بعد عدوانه الأخير على سوريا وهي تنفض غبار الزلزال عنها، ثم كسر الحصار عن سوريا، ثم الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة بحضور سوريا، ثم المتابعة في كل الخطوات اللازمة.
إن ما يقومون به الآن يا سادة يا كرام، هي حرب جديدة على سوريا، ولكنها بوجه دبلوماسي اقتصادي ماكر ومخادع. لذا أتمنى عليكم أن توقظوا أقلامكم من أضغاث أحلامكم.
إني كررت اسم سوريا في مقالي حوالي إثنتا عشر مرة، للتأكيد على أن سوريا هي بيت القصيد في أي تصحيح لاتجاه البوصلة عند أي دولة تـَدَّعي أنها عربية وتريد أن تعرف أن سوريا هي قلب العروبة وفلسطين هي قبلتها.