فن الصدمة والادهاش وكيفية استخدامه كسلاح في الحرب الناعمة
مجلة تحليلات العصر الدولية
بقلم: محمد حمزة وناس
وانت تستمع لقصيدة شاعر لم تسمع باسمه سابقا في ابياتها مضامين لم تعهدها سابقا تخاطب المكنون في روحك او ما يجول في خاطرك من هواجس تخشى تحريكها . فترضي الكلمات والمغزى غرور نفسك , او تضع لك نقاط بداية جديدة لما يعالجه ضميرك من جدليات بين المبادئ و الواقع ..
كل هذا يسمى الادهاش ……..!!!!!!!!!
وأنت تستمع لحديث من مصدر موثق عن رمز رسمت له في خيالك موقع سامي وبرج من العظمة , معززا حديثه بادله ووقائع معينه يجعلك تغير رايك او قناعاتك بهذا الشخص او حتى في نظرية ما
فهذا يسمى الصدمة …………!!!!!!!!!!!!
فن الادهاش . لعبة اكتشفتها السينما العالمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وأجادت استخدامها بشكل منقطع النظير في صناعة رموز وشخصيات كثيرة كان لها تاثير كبير في واقع الانسانية سلبا او ايجاب . ولغاية اليوم ما زالت هذه اللعبة تأتي ثمارها بشكل كبير في فن السينما . وتحقق نجاحات عملاقة .
فن الصدمة …. بعد نجاح الادهاش في السينما استثمر الاعلام وخصوصا القنوات الخبرية والناقلة للحدث اليومي ( قنوات الاخبار ) استثمروا هذا النجاح بشكل معكوس لإنتاج فن الصدمة حتى وصل الامر لإنشاء صحف وقنوات تلفزيونية همها الاول نقل الفضائح ( الصحف الصفراء ,, او الاعلام الاصفر ) وخلق صدمات لدى المتلقي بأسلوب مدهش .
فن الصدمة والإدهاش استثمرا كثيرا في صناعة رموز وزرعها في مخيلتنا . وتحويل انظار البسطاء نحو اهداف معينه .. فكل مؤسسة تريد الترويج لفكرة معينة تقوم في البداية وبشكل تدريجي بإسقاط البديهيات السابقة في عقولنا عن طريق الصدمات الخفيفة ثم تتوالى الصدمات لتنتهي بالضربة القاضية . في الجانب الاخر تخلق جو من الدهشة لما تريد تسويقه لخلق بديل في نفس المتلقي .
فهذا غاندي والذي اعتبر …(ومازال يعتبر) رمزا للكفاح السلمي ضد الظلم . في واقعه واحد من اكبر الشخصيات التي مرت على التاريخ عنصرية وأكثرهم تميزا وقد قتله الهندوس لتطرفه . ومن يعرف بطبقة المدنسين ( اكثر من 50 مليون انسان ) في الهند يكتشف ان غاندي اكثر من وقف ضد هذه الطبقه ومنعها حتى من التصويت .
وهذا مانديلا رمز الكفاح ضد العنصرية والذي تحدى السجن لمدة 29 عام . وزوجته تقاتل بكل شراسة على كل المحاور في سبيل ايصال صوت زوجها الى العالم . وقد نجحت في خلق اسطورة مانديلا . فكان جزاءها ان طلقها بعد خروجه من السجن مباشرة .
حتى جيفارا ابيح له ما انكر على غيره فالرجل ارجنتيني قاتل في كوبا واصبح وزير للاقتصاد في كوبا الشيوعية ويعامل اليوم كرمز عظيم من رموز التحرر والثورة ضد الظلم وصوره على قمصان الشباب مدعي المدنية والتحرر والفكر الثوري بينما يعيبون على الجنرال قاسم سليماني وقوفه مع العراق وسوريا في حربهما ضد الارهاب وبطلب رسمي .
ما استخدم في ابراز صورة جيفارا . وخلق هالة من الادهاش حوله . استخدم في تسقيط الجنرال سليماني وخلق حاله من الصدمة في التعاطي مع هذه الشخصية .
كل هؤلاء وغيرهم من الرموز الذين خلقهم الاعلام وخلق حولهم هالة من الادهاش وصنع منهم نماذج لنقدسها وندافع عنها بكل ما اوتينا من قوة بلا وعي هم في الحقيقة صناعة الاعلام المدهش .
بل تطور الموضوع ليقدم لنا الاعلام بعض من الممثلين ولاعبي الكرة كرموز انسانية عملاقه يقلدها الشباب في كل شي
نحن اليوم نعيش في عالم من التكنلوجيا اساسه الانترنت والتواصل الاجتماعي بكل مواقعه . ونعيش تحت تأثير الصدمة والإدهاش بشكل لا سابق له على طول التاريخ البشري . فكل ما أمنا به خلال حياتنا الماضية تحت تأثير الادهاش فقدناه سريعا تحت تأثير الصدمة , حتى اصبحنا فاقدين للثقة بكل شي قبل ان نكتشف ما هو .
كل ما حولنا يعيش في فلك الاكاذيب والتصنع الخبيث لأجل الفوز بعواطف الناس والهيمنة في ما بعد على مقدراتهم ورقابهم ..
العاملون في الساحة الاعلامية العربية والعراقية خصوصا ( سياسيا واقتصاديا واجتماعا ), يحالون تقليد ما عايشه العالم الغربي قبل خمس او اربع عقود من الان في استخدام هذا الفن . وغير مدركين ان العوام والبسطاء قد ادركوا اللعبة وفهموا المغزى حتى وان لم يطلعوا على قواعدها او كيف تدار . فقدوا الثقة بكل ما يخرج من المتصدين للساحة بشكل مطلق , ليصبح اي طرح عقلاني او ذو هدف نبيل قابل للتسقيط متى ما اراد العدو.
- الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.
- تستطيعون المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية حول هذا المقال:
خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.