في التحليل المعمق للوضع الاقتصادي والسياسي هنالك مجموعة نقاط يمكن رصدها بوضوح

العصر-في التحليل المعمق للوضع الاقتصادي والسياسي هنالك مجموعة نقاط يمكن رصدها بوضوح ومنها على سبيل المثال :
١) انهيار العملة اللبنانية لان لبنان يمثل خزانة كبيرة للدولار والمستثمرين وامريكا بحاجة الى دولاراتها الان وهو ما يؤدي الى هروب الدولار الى امريكا من خلال مصيدة رفع سعر الفائدة.
٢) فشلت الحكومة العراقية في خفض سعر الدولار رغم تبنيها لسياسة تخفيض السعر من ١٤٥ الى ١٣٢ والسبب هو ذاته الذي ادى الى انخفاض العملة اللبنانية.
٣) تسير مصر وتونس والمغرب واليابان وبريطانيا ودول عربية واقليمية من العالم حثيثا نحو الافلاس والانهيارات المصرفية لذات السبب الذي يسمى اقتصاديا (هرم الديون).
٤) مسار الاقتصاد يتجه نحو ثلاث مراحل (انهيار اقتصاديات الدول النامية ثم انهيار الاقتصاد الاوروبي ثم انهيار الاقتصاد الامريكي الاكبر ذو حجم المديونية الاعلى) غير ان المفاجأة التي لم يتوقعها محللي الاقتصاديات ان انهيار النظام المصرفي الامريكي بدأ مبكرا وقبل الانهيار النهائي للدول النامية واوروبا.
٤) ما زالت هنالك فرص امام امريكا لكنها فرص محفوفة بالمخاطر واهم هذه الفرص هي فرصة مصادرة الاحتياطيات الصينية بالدولار بدلا من الطباعة (بحدود ٧٠٠ مليار دولار حاليا) كما حدث مع الاحتياطيات الروسية غير ان ذلك يحتاج الى ذريعة قوية جدا لفرض العقوبات على الصين.
٥) في قبالة ذلك بدأت الصين استعداداتها لمثل هذا السيناريو وزيارة الرئيس الصيني لروسيا تمثل اخر ترتيبات الاستعداد واخطر ما في الزيارة هو الاتفاق على التبادل التجاري بالعملات الوطنية للصين وروسيا ؛ لا يمكن النظر لهذا الاتفاق ببساطة لانه يعني اكبر ضربة تاريخية للدولار وهو ما يزيد الطين بله بالنسبة للاقتصاد الامريكي.
٦) تتضيق الخيارات المتاحة لامريكا حاليا باتجاه الاستمرار برفع سعر الفائدة او التيسير الكمي ؛ لكن هذين الخيارين لا يمكن ان تحلا المشكلة الامريكية وليسا سوى موت بطئ للاقتصاد الامريكي المتهالك.
٧) وفي ظل كل ذلك يعيش الكيان المؤقت اصعب سنة في تاريخه وخصوصا مع اقبال شهر رمضان المبارك حيث التفكك الداخلي والانتفاضة الفلسطينية المسلحة بفضل جهود الشهيد الحاج قاسم سليماني رض مع الرعب الكبير من تطور القدرات الايرانية وهيمنتها الجيوسياسية على المنطقة والذي قد يجعلها تورط امريكا بحربها مع الجمهورية الاسلامية.
٨) ومن خلال ما سبق فاننا نعتقد ان ما كان سينتج عن اجتماع الفدرالي الامريكي هذا اليوم فان استقرائنا المنطقي للاحداث يجعلنا نعتقد بأن امريكا وبريطانيا ماضية لخلق اقصى قدر ممكن من الاستفزازات للدول الثلاثة العظمى (روسيا والصين وايران) وخلال شهر واحد ابتداءا من هذا اليوم وهو ما يعني ان شهر رمضان المبارك قد يكون شهر المفاجآت الكبرى بالنسبة للمنطقة والعالم.
ويمكن بهذا الصدد رصد تحركات عسكرية مصحوبة بتصريحات سياسية مقلقة عن الاسابيع القادمة ومنها :
أ. تسريع وتيرة نقل الطائرات والدبابات وانظمة الدفاع الجوي الى اوكرانيا.
ب. القرار البريطاني بتسليم اوكرانيا اسلحة ذات مكونات نووية تتضمن اليورانيوم المنضب.
ج. نزول طلائع الجيش الامريكي في بولندا
د. التحركات الاذرية المريبة على مقربة من الحدود الايرانية الاذرية
ع. التصريحات الامريكية العسكرية بالاستعداد في منطقة المحيط الهادي لمواجهة الغزو الصيني لتايوان
ومهما فعلت امريكا من اجل انقاذ نفسها فان الارقام الاقتصادية الدقيقة والتي لا تقبل الخطأ والمعادلات السياسية الجديدة في العالم وانقلاب موازين القوى تؤكد بما لا يقبل الشك بأن الهيمنة الامريمية تنهار وان عام 2023 سيكون اخر اعوام القرن الامريكي وسيكون عام 2024 هو عام موت النفوذ الامريكي وانحساره الى الابد ؛ يقول الله عز وجل وهو اصدق القائلين ووعده الحق : حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.