في الذكرى 44 للثورة الاسلامية بايران عندما تقبل التحدي وتنتصر
محمود الهاشمي
العصر-ليس من السهل ان تعادي دولة بحجم امريكا الاولى اقتصادا وتسليحا وتطورا
وان تحول هذا التحدي الى بناء واعمار
وتطور على كافة الصعد ،وان تديم هذا التحدي على مدى (44)عاما وتنتصر .
ان كل التوقعات في مقاسات الفكر الغربي
ان تجربة الجمهورية الاسلامية بايران سوف لن تتعدى عامها الاول حتى تنهار بسبب ؛-
1-اعتمادها على عقيدة دينية .
2-اعلان عدائها للغرب
3-العداء لاسرائيل
-4-لاتملك بنى تحتية من الحكومة السابقة تؤهلها لمواجهة التحديات .
5-معظم قادة الجيش من بقايا النظام البائد والموالين له.
6-اختلال التوازن الدولي بسبب الضعف الذي ظهر على القطب الشرقي (الاتحاد السوفيتي)
7-معظم القيادات الادارية للدولة من المناهضين للثورة والمؤيدين لنظام الشاه .
8-طبيعة نظام الشاه وميوله الغربية وتأثير ذلك على المحتمع الايراني .
9-الاغتيالات لقادة الثورة الاسلامية وقادة الحزب الجمهوري .
10-الحرب العراقية الايرانية .
11-صعوبة تقبل المجتمع الايراني قوانين ودساتير دينية يعتقد انها غير ملائمة للعصر .
12-صعوبة صناعة قوانين تجمع بين العقيدة الاسلامية وبين القوانين المعاصرة.
جميع هذه القوانين وغيرها جعلت العالم يعتقد ان الثورة الاسلامية في ايران ستنهار ان عاجلا او اجلا ،لكن الذي قلب كل هذه التحديات واسس لمشروع اسلامي ثوري هو الامام الخميني رضوان الله عليه ،حيث كان يرى نجاح الثورة وتطورها ونهضتها قبل ان تلد وتكبر وتلك هي رؤية القائد .
بعد هجوم الطلبة على السفارة الاميركية بطهران واعلانها وكرا للتجسس ولم يمض على الثورة اقل من تسعة اشهر تكون اميركا قد تأكدت بان الثورة الاسلامية بايران ترى فيها (الشيطان الاكبر )!
ان الثقافة التي تلقاها المواطن الايراني بان امريكا (عدوة الشعوب ) وانها وراء الظلم الذي يعيشه العالم ولابد من الوقوف في وجهها ،قد صنع انسانا استثنائيا جمع بين
البعد المثالي في ترسيخ العقيدة الاسلامية
فيه وبين ضرورة البعد المادي من تطور على كافة الاصعدة العلمية والتقنية لمواجهة اعداء الله من امريكا واعوانها .
لقد فجرت الثورة الاسلامية في الانسان روح التحدي والمواجهة مع الارادات الدولية سواء الغربية منها او الشرقية لانتاج تجربة خاصة في ادارة الدولة عنوانها الاسلام ومبادئه السامية ،وكانت مغامرة كبيرة من الامام الخميني (رضوان الله عليه ) ان يطلق
(الجمهورية الاسلامية ) كعنوان واسم للدولة ،حيث لم يتجرأ احد من قبل على هذه التسمية لانها (مسؤولية )!
عندما يكون التحدي بحجم ان تتحدى
دولة مثل اميركا والغرب لابد ان تصنع دولة
بحجم هذا التحدي وان تنتصر .
لقد استطاع الامام الخميني رضوان الله عليه
ان يستفيد من تحدي الغرب والشرق عبر الانجازات الكبرى التي تحققت في ايامه او من بعده فايران اليوم ليست بدولة مختبئة في حدودها مثل كوبا وكوريا الشمالية وحتى فيتنام بل هي دولة لها عمق استراتيجي في المنطقة والعالم ،ودون ان يجرأ احد المساس بها وهذا العمق (المقاوم )لايقف في حدوده (العسكرية )انما يمتلك مشروع دولة ،فحزب الله بلبنان مشروع عسكري وسياسي واقتصادي واجتماعي وديني ايضا
ومثل ذلك في فلسطين واليمن والعراق
وهذه المشاريع (الاستراتيجية ) تمثل سدا منيعا امام اي تحد اميركي .
المطالع للتطور الحاصل في ايران في كافة المجالات العسكرية والامنية والتقنية والبناء والاعمار والمؤسسات العملية وغيرها يرى ان هذا البلد لم يقف بوجه التحديات جزافا
انما خطط واعد نفسه للمواجهة ،وبدلا ان يصغر امام التحديات ارتقى الى مستوى التحدي فكبر واصبح عنوانا كبيرا للانتصار ونموذجا لكل الاحرار بالعالم .
ان اغلب الدول التي كانت على منهج الاتحاد السوفيتي وعقيدته انهارت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وفقدت هوبتها وتشظت بشكل مذهل ودخلت في حروب داخلية مميتة ،
لكن ايران تماسكت وقبلت التحدي وازدادت قوة ومنعة بدلا ان ترضخ للعدو ومخططاته وجبروته .
بعد (44)من عمر الثورة الاسلامية الايرانية ،
يحق لهذه الثورة ان تفخر بتاريخها وانجازاتها
بعد ان امتلأت اسواقها بالمنتوج المحلي
والمنافس لاي بضاعة اخرى ،ورفضت ان يكون النفط والغاز دخلها الوحيد اسوة بدول نفطية كثيرة ،وليس غريبا انها لاتدخل النفط والغاز ضمن خطط الموازنة الا بالبسير منه.
عندما توقع الامام القائد الخامنئي ان اسرائيل ستختفي بعد (25) عاما وان اميركا في الطريق الى الانهيار فان علامات كثيرة واشارات ووقائع باتت معلومة للجميع .
اما بشائر النصر الاكيد على اعداء الله فانها
تلوح بالافق وتلك هي الطاف السماء التي
كانت وراء الثورة الاسلامية ونجاحها .