قراءة في خطاب لازاريني امام الاجتماع الوزاري

كتب: عماد توفيق عفانة
مدير مركز دراسات اللاجئين
العصر-استمعنا أمس بمزيد من الشك والاحباط لخطاب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني امام الاجتماع الوزاري الذي استضافه الاردن والسويد على هامش الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
1- أعاد لازاريني خطابه المكرر حول العجز في الميزانية للأونروا بين 170 و190 مليون دولار، وكأنه يمهد لتخفيض برامج الحد الادنى فيما خص برامج التعليم والرعاية الصحية الأولية وشبكه الامان الاجتماعي.
2- لازاريني حذر مما سماه الكارثة نتيجة انضمام مزيد من الشباب للجماعات التي اسمائها جماعات العنف “المقاومة”، في تبني فاضح لرواية الاحتلال، وكأنه يراهن على ان ما تقدمه الاونروا من اغاثة وخدمات قد يسهم في اضعاف الحس الوطني او ابعاد الاجيال عن التفكير في الانخراط في جهود المقاومة والسعي نحو التحرر.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
3- ارجع انخفاض مستوى التعليم الأساسي في العام الماضي للاشتباكات المسلحة في غزه وجنين وعين الحلوة، وليس لتقصير الاونروا وضعف الموازنات ومسلسل التقليصات التي تعتمدها الاونروا في العشرية الاخيرة .
4- لم يجرؤ لازاريني على مطالبه الأم المتحدة -وكان يجلس امامه الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش-بتطبيق القرارات الأممية الكفيلة بإنهاء ازمة اللاجئين، لا قرار 302 ولا قرار 194 ولا اي قرار من الالف قرار التي اصدرتها الأمم المتحدة بخصوص القضية الفلسطينية.
5- تحدث لازاريني عن غياب أفق لأي حل سياسي وعن الاحباط الذي لمسه لدى اللاجئين، الا انه لم يجرؤ على تحميل ذلك للاحتلال الصهيوني والمجازر والاستيطان والاعتقالات والانتهاكات
6- خطاب لازاريني وتحذيراته المتكررة من اضعاف او توقف برامج اونروا الاغاثية الصحية والتعليمية تستهدف بشكل غير مباشر تطبيع العقول لتقبل ذلك، أكثر مما تستهدف تسول بعضة الملايين لتغطيه العجز المفتعل في موازنة الاونروا.
7- الخطابات بشأن القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين في محافل الأمم المتحدة مستمرة منذ أكثر من 75، ولم تستطع حل قضية اللاجئين او انصافهم، او تطبيق حتى قرار واحد من الالف قرار التي أصدرتها الأمم المتحدة بخصوص القضية الفلسطينية، ولا يتوقع ان تسهم هذه الخطابات الحالية وفي المستقبل في تطبيق أي قرار منها، ما لم تتغير موازين القوى في العالم
8- من المتوقع ان تتراجع مكانة القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين في الاجندة الدولية كما العربية، مع تقدم قطار التطبيع العربي مع كيان العدو.
*التوصيات:*
1- ننصح الفلسطينيين الكف عن المراهنة على الأمم المتحدة، والعمل بالمثل القائم ما حك جلدك مثل ظفرك، لجهة العمل بكل السبل والوسائل المتاحة على اخذ الحق باليد، كي لا نبقى ندور في حلقة مفرغة الى الابد.
2- على جموع اللاجئين الاستعداد لتراجع حاد في الخدمات التي تقدمها الأونروا لملايين اللاجئين الفلسطينيين، ضمن حملة التجويع المنظمة قبل تخييرهم بين الهجرة او التوطين.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
3- بات مطلوبا بإلحاح من ملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في مناطق عمليات الاونروا الخمس، كما في مختلف دول العالم، رص صفوفهم، والتوحد تحت مظلة وطنية جامعة، ترعى شؤونهم، مظلة وطنية قادرة على اكتشاف عوامل قوتهم، والعمل على توظيفها بقوة واقتدار، لناحية افشال كل مخططات التهجير والتوطين التي تستهدف انهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين على طريق انهاء القضية الفلسطينية.