سأنظر الى خلفيات ما وقع من رجة عنيفة (مفتعلة ) في الأردن كان الهدف من ورائها ايصال رسالة بليغة للملك عبد الله ، الذي أبدى نوعاً من الاعتراض والمعارضة لصفقة القرن ، لاسباب منطقية تهدد الكيان الاردني ونسيجة الاجتماعي ومستقبل أجياله.
هذه الصفقة التي اراد عرابوها في الامارات والسعودية ان تكون على حساب الشعبين الفلسطيني والاردني بل وعلى حساب شعوب المنطقة برمتها.
وعلى مايبدو ان الاماراتي الذي لايملك وهب للاسرائيلي الذي لايستحق الهضبة الغربية كما وهب بلفور فلسطين كلها لروتشيلد بوعده المشؤوم .
ولكي نفهم ما جرى ونكون على بينة مماحصل في الاردن بنحو يرجح احتمالية أن الأمر لايعدو قرصة أذن موجعة للملك عبد الله
فنتنياهو الذي اخذ الضوء الاخضر من ترامب واطمئنانه من ادارة بايدن كذلك بعدم معارضتهم لضم الضفة الغربية وهضبة الجولان لاسرائيل كان قد اخذ المواثيق الغليظة من الاماراتيين على ارغام الفلسطينيين والاردنيين على الاستجابة والرضوخ لصفقة القرن رغم المعارضة التي ابدوها.
وعلى ان يتم استيفاء كافة لوازم الصفقة على المستوى الاقليمي بما فيها تكييف الدور العراقي لتأمين الموارد الاقتصادية اللازمة للاردن كمكافأة له في حال تم امضاء الصفقة بشكلها النهائي
المهم أن الملك عبد الله كانت لديه شكوك ومخاوف كبيرة من مقررات هذه الصفقة يمكن اجمالها بمايلي
اولاً:- خشية ان يجد الأردن نفسه مرغما على استقبال ما يزيد على مليون فلسطيني مهجر من الضفة الغربية وبعد ذلك تجنيسهم
ثانيا:- أن الاردن يخشى من تبعات تحميله رعاية شؤون الفلسطينيين في الضفة الغربية حال اقرت الصفقة والغيت الاتفاقية الامنية بين البلدين والغي معها حل الدولتين
ثالثا:_ يخشى الملك الاردني فيما لو حصل نزوح فلسطيني باتجاه الاردن ان تحدث تقلبات ديمغرافية لصالح الفلسطينيين في بلاده
رابعاً:- يخشى الملك من اندلاع مواجهات بين الاسرائيليين والفلسطينيين تمتد تداعياتها الى الداخل الاردني فيجد نفسه منخرطا فيها وحيدا دون معونة العرب
خامساً :- الملك عبد الله يشعر ان الجامعة العربية قد انتهى مفعولها وان خروج سوريا منها وعزلها عن محيطها العربي ستجعله لقمة سائغا للاسرائيلين دون مدافع
سادساً:- وحتى وان لم تحصل مواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين فان موافقته على الصفقة ستتسبب باحداث شرخ مجتمعي يؤثر بشكل بالغ على استقرار الاردن
سابعاً:- يخشى الملك من فقدان الرعاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية في فلسطين
ولذا كلنا يتذكر كيف ان الملك عبد الله منع مرور الطائرة التي تقل نتينياهو في الاجواء الاردنية متوجهة الى الامارات للقاء محمد بن زايد انتقاماً منه .
فقد نقلت الصحف الامريكية والصهيونية
نبأ تورط دولتين خليجيتين في محاولة الانقلاب ولم يكن هذا من فراغ طبعاً
والجدير بالذكر أن هذا الرفض لم يكن من قبل الملك فحسب بل شاطره فيه رئيس مجلس الامة الذي أكد ((أن الاردن لن يكون جزءا من تنفيذ صفقة تضر بمصالحه العليا)) ما اغاض الامارات التي تعتقد أنها على وشك اقتطاف ثمرة التطبيع الكبرى التي عزجت عنها السعودية لولا منغصات الاردنيين والفلسطينيين ، وهذا ما يفسر لنا تراجع اهمية الرياض بالنسبة لامريكا واسرائيل ورجحان كفة الامارات عليها كواجهة لهم في ترتيب ملفات المنطقة.