( قصة حقيقية)الزمن الجميل …. صدام يأمر باغتصاب فتاة
مجلة تحليلات العصر
كنت طالبة في الصف الرابع الاعدادي عندما داهمت بيتنا مفرزة من استخبارات الموصل واعتقلتني واعتقلت جدي وجدتي , كان ذلك في مساء يوم 4/12/1984 .
شيئ واحد كان يدور في فكري , هو ان هذا الاعتقال جاء بسبب خطأ وقعت فيه الاستخبارات , لانه لايمكن ان يحدث هذا لعائلة ضابط برتبة عميد ركن ورئيس اركان في فرقة من فرق الجيش العراقي.
عندما وصلنا الى دائرة الاستخبارات وضعوني في غرفة فارغة وباردة الى صباح اليوم التالي وفي حدود الساعة الثامنه صباحا نقلوني بسيارة الى معسكر قريب من الموصل حيث كانت تنتظرنا طائرة هليكوبتر نقلوني فيها وبعد ساعتين تقريبا نزلت الطائرة في مكان لااعرفه بالتحديد واقتادوني الى صالة فخمه جدا , اجلسوني على الارض وماهي الا دقائق واذا بالمقبور صدام حسين يدخل الصالة مع عدد كبير من العساكر والضباط .
نظر لي اللعين نظرة لم افهمها هل هي نظرة رحمة ام نظرة عذاب , بعدها ادخلوا والدي المسكين وهو ينزف الدم من انفه وفمه وعينه حيث قلعوها على ما اتصور ويداه متدليتان حيث كانت مكسورتين وفي زحمة الدماء لاحظت ان شاربه قد حلق نصفه .
احاطني الخوف والرعب من ذلك المشهد الرهيب الذي رأيت فيه والدي , الا اني لم اصبر , فقمت ورميت بنفسي على والدي وقبلته من وجهه وشممت رقبته وصرت اصرخ … ليش عمو صدام هيك تسوو بوالدي البطل فهو يحب العراق …ولم اعلم ان تهمت والدي هي حب العراق …ثم صرت اصبغ شعري بالدماء الطاهرة التي قدمها والدي قربانا لعراق المقدسات ومهد الحضارات .
ثم نطق الجرذ المقبور بكلمات بذيئه … و قال لوالدي : اخبرني عن اسماء باقي الضباط والمراتب لو تريد ا… بنتك أمامك ؟
فأجابه والدي بكل جرئة الابطال وشهامة الشجعان حيث قال : روحي وارواح اهلي ومااملك فداء للعراق الذي استعبدته انت وكلاب حزبك الماسوني .
فصاح صدام بضابط :ملازم اول جميل شوفه عرس بنته حتى انشدله اكرون .
فهجم علي الكلب جميل ووضع رأسي على بطن والدي وانتهك شرفي ووالدي يصيح : يامحمد يارسول الله هذه ابنتك وفوضت امري الى الله , ثم صاح : بنتي انت غالية لكن العراق اغلى وما اريد انطي ضحايا اكثر .
بعدها اخرجوني الى غرفة قريبة وانا اتستر ببقايا ثيابي الممزقه وسمعت والدي يوجه كلامه لي ويقول : بنتي… انا انطيت عهد شرف وقسمت على القرآن بأن ما اعترف على ربعي… بنتي.. انا سويت انقلاب لكن فشل اعذريني بنتي وسلميلي على امي وابوي وسلميلي على العراق .
وبعد لحظات سمعت صوت ثلاث اطلاقات سكت والدي بعدها وعم الصمت الى الليل حيث جاء ثلاثة رجال ونقلوني الى مديرية الاستخبارات في الكاظمية… وفي هذا السجن المخيف سخر لي الله احد الضباط وحماني من اي اعتداء او تجاوز وكان عطوف معي رغم وحشيته مع باقي السجناء … حيث رأيته مره وهو ينفذ الاعدام لضابط في ساحة السجن ولما سألته
قال : هذا كلب من ضمن افراد الانقلاب الفاشل…. فسألته عن والدي قال : ان والدك كان خائن ويتصل بالعميل احمد الحكيم ونفذ عملية انقلاب فاشله .
بقيت في هذا السجن قرابة الخمسة اشهر الى ان اطلق سراحي بمناسبة عيد ميلاد الجرذ المقبور في ال 28 من نيسان 1985 .
ذهبت الى الموصل فوجدت بيتنا مقفل فذهبت الى الجيران استفسر عن جدي وجدتي ولحسن الحظ رأيت جدتي واخبروني عن وفاة جدي في التوقيف فأخبرت جدتي بكل ما جرى فلم تتحمل فتوفيت بعد خمسة ايام , بعدها نصحني الاقرباء بأن الجئ الى بيت احد شيوخ ربيعه في منطقة ربيعة قرب سنجار , فقررت ان اذهب الى بيت الشيخ الوجيه بعد ان رأيت اقرب الناس لي يتبرؤن مني ويخافون ايوائي عندهم فآواني الشيخ عنده وزوجني لولده الاكبر وصرت اعيش في كنفه كأنه والدي الثاني .
هذا الذي تعرض له والدي ربما يمكن تبريره بأنه قام بأنقلاب في ظروف حرب , لكن مالذي يبرر تصرف رئيس دولة يدعي الشرف والشهامه ويأمر بالاعتداء على بنت عذراء لا تتجاوز الخامسة عشر من عمرها .
هذه هي الخسه والوضاعة التي تربى عليها البعثيين , فكيف يمكن التصالح معهم”.