أحدث الأخبارالعراق

كربلاء قرية المنارة

إقبال جمال صوفان

العصر-ذكرتُ في مقالٍ سابق معركة العقمة وتفاصيلها المؤلمة الشُجاعة في نفس الوقت ، دخل المرتزقة منطقة العقمة واحتلّوها فاشتدت المعركة على آل الرميمة  ليبدأ بذلكَ  مسلسل جديد في نزيف الدم تكالبت أشرار الأرض على قرية المنارة من جميع الإتجاهات واستقدموا مرتزقة من خارج المنطقة كدعمٍ خبيثٍ لهم ولكنّ قرية المنارة وأهلها ظلّوا وبقيوا أولئك المواجهين وكانت مواجهة الأسود كانوا الجسر الحامي للقرية.

استعصت المعركة على المرتزقة الجُبناء وكعادتهم وأفعالهم المُخزية والناقصة قاموا  بالإستعانة بقناصين كُثر  فكان آل الرميمة يستقبلون الشّهيد تِلو الشّهيد  وكل شهيدٍ منهم يحملُ قصة تُدمي القلب والفؤاد ،  فمحمد عبدالقوي الرميمة والد الشهيد عز الدين محمد عبدالقوي قُتل بأبشع الطرق وتم التشهير بجثتهِ وقطع أصبعه في سابقة هي إمتداد لحادثة كربلاء الطّف.

     (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

وهناك من القصص المُفجعة التي لن تُمسح من وجه عُباد المال” الحجة جليلة” ذات الـ”80″ من عمرها كفيفة البصر  تقتل في منزلها  ويقتل معها ولدها السؤال الذي يطرح نفسه ماذا كانت تحمل من سلاح حتى قتلوها؟! ربما من وجهة نظر القارىء لعلّه الرعب الذي أخبر عنه الله عزوجل في  صفات الكفار حين قال {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} .

لقد ظلّت قرية المنارة تصد الزحوفات المتعددة وتقاوم بشراسة وتدافع عن وجودها وقضيتها بكل ماتملك من قوة إيمانٍ وسلاح وكانت ستنتصر حتماً، إلا أنَّ المُكر والخداع هو من جعلها تسقط عن طريق الخدعة وهي خدعة القمصان البيض التي رفعها المرتزقة معلنين السّلام والصلح وأن على آل الرميمة أن يلبوا النداء للصلح وهنا كانت الفاجعة الكُبرى هُنا كان النفاق والكذب في أوج حضوره هنا كانت المُصيبة العُظمى التي لم تكن في الحسبان والتي غاب فيها أنها قد تكون خدعة كخدعة مصاحف الخوارج ليقع ضحيتها “د/ عفيف الرميمة” ،”أ /عبدالله عبدالرحمن الرميمة” ،أ/ عباس الرميمة ” في حادثة لم يسبق أن سُمعت في قواميس الظلم والإجرام في تاريخ اليمن أخذوهم للصلح فلبوا النداء وسعوا لحقن الدماء لكن المرتزقة تجلّت وظهرت فيهم  أساليب اليهود الحقيقة فتم نكث العهد وكُشف الدافع الحقيقي وراء رفع القمصان البيض .

تم تعذيب جميع من ذكرت أسماؤهم  بأبشع ألوان التعذيب الحاقدة الّتي إن دلّت على شيء فإنما تدل على خبث المرتزقة ومموليهم ، لقد أتوا آل الرميمة ليجنحوا للسلم فجازاهم المرتزقة بالقتل .
أولاً : د/عفيف الرميمة
تم رميهِ من ثالث طابق في المُجمع ليتناثر مافي جوف رأسة على قارعة الطريق وتتمزق  أشلاؤه وتهب النساء على رأسهم زوجته يجمعن فتات راسه ليتم دفنه وفي تشييع غريب لأول مرة في تاريخ حدنان لأن بقية من تبقى من آل  الرميمة وقعوا في خدعة القمصان أسرى.

ثانياً:أ/عبدالله الرميمة
والد الشهيد أبوبكر الرميمة
تم تعذيبه بطريقة وحشية لاتمد للدين بأي صلة ولكنها منبع الصهونية العميقة لقد تم حرمانه من الماء و أُطلق عليه الرصاص في شتى جوانبه ، تركوه يتألم وهم ينظرون إليه ويسخرون من ذكِره وتلاوته لآيات الله والتسبيح في تلك الحالة وجروحه تنزف دماً ويتقطع ألماً أمام ناظريهم وتم إخفاؤه ليتم إخفاء خبثهم وراء تلك الجريمة.

     (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

ثالثاً:أ/عباس الرميمة
تم التفنن في طريقة قتله وتعذيبه وكان ذلك إبرازاً لأساليبهم الناتجة عن ضعفهم ، لقد تم ربطه على رجل حمار وتم ضرب الحمار ليُسرع في خطاه فيتهشم راسه ويتقطع فيصبح قطعاً صغيرة إلا أن صمود الأسد وإن كان مُكبلاً بالأغلال أرعب تلك الذئاب البشرية فكان زئيره بمثابة رصاص تسكن صدورهم مما جعلهم يطلقون الرصاص عليه وهو مكبلاً ولازالت صرخته تدوي في تلك القرى والتي تم سحله فيها إلى أن فارقت روحه الجسد الطاهر لتهرول للقاء ربها والفوز بما عنده .

ينتهي الحال ببقية الأسرى الذين بقيوا في مخالب الظلم في قرية ذي عنقب والميهال فيصبون وابل حقدهم على من تبقى على قيد الحياة فصنعوا لهم الموت وعلبوه في شفرات علب الفاصوليا وفي سنارة الحديد فعذبوهم بالضرب المبرح والتقطيع ظناً منهم بأنهم سيقتلون فيهم العزة والكرامة ويضعفون في قلوبهم إيمانهم بدينهم وقضيتهم إلا أنهم ازدادوا ايماناً ووعياً فصمدوا في السجون تحت وطأة التعذيب والتشهير وخرجوا من السجون أحراراً يحملون همَّ تحرير اليمن من شر المرتزقة وجرمهم فتحركوا نحو الجبهات بكل عزة وفخر وقوة أولئك فعلاً هم أحفاد الحسين بن علي عليهما السّلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى