أحدث الأخبارلبنان

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلالَ مهرجان “شهادة ‏وانتصار” بمناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء

العصر-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على ‏سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار ‏المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين‎. ‎
السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته‎.‎
أُرحب بالحضور الكريم والعزيز سواء هنا في الضاحية الجنوبية أو في بلدة النبي شيت أو في بلدة جبشيت ‏أو في بلدة طير دبا ولكل الذين يُشاركوننا مناسبتنا العزيزة والكريمة هذه.‏
أُجدد لعائلات القادة الشهداء لعائلة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب، لعائلة سيد شهداءنا الشهيد السيد ‏عباس الموسوي والشهيدة السيدة أم ياسر ونجلهما الشهيد حسين، لعائلة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، ‏أُجدد لهم جميعاً تبريكنا بالوسام الالهي الرفيع الذي حازه قادتنا الشهداء هؤلاءومن معهم، وأيضاً نُجدد ‏تعازينا ومواساتنا لِفراق هؤلاء الأحبة الذين لن يخلو ولن يغادر ألم فراقهم قلوبنا وأرواحنا لمكانتهم ‏ومحبتهم وموقعهم الوجداني والعاطفي والروحي الخاص عندنا جميعاً، وبالأخص عند أولئك الذين ‏عاصروهم ورافقوهم وعايشوهم وعملوا معهم في الليل وفي النهار وفي تلك المراحل القاسية.‏
في البداية أتعرض لبعض المناسبات بشكل سريع ثم أعود إلى مناسبتنا الأساسية وملفات هذا اليوم، نحن ‏في شهر شباط على مدى 40 عاماً لدينا شهداء أيضاً أتوجه إلى عوائل كل شهداءنا في شهر شباط، عادة ‏تلفزيون المنار شهداء كل شهر يضع صورهم الكريمة، أسماءهم المباركة، وجوههم النورانية، لكل هؤلاء ‏العائلات الكريمة والشريفة أيضاً نُبارك ونُعزي، يجب أن أخص بالذكر من بين الشهداء في مثل هذه الأيام ‏الشهيد القائد الحاج رضا الشاعر، الذي استشهد أيضاً في مثل هذه الأيام من شهر شباط، والذي كان ‏مسؤولنا العسكري في منطقة البقاع، وكان يًقاتل في الخطوط الأمامية في البقاع الغربي، استشهد اثناء ‏المواجهات مع المواقع العسكرية للإحتلال الإسرائيلي في جبهة البقاع الغربي(رضوان الله تعالى عليه).‏



يجب أيضاً أن أذكر أو نذكر بالخير الشهيد القائد العميد حسن شاطري المعروف عندنا في لبنان بإسم ‏الشهيد حسام خوش نويس، والذي ترأس الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان بعد حرب تموز في مثل هذه ‏الأيام أيضاً الذكرى العاشرة لإستشهاده، وهو الذي عمل مع هيئته وبالتعاون مع الوزارات اللبنانية والقوى ‏السياسية اللبنانية على إعادة إعمار المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والحسينيات والجسور ‏والطرقات، وكانت له كممثل للجمهورية الإسلامية أيادي بيضاء في تلك الأيام وستبقى ذكراه العطرة ‏وأياديه البيضاء حاضرة إن شاء الله.‏
كما هي العادة بين خطابين أو مناسبتين أيضاً من نفقدهم من أحبة خلال أسابيع أو أيام، أتوجه إلى كل هذه ‏العائلات مع الإعتذار، هم يُحبون ذكر أسمائهم، ولكن عادة أنا أكتفي بذكر أسماء السادة العلماء، فقدنا ‏خلال الأسابيع الماضية عالمين جليلين طيبين مُبلغين من العاملين في سبيل الله سبحانه وتعالى، سماحة ‏الشيخ حسين بيضون من بلدة الشهابية وسماحة الشيخ سعد الله خليل من بلدة راميا، أيضاً أتوجه إلى ‏عائلاتهم الكريمة بأحر التعازي والمواساة، في المناسبات الدينية في مثل هذه الأيام أيضاً لدينا مناسبة يوم ‏المبعث النبوي الشريف، اليوم الذي بدأت فيه الرسالة الخاتمة، وكان محمد ابن عبد الله (صلى الله عليه ‏وآله وسلم) ابتداءً من هذا اليوم خاتم النبيين، وهذا اليوم من أعظم الأيام الإلهية في تاريخ البشر، لدينا يوم ‏الإسراء والمعراج الذي يُعبّر عن المعجزة الإلهية النبوية الخالدة، لدينا في المناسبات الدينية ذكرى شهادة ‏الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام)، الأسير السجين الشهيد بالسم في سجون الطاغية، والقدوة ‏لكل أسيرٍ مجاهدٍ ومقاومٍ وصابرٍ وثابتٍ، أيضاً لدينا في يوم 28 رجب ونحن في أيام رجب خروج ‏الحسين (عليه السلام) من المدينة المنورة إلى مكة ومنها إلى كربلاء، في مثل هذه الأيام عندما رفض ‏البيعة لذلك الطاغية وأعلن ثورته الخالدة من أجل الإسلام ومن أجل الأمة.‏
في المناسبات السياسية والتسلسل الزمني بحسب التسلسل الزمني، لدينا ذكرى انتصار الثورة الإسلامية ‏في إيران في شباط 1979، طبعاً نُبارك للشعب الإيراني العزيز، لسماحة السيد القائد (دام ظله)، لِجميع ‏المسؤولين، لِمراجعنا الكرام، لكل أفراد الشعب الإيراني فرداً فرداً بهذه المناسبة العظيمة والجليلة وهذا ‏الانتصار الإلهي التاريخي، الذي تحقق على يدي سماحة الإمام الخميني (قدس سره الشريف).‏
هنا فقط كلمة، لاحظتم ولاحظ الجميع أنه في 11 شباط خرجت مسيرات مليونية في مدينة طهران وفي ‏مختلف المدن الإيرانية، الملايين من الإيرانيين تظاهروا، من الرجال والنساء والصغار والكبار وفئات ‏الشعب المختلفة، تظاهروا في مختلف المدن الإيرانية، في اجواء البرد والصقيع والشتاء وفي بعض ‏المناطق الثلج، وعبّروا عن إلتزامهم بهذه الثورة الإسلامية بهذا النظام الإسلامي بهذه القيادة الإسلامية بهذا ‏الخيار بهذا الخط بهذا النهج.‏
وسائل الإعلام في العالم العربية والأجنبية والغربية، الأغلبية الساحقة إلا الأصدقاء طبعاً بَلعت ألسنتها، ‏انتهى الموضوع، ولا كأنه هناك مسيرات مليونية في إيران.‏
عندما يَخرج بعض الأشخاص عشرات أو مئات أو ألف أو ألفين مثلاً في ميدان معين في ساحة معينة، ‏يقطعون بعض الطرقات يمارسون بعض الشغب، نَجد بأن كل وسائل الغعلام في العالم وعلى مدار ‏الساعة تعتبره خبر أول وخبر عاجل، وتبدأ ببناء تحليلات استراتيجية على هذا الجهد البسيط، ولكن عندما ‏يَتظاهر الملايين وعشرات الملايين وبعد 44 سنة من انتصار الثورة وقيام النظام الإسلامي، هذا الأمر ‏يَتجاهله العالم، عندما تنكشف إرادة الشعب الحقيقية يصمت العالم ويسكت ويتجاهل.‏
ولكنه غداً عندما تحصل اجتماع هنا أو مظاهرة متواضعة هناك أو اعمال شغب في أي مكان، سيعود ‏العالم إلى الخبر الأول والضجيج الإعلامي والقراءات الإستراتيجية والتحليلات التي ما أنزل الله بها من ‏سلطان.‏
فقط بهذه المناسبة كلمة، لأنه خلال الثلاثة أو الأربعة الأشهر الماضية في لبنان نجد الكثير من الناس الذين ‏كتبوا وحللوا، وهناك قوى سياسية راهنت، وفي المنطقة هناك دول وقوى إقليمية راهنت وفي الكيان ‏المؤقت الكيان الصهيوني المؤقت أيضاً حللوا وراهنوا، والكثير تحدثوا عن ان إيران على طريق الإنهيار، ‏على طريق السقوط، المسألة هي مسألة أيام أو أسابيع أو شهور.‏



هذا الأمر انتهى، انتهى من خلال إرادة الشعب الإيراني الحقيقية والجادة، لكل الذين راهنوا في السابق أو ‏اليوم أو في المستقبل أقول لهم حساباتكم خاطئة ورهاناتكم سراب وأوهام، وإذا بنيتم خططكم ومشاريعكم ‏وأمالكم وتحليلاتكم على هذا الخطأ الجسيم ستصلون إلى نتائج خاطئة جداً وسلبية جداً.‏
طبعاً هنا إيران أهميتها أنها في قلب محور المقاومة، في قلب أحداث المنطقة، عندما يُراهنون على إيران ‏هذا سيترك أثره على العراق، على سوريا، على لبنان، على فلسطين، على اليمن، على افغانستان، على ‏كل المنطقة، وبالتالي بنون عليها الحسابات.‏
هذه الجمهورية الإسلامية هذا النظام الاسلامي الواثق بالله المُتكل على الله سبحانه وتعالى، وخصوصاً في ‏الأحداث الأخيرة، فعلوا كل ما يستطيعون أن يفعلوا وخابت حساباتهم وظنونهم.‏
إذاً لا يعمل أحد حساب على هذا الأساس، طبعاً في لبنان أنا قرأت كثيراً وسمعت كثيراً وأنهم بدأوا ‏يتنبأون، حتى البعض يتحدث عن نهايات محور المقاومة ونهايات المقاومة في لبنان، لأن إيران هي مقبلة ‏على الإنهيار وعلى السقوط، مظاهرات الأيام القليلة الماضية هي أقوى جواب لكل أولئك الذين يُراهنون ‏على السراب.‏
في المناسبات السياسية أيضاً لدينا ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في شباط ‏‏2005، أيضاً نُجدد تعزيتنا لعائلته الكريمة، لتياره السياسي، لكل أنصاره ومحبيه، لكل اللبنانيين بهذه ‏الذكرى.‏
لدينا في المناسبات السياسية أيضاً في سنة 2006 ذكرى تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني ‏الحر، الذي صمد كل هذه السنين بالرغم من الصعوبات، الآن نتيجة الاستحقاقات والتطورات المهمة في ‏البلد، هذا التفاهم في موضع حرج، نأمل أن نتمكن، كلا الطرفين، من الحفاظ عليه من أجل المصلحة ‏الوطنية بالدرجة الأولى.‏
لدينا في المناسبات السياسية أيضاً ذكرى انتفاضة شعب البحرين المظلوم والشريف، والذي تخلى عنه كل ‏العالم، وقضى كثيرٌ منهم ما بين سجين السجون مملوءة بالعلماء والقيادات والرموز وبين شهيد وجريح ‏وطريد ومهجر، ولكن هذا الشعب لم يتخل لا عن قضيته الوطنية في الإصلاح والتغيير في البحرين، ولا ‏عن قضية الأمة في القدس وفلسطين ومواجهة التطبيع.‏
هذا فقط تذكير سريع بالمناسبات.‏
فيما يتعلق بمناسبتنا الحالية، أَود أن أتكلم إن شاء الله بالإختصار الممكن بأربعة عناوين، كلمة بالمناسبة، ‏كلمة حول الزلزال لأنه هذا أهم حدث حصل خلال الأسبوعين الماضيين، كلمة حول العدو وفلسطين، ‏وكلمة حول الوضع الداخلي عندنا في لبنان سواءً في الشق السياسي أو الإقتصادي والمعيشي والمالي، ‏خصوصاً الآن الدولار يرتفع وأعتقد أننا قد نكون أمام أحداث مهمة يجب أن نتوقف عندها قليلاً.‏
أولا كلمة في مناسبة شهدائنا القادة، نحن نًستحضرهم في كل عام، أولاً وفاءً، وفاءً لهم، للشيخ راغب، ‏للسيد عباس، للحاج عماد، وكذلك عندما نًحيي ذكرى الشهداء، وفاءً لتضحياتهم، لجهادهم، لدمائهم، ‏لعطاءاتهم، لهؤلاء الرجال العظام، لتلك السيدة الجليلة السيدة أم ياسر.‏



وأيضاً نُحيي ذكراهم تعريفاً بهم من جديد وتذكيراً بهم من جديد، لأن الكثير من الأجيال الحاضرة، يعني ‏عندنا جيل وجيلين يمكن لا يعرفون منذ 40 سنة ما الذي جرى، منذ ثلاثين سنة ما الذي جرى، وفي جيل ‏الشباب الحالي بعضهم حتى منذ عشرين سنة لا يعرف ما الذي جرى، هو لا يعرف، لأنهم غارقون في ‏الحاضر، أهمية ما حصل عندنا في لبنان خصوصاً منذ سنة 1982 هو على درجة عالية جداً من ‏الأهمية، له علاقة بالتجربة، له علاقة بالوعي السياسي، له علاقة بالبصيرة، له علاقة بِفهم الحاضر، له ‏علاقة بتحديات المستقبل، له علاقة بالخيارات، إذاً أيضاً نستحضرهم تعريفا ً ونستحضرهم تعلماً، نجلس ‏في محضرهم، نتتلمذ عليهم، نُصغي إلى كلماتهم، نًستعيد مواقفهم ونتعلم منهم دروس الإخلاص، ‏والصدق، والطهارة، والوفاء، والثبات، والصلابة، والشجاعة، والثقة بالله وعشق الشهادة والتوكل على ‏الله والزهد في الدنيا… الخ، وأيضاً استلهاماً، نَستلهم من ذكراهم ومن مواقفهم ومن مدرستهم ما نَستطيع أن ‏نواجه به تحديات الحاضر واستحقاقات المستقبل، ولذلك نحن نُحيي ذكراهم، كما كنت أقول سابقاً، من ‏أجلنا لا من أجلهم وهم في عليائهم، ليسوا بحاجة إلى كل هذا الإطراء وإلى كل هذا المديح وإلى كل هذا ‏الشكر.‏
في مثل هذه الأيام ونحن نُواجه ظروفاً صعبة وتحديات كبرى، نَعود إليهم وهم الذين تحركوا في ظروف ‏صعبة وواجهوا تحديات كبرى، عندما نعود إلى سنة 1982 ونتذكر الإجتياح الإسرائيلي وما فعله بلبنان، ‏ونتذكر أكثر من مائة ألف ضابط وجندي إسرائيلي يحتلون أرضنا اللبنانية وما يُقارب نصف لبنان ‏والعاصمة، ونَتذكر وجود قوات متعددة الجنسيات والإقتتال الداخلي وتهجير المقاومة الفلسطينية كمقدمة ‏لتصفية القضية الفلسطينية، وضياع الأمن ولا سلم أهلي بل حرب أهلية وانقسامات حادة، عندما نتذكر ‏كيف كان عليه لبنان، وماذا كان يخطط للمنطقة من خلال أحداث لبنان واجتياح لبنان، ونعرف كل تلك ‏الظروف القاسية والصعبة، الكلمة كانت تعني القتل وهكذا استشهد الشيخ راغب، وخيار المقاومة كان ‏يعني أيضاً القتل وهكذا استشهد السيد عباس وبعده الحاج عماد.‏
في تلك الظروف الصعبة وقف قادتنا الشهداء كما الكثير من القادة الشهداء في بقية حركات المقاومة ‏والقوى الاسلامية والوطنية في لبنان كما وقف الكثيرون، قالوا كلمتهم بصدق وقوة وشجاعة وجرأة ‏وصراحة، لم ييأسوا بالرغم من كل الأفاق المسدودة أمامهم، كانت تلك الخيارات تُوصف بالجنون، لم ‏يَملوا ولم يَكلوا ولم يتعبوا ولم يهنوا ولم يضعفوا، بالرغم من كل الصعوبات وخذلان الخاذل وقلة الناصر ‏وكثرة العدو، نتعلم منهم الثبات في الموقف مهما كانت الأثمان، نتعلم منهم مواصلة الطريق نتعلم منهم ‏الثقة بالله، والثقة بالناس، والثقة بالمجاهدين، هذا الذي كُنا نَسمعه منهم دائماً.‏
ما نشر قبل أيام من كلمات للحاج عماد مغنية يُعبّر من موقع العارف بالمقاتلين والمجاهدين، عن تقييمه ‏لهؤلاء المجاهدين، في كل المهمات وفي كل الجبهات وفي كل الظروف الصعبة وفي كل الساحات وفي ‏كل الميادين، هذا يجب أن نَستعيده لمواجهة التحديات القائمة.‏
من دماء شهدائنا القادة، من دماء كل الشهداء في لبنان في المقاومة الاسلامية في كل حركات المقاومة، ‏دماء وشهداء وجرحى وتضحيات الشعب اللبناني والجيش اللبناني، فصائل المقاومة الفلسطينية التي ‏شاركتنا في تلك المواجهات وبعدها، الجيش العربي السوري الذي أيضاً شارك في تلك المواجهات وفي ‏تلك التضحيات، تحققت إنجازات، إنجازات كبرى، تحرير لبنان على مراحل، هذه الأيام ايضاً مناسبة ‏خروج قوات الاحتلال من مدينة صيدا في مثل هذه الايام، تحرير لبنان بإستثناء مزارع شبعا وتلال ‏كفرشوبا، تحرير الاسرى، استعادة الدولة في لبنان، استعادة السلم الأهلي والسلم والاستقرار، وفي الأشهر ‏الماشية تحرير المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية وقطاع النفط والغاز عند المنطقة الحدودية بإستثناء ‏‏2.5 كيلومتر مربع من مياهنا الاقليمية، هذه كلها انجازات، إضعاف العدو الاسرائيلي واسقاط المشاريع ‏الاسرائيلية التي تكلمنا دائما عنها، اسرائيل الكبرى، اسرائيل العظمى، اسرائيل الكبرى بال2000، ‏اسرائيل العظمى ب2006، هذه انجازات تحققت، بعث الامل والروح عام 2000 من جديد في المقاومة ‏الفلسطينية، وانطلاقة الانتفاضة الأولى التي أسست الى كل ما يجري اليوم في فلسطين، هذه من ‏الانجازات التي تحققت بدماء هؤلاء الشهداء، وفي مقدمهم السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد وبقية ‏الشهداء، هذه الانجازات اليوم هي مسؤولية الجميع أن يحافظ عليها، يجب أن نحافظ عليها، وهي المعركة ‏التي تُخاض الآن، من اهم عناوين المعركة التي تخاض الىن وخصوصاً في السنوات الاخيرة وخصوصاً ‏بعد تشرين 2019 هو الحفاظ على هذه الانجازات والانتصارات العظيمة والكبرى التي تحققت على مدى ‏‏40 عاما، كانت انتصارات للبنان، كانت انتصارات لفلسطين، لأمتنا ولكل شعوب وحكومات المنطقة ‏التي تبحث عن سيادتها وعن حريتها وكرامتها، الآن من هنا إن شاء الله سندخل في العناوين، هذا البلد منذ ‏‏2019 دخل في استهداف جديد، واستهداف جديد لإسقاط تلك الانجازات والانتصارات، ولإعادة لبنان ‏الى السلطة والهيمنة الأميركية التي تريد ان تفرض شروطها الداخلية، وشروطها في العلاقة مع العدو.‏
كل الفكرة الآن التي يعمل عليها الاميركي والتي يعمل عليها عندنا في لبنان منذ 3 أو 4 سنوات ويعمل ‏عليها في أكثر من بلد عربي واسلامي وأيضاً يعمل عليها في البلدان التي يُصنفها معادية مثل إيران ‏وسوريا أو مخاصمة أو حتى في بلدان صديقة وحليفة، عندما يُريد أن يفرض عليها المزيد من الشروط، ‏أو يمنعها من هوامش الحرية والإستقلال، مثلاً عندما تحاول تركيا أن تأخذ خياراً معيناً، وعندما تحاول ‏باكستان أن تأخذ خياراً معيناً، يُعيد الضغط عليها ويحرك فيها كل هذه اللعبة، اذاً نحن أمام هذه المعركة ‏وأمام هذا التحدي، والذي تأتي فيه أدوات إعلامية وسياسية وإقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي ‏يتأثر به كل شيء، أسعار البضائع والاسواق والتجارة والزراعة والصناعة، الوضع المعنوي والنفسي في ‏البلد، هذا كله جزء من اللعبة، طبعاً يُساعد الأميركي في مؤامرته وفي خطته هذه في أي بلد وجود فساد ‏وفاسدين وخلل ومشاكل داخلية حقيقية، ووجود أخطاء في الإدارة ووجود قصور وتقصير في تحمل ‏المسؤوليات، هذه كلها يتم إستغلالها، ولكن العامل الأصلي الذي سيقلب البلد رأساً على عقب والذي ‏سيأخذه بمسار مختلف ويأخذه بالكامل عند الأميركان وعند مشروع الأميركان في المنطقة (هو إفساد ‏عقول الناس).‏



‏ أمام هذا التحدي، في أخر هذه النقطة، عندما نعود إلى السيد عباس وعزمه وإراته، الى الشيخ راغب ‏وموقفه الثابت الذي يعتبره سلاحاً، إلى الحاج عماد مغنية الروح التي تُقاتل، القلب الذي لا تجد فيه مكاناً ‏للخوف ولا لليأس، عندما نعود إلى قادتنا الشهداء والى كل هذه التجربة الطويلة نقول أيضاً في مواجهة ‏هذا التحدي، يجب أن نتحمل المسؤولية، ويجب أن نُبادر ونخطط ونفكر ونتعاون، ويجب أن نسقط ‏مشروع الفوضى ونسقط مشروع الهيمنة ومشروع العبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة للسيطرة على ‏هذه العقول وعلى هذه البلدان وعلى خيراتها، هذه معركتنا الحالية التي ما زلنا نخوضها بشجاعة، حتى ‏منذ عام 2019 بالرغم من كل الاتهامات، وسأعود إلى هذا في الخاتمة عندما أعود وأتكلم عن الوضع ‏الداخلي. ‏
العنوان الثاني، عنوان الزلزال، أهم حدث في منطقتنا في هذين الأسبوعين هو الزلزال الذي حصل في ‏جنوب تركيا وشمال سوريا، نُجدد اليوم نحن الحاضرين هنا جميعاً تعازينا للقيادتين السورية والتركية ‏وللحكومتين وللشعبين العزيزين، للشعب السوري وللشعب التركي، ولكل عائلات الضحايا المفجوعة، ‏ونسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة لهم جميعاً، أن يرحمهم وأن يشملهم بحنانه وعطفه وأن يُعوض عنهم ‏في ذلك الدار، ونسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء لجميع المصابين والجرحى، للمصابين جسديا والمصابين ‏نفسيا، والفرج لكل الذين أُخرجوا من ديارهم، وأصبحوا في الشارع والطرقات، نحن أمام مأساة إنسانية ‏عظيمة نعيشها في منطقتنا وعن قرب، وما حصل هو إختبار لإنسانية كل شخص، وكل جهة ودولة ‏ومؤسسة وجمعية، أمام هذه المشاهد المؤلمة والمحزنة، الناس الطبيعيون يتصرفون بإنسانية، ويضعون ‏الصراعات والخصومات السياسية جانباً، ويؤجلون حتى معاركم مهما كانت مهمة ومصيرية، تُصبح ‏الأولوية بالمنطق الإنساني والأخلاقي، تصبح الأولوية هي المُسارعة إلى إنقاذ من هم تحت الأنقاض، ‏عسى أن تتمكن فرق الانقاذ من إخراجهم أحياء، كما حصل، تم إنقاذ الآلاف من تحت الأنقاض، في ‏البلدين، الأولوية هي لمعالجة الجرحى قبل أن تتفاعل جراحهم ويفقدوا حياتهم، الأولوية لإحتضان الناجين ‏وإيوائهم، الأولوية هي لإخراج أجساد الضحايا من تحت الأنقاض، وإعادتها إلى عائلاتهم وأعزائهم ‏وأحبائهم، هذا كله نعرفه بالمنطق الانساني، لاحقاً هناك مسؤوليات إعادة الإعمار وحل دائم لهؤلاء الذين ‏تضرروا وهم بمئات الآلاف أو بالملايين، كل من تابع وشاهد ولم يتألم ولم يعتصر قلبه يجب أن يُراجع ‏إنسانيته بينه وبين نفسه، كائناً من كان، هذا إختبار وفحص دم لإنسانية كل واحد منا، يجب أن يُراجع ‏مستواه الأخلاقي وضميره، في هذا الإمتحان أيها الأخوة والأخوات سقطت الإدارة الأميركية مجدداً، ‏كشفت مجدداً عن وجهها وحقيقتها الإجرامية والمتوحشة، وكذلك من هم مثلها في هذا العالم، 8 أو 9 أيام ‏صبرت الحكومة الأميركية لتقول بعدها أن تقديم المساعدات لسوريا لا يتنافى مع قانون قيصر، بعضهم ‏قال ذلك وبعضهم قالوا: سمحنا وعملنا إستثناء لمدة مثلاً 3 أشهر، حسناً، خلال 9 أيام من



يخرج حياً من ‏الانقاض إلا ما هو بمثابة المعجزة، اليوم العالم يتعاطى مع الذين تم إنقاذهم في اليوم السابع والثامن ‏والتاسع واليوم على أنها معجزة إلهية وكرامة إلهية، رحمة إلهية واسعة، هم تركوا الناس تموت 8 و 9 ‏أيام، ويمكن نتيجة التنديد والصراخ الذي حصل في العالم شعروا قليلا بالحرج وأقدموا على هذه الخطوة ‏المؤقتة، خلال هذه الأيام فقد الكثيرون حياتهم بسبب ضعف قدرات الانقاذ وضعف المستشفيات بسبب ‏الحصار في سوريا وفي قيصر، هنا أتحدث بالتحديد عن سوريا، في هذا الإمتحان الانساني أيضاً شاهدنا ‏التمييز والازدواجية بين التعاطي العالمي مع تركيا والتعاطي العالمي مع سوريا، بالتأكيد نحن نتمنى أن ‏يتعاطى العالم بما هو أفضل مع تركيا، لكن ما كُنا نتطلع إليه أن يتعاطى العالم بمساواة وبعدالة أيضاً مع ‏سوريا، مع أن المصابين الذين هم جرحى أو الذين هم تحت الانقاض أوالذين خسروا كل شيء في حياتهم ‏على طرفي الحدود هم من بني أدم، وهم من بني البشر، وهم إنسان، لكن شاهدنا بوضوح وما زلنا نشهده ‏اليوم بوضوح كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من دول العالم والكثير من الإعلام في العالم تجاه ‏الضحايا على الأراضي التركية وتجاه الضحايا على الأراضي السورية، هذا أيضاً سقوط إنساني مروع ‏في هذا الامتحان الكبير، ليس غريبا على الحكومات الاميركية المتعاقبة التي هي بالحد الأدنى في هذه ‏الثلاثين سنة شنت حروباً، موجود بدراسات مواقع التواصل وتنقل عن مراكز دراسات ووسائل إعلام، ‏يوجد من يتكلم عن 5 ملايين و 6 ملايين إنسان هم ضحايا الحروب الأميركية من زمن بوش الأب وبوش ‏الابن وكلينتون وأوباما وترامب الى الوضع الحالي، 6 أو 7 ملايين هنا عندنا في المنطقة، أنا لا أتكلم عن ‏ما قبل ثلاثين سنة، ولا أتكلم عن حروب عالمية ولا عن ما حصل في أماكن أخرى، عندنا هنا في ‏منطقتنا، من أفغانستان إلى هنا، هنا نتكلم عن المسؤولية الأميركية المباشرة، السلاح الاميركي والجيش ‏الاميركي بالمباشر، لا نتكلم عن غير المباشر في فلسطين أو اليمن أو غيرها، ومع ذلك هم دُعاة الانسانية ‏وهم دعاة الديمقراطية وهم المدافعون عن حقوق البشر وحقوق الانسان، وأما المقاومون الشرفاء في كل ‏بلدان العالم هم الإرهابيون، الذين يجب وضع إستراتيجيات وعقد تحالفات وإئتلافات من أجل القضاء ‏عليهم.‏
‏ على كل حال، نحن هنا مجدداً نُعبّر عن حزننا وألمنا لما أصاب إخواننا وأخواتنا السوريين والأتراك، ‏وأيضاً بسبب تواجد من جنسيات أخرى، هناك أعزاء فلسطينيين فُقدوا وأعزاء لبنانيين فُقدوا وأتباع ‏جنسيات متعددة، نحن ندعو المصابين الى الصبر والاحتساب والتوكل على الله وعدم اليأس، ليكون لهم ‏أجرهم وليكون الله تعالى في عونهم، ندعو الجميع إلى مساعدتهم، وعدم الإكتفاء في المرحلة الحالية، بل ‏من أجل العودة إلى حياتهم الطبيعية، وهذا هو الاستحقاق الأصعب والأخطر الذي سيواجه الحكومتين ‏التركية والسورية، وخصوصا السورية المتروكة بسبب الازدواجية الانسانية في العالم. يجب أن نَتوجه ‏بالشكر إلى كل الدول العربية والإسلامية والصديقة التي مدت يد العون لسوريا، في لبنان رغم الظروف ‏الاقتصادية الصعبة والحياتية الصعبة جهات وعائلات وعشائر وجمعيات وأحزاب وحركات، حتى ‏المخيمات الفلسطينية التي تعيش أوضاعاً صعبة أكثر من بقية المدن والقرى اللبنانية أيضاً كان لها ‏مساهمتها، أشكر كل الذين لبوا دعوة حزب الله وتبرعوا بمختلف الإمكانات والتي كانت إمكانيات جيدة، ‏القافلة الاولى ذهبت قبل أيام إلى اللاذقية، القافلة الثانية ستمشي خلال يومين إن شاء الله الى حلب، وقافلة ‏ثالثة الى حماه، وسنرى فيما بعد كيف يجب أن نُواصل العمل، هذا ملف، في نهاية المطاف خصوصاً فيما ‏يعني سوريا والوقوف الى جانبها ومساعدتها، يوجد شيء يتعلق بالحكومة اللبنانية أعود إليه بعد قليل، ‏يجب أن يبقى ملفاً حيّاً ومتواصلاً، لأن الاستحقاق والتحدي كبير جداً، أمام السوريين وأمام الشعب ‏السوري والقيادة والحكومة في سوريا، لكن أريد أن أتكلم قليلاً عن الجانب اللبناني، أما هول الزلزال الذي ‏رأيناه، والهزة التي شعرنا بها جميعاً، كل الشعب اللبناني وكل المقيمين على الأراضي اللبنانية من ‏فلسطينيين وسوريين وغيرهم، الهزة التي حصلت وهزت بنا في كل الأبنية، هنا أود أن أشير إلى بعض ‏النقاط، أولاً في تلك الثواني القليلة عندما إهتزت بنا البنايات والمنازل، شعر كل واحد منا بضعفه وعجزه، ‏أذكر ذلك لنأخذ العبرة، ماذا يستطيع أن يفعل؟ لا شيء، إما أن يحتمي أو أن يهرب، كُنا جميعا بين يدي ‏رحمة الله سبحانه وتعالى، يفعل بنا ما يشاء، وهو الذي يفعل ما يشاء دائماً، في تلك اللحظة الجميع ‏تساوى، الغني والفقير والكبير والصغير والقوي والضعيف، الزعيم والمزعوم، هذا يجب أن يُنبهنا إلى ‏حقيقتنا وأن يعيدنا إلى أنفسنا فلا نغتر، ولا نتكبر، ولا نشعر بالإستغناء عن الله وعونه وفضله ورحمته ‏وحراسته وحمايته ودفعه للبلاء، كل واحد شعر منا، أنا هنا أتكلم مع اللبنانيين والمقيمين في لبنان لأن ‏الهزة، ولكن طبعا كل الذين عاشوا الزلزال هذا يجب أن يكون لديهم حاضرا أكثر، كل واحد



منا شعر أن ‏بينه وبين الموت لحظات، فقط أن تشتد الهزة قليلاً، أن أخونا ريختر يصعد قليلاً، فقط، أليس كذلك؟ هل ‏هناك شيء آخر؟ هذا يجب أن يذكرنا دائما بأننا معرضون دائما للموت في أي لحظة، الموت الذي يأتي ‏فجأة وبلا مقدمات، كالهزة عندنا في لبنان والزلزال في تركيا وفي سوريا، يجب أن يذكرنا دائما أن دنيانا ‏فانية، وعندما نخرج منها سنخرج كما وُلدنا، لا شيء، لا مال ولا ألقاب ولا نجوم على الأكتاف ولا ‏مكاسب دنيوية، نحن وإيماننا وعملنا الصالح، كل هذا الرعب والخوف لدى كل شعوب منطقتنا وعندنا ‏أيضاً في لبنان أمام زلزالٍ محدود في منطقة محدودة من الكرة الأرضية، يجب أن يُذكرنا بيوم القيامة، ‏يجب أن يذكرنا بزلزلة الساعة الىتية في يوم القيامة، الله سبحانه وتعالى يُحذرنا من ذلك اليوم ويقول بسم ‏الله الرحمن الرحيم “يا أيها الناس اتقوا ربكم”، هذا خطاب لنا جميعا، في كل لحظة وفي كل ساعة، ” يا ‏أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم”، هذه الهزة وهذا الزلزال لا شيء، هذا أمر بسيط جداً ‏ومتواضع جداً أمام تلك الزلزلة، “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ ‏كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى”، نحن رأينا ‏شيء منه، يضيج العالم ويضيعون ويفقدون وعيهم وصوابهم ولا يعرفون ما يفعلون، نحن نتكلم عن هزة ‏بسيطة، “وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ”، يجب أن نعرف كل الأحياء ‏الموجودين الآن يجب أن نعرف أننا أعطينا عمرا جديدا، فكيف نتصرف بهذا العمر الجديد لآخرتنا ‏ودنيانا؟ ‏
هذا في الموعظة، في جهة العمل، يُؤسفني أن أقول أنه يوجد تحدي جديد حصل أمام لبنان، دولةً وشعباً، ‏تحدي جديد، في الحد الأدنى نحن خلال الستين سنة الماضية لم نكن كلبنانيين نشعر أنه لدينا هذا التحدي ‏وهذا الملف وهذا الإستحقاق، الذي إسمه إحتمال الزلزال، فلا يخرج أي أحد غدا ويقول أن السيد يقول ‏سيحدث زلزال في لبنان، أنا لم أقل شيئا، لكن الاحتمال لا ينفيه عاقل، طبعا كل العلم والعلماء والخبراء ‏يقولون أنه لا يستطيع أحد أن يقول نعم أو كلا، ولا يستطيع أحد أن يُوقت، لا زمن الزلزال ولا مكان ‏الزلزال، ولا حجمه، وكل ما يحكى هو تنبؤات وتوقعات وتحليلات وتخيلات و…إلخ، لكن هذا إحتمال ‏قائم، في المنطقة بناءً على كل الذي يتكلم به العلماء والخبراء عن الفوالق وعن الصدوع وعن.. وعن..، ‏نحن هنا نتعلم أموراً جديدة، نحن أمام إحتمال يجب أن نحتاط له، إن شاء الله لا يحصل، لا سمح الله يجب ‏أن نعمل حتى لا يحصل، هل يوجد شيء يمكننا أن نفعله حتى لا يحصل؟ نعم يوجد ما يمكننا أن نفعله، ‏الدعاء، الصدقة، إغاثة الملهوف، الاحسان إلى الأيتام، أعمال الخير، أكيد، تدفع البلاء أو تخفف البلاء، ‏وآخر الخط تُعين على البلاء، يوجد ما يمكننا أن نفعله، ولكن يوجد شيء يجب أن نقوم به نتيجة هذا ‏الإحتمال، الدولة مسؤولة، القوى السياسية، المؤسسات، الجمعيات الأهلية، الناس جميعاً، نحن معنيين ‏جميعاً أنه أجل في لبنان لأول مرة الناس تجتمع لتضع خطة، وهذه من أهم مسؤوليات الحكومات ولو ‏كانت حكومة تصريف أعمال، لأنه إذا كُنا نريد أن نتكلم بالامور الضرورية والفورية، هذه تأتي على ‏رأسها، لا سمح الله لو كانت الهزة أعنف، لا سمح الله لو جاء في أتي الأيام زلزال في لبنان، ماذا؟ هل ‏الدولة ومؤسسات الدولة ووزارات الدولة مؤهلة؟ أو سيقضي كثير من الناس تحت الانقاض؟ هل هي ‏مؤهلة لإنقاذ الناس تحت الأنقاض؟ هل هي مؤهلة لشفاء الجرحى؟ هل هي مؤهلة لإيواء الذين أُخرجوا ‏من بيوتهم وديارهم؟ هل هي مؤهلة؟ هل الناس مؤهلين ومثقفين على كيفية التعاطي مع تحدي من هذا ‏النوع؟ بكل بساطة للأسف كلا، لأن هذا لم يكن من إبتلاءات الشعب اللبناني، نعم في تركيا يوجد زلازل ‏وفي إيران يوجد زلازل، وفي اليابان يوجد زلازل وفي أندونيسيا أيضاً، في لبنان يعني مرت علينا هزة ‏منذ عدة عقود، لكن بالحد الأدنى نحن الىن الجيل الحالي والأجيال الحالية بوعينا لا يوجد زلازل، لا يوجد ‏هزة أنزلت مبان في لبنان، لكن أصبحنا أمام هذا الإحتمال، نعم أمام هذا الإحتمال، أنا أدعو الدولة اللبنانية ‏وحتى حكومة تصريف الأعمال أن تضع خطة لمواجهة كارثة من هذا النوع وتحضر، رغم كل ‏الصعوبات الموجودة في البلد، إمكانيات متواضعة أفضل من لا شيء، يجب أن نضع خطة، أن تضع ‏الدولة خطة، القوى السياسية والمؤسسات، يوجد شيء كبير له علاقة بموضوع الأبنية والبناء، اليوم في ‏الدول التي يحصل فيها زلازل، اليوم مثلاً الملف المفتوح في تركيا، هو الفساد في أعمال شركات المقاولة ‏والبناء، الكثير من الأبنية الجديدة التي هدمت، يتكلم بنوع الحديد والترابة وبمخالفات قوانين البناء وشروط ‏السلامة وضعف المراقبة، وبدأوا بإعتقالات وأصبح الموضوع سجال سياسي اليوم، يستطيع لبنان بالرغم ‏من الإمكانات المتواضعة، أي بلد يستطيع أن يضع خطة ليقلل الخسائر البشرية والمادية، قطعًا يُمكن من ‏خلال خطّة واعية وجهوزية حقيقية التقليل من الخسائر البشرية. ‏
خطة توعية للناس، كيف يتصرفون؟ هناك أسئلة كثيرة تُطرح حتى بمواقع التواصل، أنه إذا كنا في ‏السيارة وحصل زلزال أو هزّة ماذا نفعل؟ إن كنا بالبيت؟ إذا نحن في الطابق التاسع أو العاشر ماذا نفعل؟ ‏هذا كله يحتاج إلى عمل، إلى توعية، يحتاج إلى جهد يومي، المدارس، وسائل الإعلام، المساجد، ‏الكنائس، أهل الفكر، أطباء، جماعة الدفاع المدني. ‏



على كلٍ، أدعو إلى خطة كاملة وشاملة – لن أضع خطة في الخطاب – لكن أنا أعتقد أن هناك شيء ‏مستعجل يجب أن تُبادر الدولة والبلديات عليه وهو الأبنية المتصدّعة، إذا تصدّعت نتيجة الهزّة أو نتيجة ‏ظروف سابقة. أنا لا أخفي عليكم وليس من باب المجاملة، عندما توقفت الهزّة أول شيء خطر ببالي ‏وحضر بذهني طرابلس – لم نكن نعرف لا تركيا ولا سوريا، كنت أظن أنه فقط في لبنان – لأنه مسبوق ‏في ذهني أن هناك أبنية وقعت، فأول شيء أنا اتصلت بالإخوان وقلت لهم استعلموا عن طرابلس إن ‏حصل هناك شيء أو أبنية وقعت حتى نرى إن كنا نستطيع مساعدتهم بشيء. إذًا في ملف الأبنية ‏المتصدّعة، لا أتحدث عن كل الأبنية، أنّ هذه الأبنية مناسبة للزلازل، لا أعتقد أنه في لبنان هناك أبنية ‏مناسبة للزلازل، قليل، وطبعًا هذا بحاجة إلى إعادة نظر حتى في القوانين التي لها علاقة بالبناء والتي لها ‏علاقة بالتشدد بتطبيق القوانين من البلديات ومن الوزارات المعنية، لكن بالحد الأدنى الأبنية المتصدّعة ‏التي فيها عشرات العائلات، آلاف العائلات، يمكن لا نحتاج إلى زلزال، هزّة أقوى بقليل فتقع هذه الأبنية ‏ونخسر أعداد كبيرة من العائلات. ‏
مسؤولية الدولة، نحن كلنا يجب أن نساعد، القوى السياسية يجب أن تساعد، الناس يجب أن يساعدوا، كلفة ‏المعالجة الآن أقل من كلفة المعالجة بعد حصول المصيبة، كلفة المعالجة الآن مالية، أما الكلفة بعد ذلك هي ‏في البشر، في الإنسان، في الأرواح، وهذا أغلى شيء يجب أن يكون عندنا. ‏
في هذا الملف عمومًا، أختم ملف الزلزال، ما قامت به الحكومة اللبنانية تجاه سوريا من إرسال وفد رسمي ‏هو أمر ممتاز جدًا، فتح المطار والمرافئ، التواصل مع الوزارات، إرسال بعثات المساعدة في رفع ‏الأنقاض، هذا أمر مهم جدًا والدولة والحكومة مشكورة عليه. البعض للأسف الشديد قال، يعني بعض ‏القوى السياسية وبعض وسائل الإعلام، قالوا أن الحكومة فعلت ذلك بضغط من حزب الله، عادة هم يقولوا ‏في كل شيء الثنائي الشيعي إلا بهذه قالوا الضغط من حزب الله، نحن نحب أن تكون حركة أمل معنا. ‏قالوا صار هناك ضغط من حزب الله على الحكومة، هذا كلام فارغ، الكل تصرف بمسؤولية، لم يضغط ‏أحد على أحد، رئيس الحكومة، الوزراء، الجهات المعنية في الوزارات، القوى السياسية، الدفاع المدني، ‏الكشاف، الجيش، كل الناس تصرفت بمسؤولية ولم يضغط أحد على أحد بهذا الموضوع. المطلوب أن ‏يستمر لبنان في هذا الموقف، يجب أن يستمر لبنان ليكون جزءًا من الجهد العربي والإسلامي، الرسمي ‏والشعبي، لكسر الحصار الظالم على سوريا، وبكسر الحصار على سوريا سوريا تستفيد والمستفيد الأول ‏بعد سوريا هو لبنان، بلا نقاش، بلا تردّد، مثل ما يقول إخواننا السوريين قولًا واحدًا، المستفيد الأول بعد ‏سوريا من كسر الحصار وإسقاط قيصر هو لبنان، الدولة والشعب في لبنان. الآن كلّ حجتهم بموضوع ‏الغاز المصري والكهرباء الأردنية ماذا؟ قيصر، هذه حجّتهم، وإن كان هذا كذبًا، لأنه تبيّن أن البنك الدولي ‏لم يضعه في البرنامج ولم يضعه في الموازنة ويمكن لم يتحدث أحد معه بالموضوع والله العالم. ‏
إذًا هذا الأمر يجب أن يستمر… هذا ملف الزلزال.‏
في موضوع كيان العدو وفلسطين والمقاومة الصاعدة في فلسطين نتحدث بكلمتين، لأن هذا له صلة ‏عميقة بالسيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد وطبيعة مناسبتنا. ‏
الوضع في كيان العدو – بكلمة مختصرة – هو غير مسبوق، على المستوى الداخلي وفي البيئة ‏الاستراتيجية، غير مسبوق والحكومة الحمقاء الحالية تدفع الأمور في اتجاه صدامين كبيرين، الصدام ‏الأول داخلي إسرائيلي، والصدام الثاني فلسطيني وقد يمتد في المنطقة. في الصدام الأول، ولأول مرة في ‏تاريخ الكيان الصهيوني منذ قيامه المشؤوم نسمع الحديث من رئيس الكيان، رؤساء وزراء سابقين، لابيد، ‏بنيت، أولمرت، ايهود باراك… ووزراء دفاع سابقين، يعني وزراء حرب، رؤساء أركان سابقين، ‏جنرالات كبار سابقين، مئة مؤرخ صهيوني، نخبة أناس هذا الكيان، ما هي الأدبيات التي يتحدثون بها ‏اليوم؟ حديث عن قرب الحرب الأهلية، كانوا قبل عدة أشهر يتحدثون عن احتمال حرب أهلية، الآن يقول ‏قريبًا. يتحدثون عن سفك الدماء وأن ليس هنالك حلًّا للتحديات الجديدة من قبل حكومة نتنياهو إلا بسفك ‏الدماء، منذ عدة أيام قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق هدّد بقتل نتنياهو، الآن وضعوه في السجن. حديث ‏عن قرب الانفجار، من يقول ذلك؟ رئيس الكيان وليس صحافيًا إسرائيليًا ليقول لي أحد أنت يا سيد ‏تستشهد بصحفي إسرائيلي، رئيس الكيان، الآن أقرأ لكم النص وأكتفي به، حديث عن انفجار كبير وقريب. ‏لأول مرة في تاريخ الكيان بدأت تتشكل منظمات للمغادرة، لنغادر معًا، لنعود إلى الأماكن التي جئنا منها ‏وخصوصًا البعض يدفع باتجاه الهجرة المعاكسة إلى الولايات المتحدة الأميركية. الكل اليوم يتحدث عن ‏عقدة الثمانين عامًا، وأن بتاريخهم كان عندهم دولتين لم يُكملوا الثمانين سنة وهم قلقين أن لا تكمل هذه ‏الدولة الثمانين سنة. الحديث عن صعوبة الحوار الداخلي، عن عدم إمكانية التفاهم الداخلي، عندنا هنا ‏مازال الناس يتحدثون قليلًا مع بعضهم، هناك مُقفلة نهائيًا.‏



أكتفي فقط بنص واحد، وأنا أدعو الجميع إلى الاهتمام بهذا الملف، بهذه القضية. يقول رئيس الكيان إسحاق ‏هرتسوغ ، يقول: “كلنا قلقون على دولة إسرائيل، نحن جميعًا ملتزمون اتجاهها، غياب الحوار يُمزّقنا من ‏الداخل، وأقول لكم بوضوح إن برميل المتفجرات هذا على وشك الانفجار، هذا وقت طارئ والمسؤولية ‏تقع على عاتقنا، أرى أمام عيني الانقسامات في داخلنا والتي تزداد عمقًا، ولا يسعني إلا أن أتذكر أنه ‏مرتين في التاريخ خلال عهدي مملكة بيت داوود والحشمونيين نشأت دولة يهودية في أرض إسرائيل ‏وانهارت مرتين قبل أن تبلغ الثمانين من عمرها”، طبعًا هذه الأدبيات كثر يتحدثون بها، وهذا ورد أيضًا ‏كما قلت في رسالة مفتوحة لمئة مؤرخ إسرائيلي وجّهوها لنتنياهو. إذًا هذا بالملف الداخلي، ولا يوم الكيان ‏كان في داخله بهذا المستوى، الثقة بالجيش، الثقة بالقيادة السياسية، الثقة بالقضاء، الهروب من الجيش، ‏الهروب من القوات المقاتلة، إلى آخره… هذا الذي أسميناه في خطابات سابقة “قلق الوجود”، هذا مهم ‏جدًا، هذا الذئب الذي يجلس على حدودنا ورابض على أرض فلسطين وأكبر تهديد في المنطقة، أكبر سبب ‏لاختلال الأمن والسلم والاستقرار في منطقتنا، إن شاء الله لا يُكمل الثمانين سنة. ‏
والتصعيد الآخر في مواجهة الشعب الفلسطيني الذي يرد بقوة والذي يجب أن نقف له جميعًا بإجلال ‏وباحترام وخصوصاً أمام هذا الجيل الشاب، كُنا نتحدث بعمر العشرين والتسعة عشر والثمانية عشر، الآن ‏يجب أن نتحدث بعمر الثلاثة عشر والأربعة عشر، الذي يطلق النار ويضرب السكين ويواجه بصدر ‏مفتوح في القدس وفي الضفة الغربية، والمقاومة الصامدة والمتربصة في قطاع غزة، والشعب الفلسطيني ‏الذي سوف يكشف أكثر وأكثر من يوم سيف القدس بأراضي 48، اليوم نحن أمام مقاومة فلسطينية ‏حقيقية، أمام انتفاضة فلسطينية حقيقية، وأمام عمليات يعترف كل قادة العدو، السياسيون والعسكريون ‏والأمنيون أنهم في مأزق، رغم أنه نتحدث عن عمليات فردية، ولكن أهمية هذه العمليات الفردية أنها ‏محتضنة من قبل الشعب الفلسطيني، كل استطلاعات الرأي العام، كل المظاهرات وتشييع الشهداء، كل ‏المواقف المعلنة، تُعبّر عن مستوى التأييد الشعبي والجماهير العالية جدًا لهؤلاء الفتية الذي آمنوا بربهم ‏وخرجوا إلى الله مقاتلين، مجاهدين، استشهاديين، يذلون العدو، يَسيئون وجهه ويصنعون البسمة على ‏وجوه عوائل الشهداء، كما شاهدنا أمهات شهداء جنين عندما استشهدوا التسعة بعد تنفيذ العملية في ‏مستوطنة النبي يعقوب في القدس، شاهدنا – وهم قبل يوم قد شيّعوا أولادهم – البشر والبسمة والضحكة في ‏وجوههم، من يصعنها؟ هؤلاء الأبطال، هؤلاء الاستشهاديون. هذه الحكومة الغبية والحمقاء هي لا تدفع ‏الأمور فقط باتجاه التصعيد داخل فلسطين، قد تدفع بحماقتها باتجاه التصعيد في كل المنطقة، هذا احتمال ‏قوي واحتمال وارد، وخصوصًا إذا ما تمّ المس بالمسجد الأقصى، هذا ملف يجب أن يُتابع من موقع ‏المسؤولية والتبني والدعم والحضور والوقوف بكل الإمكانات المتاحة إلى جانب شعبنا الفلسطيني. ‏
الملف الأخير ملفنا الداخلي، في الموضوع الرئاسي لا جديد في الملف الرئاسي، الكل انتظر اللقاء ‏الخماسي في باريس، كلكم عشتم صورة النتائج، وأنهم لم يُصدروا بياناً لأن نقاشاتهم ما زالت مفتوحة، ‏وجاءوا وحمّلوا اللبنانيين المسؤولية، وهذا صحيح، لأن اللبنانيين هم الذين يتحملون المسؤولية، ومن أول ‏يوم وإلى اليوم وسنبقى ننادي أن هذا استحقاق داخلي والدنيا لا تستطيع أن تفرض رئيسًا على الشعب ‏اللبناني ولا على القوى السياسية اللبنانية. الخيار الحقيقي هو التفاهم الداخلي واستمرار الجهد، يعني مرة ‏نقول أنّ الأفق مسدود والأمور صعبة ولا أحد لديه 65 وكل شخص يذهب إلى بيته، هذا خطأ، يجب أن ‏يستمر الجهد والبحث عن حلول وعن آفاق وعن تفاهم واتفاق، ويجب أن يستمر الجهد ليكون للبنان رئيساً ‏للجمهورية في أسرع وقت ممكن. ‏
الهمّ الطاغي على اللبنانيين جميعًا وأظن على كل المقيمين في لبنان هو الهم الاقتصادي والمعيشي، زاد ‏الأمر سوءًا في الآونة الأخيرة والأسابيع الأخيرة الارتفاع المتفلّت لسعر الدولار وما لحقه من ارتفاع في ‏كل الأسعار واضطراب في الأسواق، في كل الأسواق، المحروقات، الدواء، الطعام، الشرب، المواد ‏الغذائية، كل شيء. ملف الاضرابات، التي هي اضرابات مُحقة، مطالب الأساتذة والمعلمين والنقابيين ‏والموظفين في القطاع العام، كُلنا نُدرك بأنه نعم المعاش اليوم مليون ومليونين وثلاثة مليون وأربعة مليون ‏وخمسة مليون ماذا يفعلوا؟! وبالتالي هم يعبرون عن وجعهم وعن آلامهم. هذا الوضع كله لا يوجد شك أنّه ‏يشغل باب اللبنانيين جميعًا. ‏
مرة نجلس ونقرأ تعزية، ومرة نجلس ونُوصّف فقط، يعني مثل ما يقولون نُلقي شعر رثاءٍ، أنّ الوضع ‏هكذا للأسف ونذرف الدموع وكذا… ومرة لا نبحث عن الحلول وعن العلاج. اسمحوا لي أن أعيد كلامًا ‏ليس جديدًا على أسماعكم ولكن أُطالب به بجدية أعلى. هذا الذي يحصل عندنا في لبنان صحيح للفساد ‏علاقة والوضع السياسي والوضع الداخلي والخصومات والنكد السياسي، الصراعات الطائفية، الحسابات ‏الطائفية، الحسابات الشخصية، هذا كله له علاقة، جشع التجار، هذا كله له علاقة، لكن هذه عوامل ‏مساعدة الآن، كل هذا كان موجودًا قبل عام 2019 وكان البلد مستقر نسبيًا، لماذا بعد عام 2019 هذا كله ‏ذهب باتجاه الانهيار، لأن هناك أحد أخذ قرارًا باستراتيجيته الجديدة‏(القائمة على إفساد عقول الناس).‏. ‏لبنان يعيش اليوم تحت ضغوط أميركية كبيرة، طبعًا هم لم يفرضوا قانون قيصر من أجل لبنان، لا ‏يحتاجون أصلًا لفرض قانون قيصر، مثل ما تحدثنا سابقًا يكفي أن يقولوا لبعض الدول التي لديها ودائع ‏في لبنان فلتسحب ودائعها، يا عمي ليس ودائع الدول، ودائع اللبنانيين سحبوها، أهذا كان عشوائيًا؟ أكان ‏بالصدفة؟ كل الذين أخرجوا أموالهم وودائعهم أو البنوك لم يكن له مدير، مدبّر ومخطط وموجّه؟ حسنًا، ‏سحب الودائع من لبنان، منع المساعدات عن لبنان، منع الاستثمار في لبنان، لم يعد هناك اقتصاد، ونحن ‏بالأصل عندنا القطاع الصناعي والقطاع الزراعي بالأرض، انتهى الموضوع، أصبح لعبة مثل بموضوع ‏الدولار والليرة يأكل الشخص من لحمه، لا يوجد شيء. ويأتي وقت وكنّا دائمًا نُحذّر وغيرنا يُحذّر أنه ‏سيأتي وقت يمكن الاحتياط في البنك المركزي ينفذ، الآن يقولوا أن الليرة اللبنانية فقدت 95% من قيمتها، ‏يمكن أن يأتي وقت لا يعد لها قيمة. ماذا نفعل؟ أنبقى ننتظر الأميركي؟ الأميركي لن يرضى. أنا دائمًا كنت ‏أتساءل مثلًا الآن في الملف النووي – من عدة أيام كان نائب وزير الخارجية الإيراني الأخ باقري هنا ‏وجلس مع كثير من اللبنانيين وإن شاء الله يكونوا اقتنعوا بأن الملف النووي الإيراني ليس له علاقة بأي ‏شيء آخر، لأنه هو الذي يفاوض – على كلٍ، واحدة من الأسباب أن الأميركي أرسلوا ألف رسالة ‏للإيرانين، فلنجلس وجهًا لوجه ونتفاهم، لا نحتاج للأوربيين ولا للخمسة زائد واحد ولا للعماني ولا ‏للقطري، لا نحتاج للوسطاء، إيران لم تقبل الجلوس وجهًا لوجه، دائمًا أنا كنت أتساءل عن الحكمة، ‏أتعرفوا ما الحكمة؟ أنه إذا جلسنا وجهًا لوجه الضغط سيكون أكبر والمطالب ستزداد، سماحة القائد عنده ‏تعبير يقول “حدٌّ يقفون عنده” ليس للأميركيين حدٌّ يقفون عنده بالمطالب، عندما تقول ألف سيستمرون ‏بالمطالب باء، تاء، جيم، حاء…



وبعد ذلك تُحصّل شيء أو لا تُحصّل شيء!! شاهدوا الدول الصديقة ‏والتي استسلمت. إذا كنتم تنتظرون الأميركي طبعًا البلد سيذهب إلى الانهيار وإلى أوضاع صعبة وإلى ‏أوضاع قاسية وسأعلق عليها بكلمتين لاحقًا. ‏
الآن سيقول أحد هذا كلام ثوري، هذا كلام انقلابي، لكن هذا هو الواقع، مثلما عندما يكون هناك مرض ‏عُضال وهذا دوائه، يُوجع، يُؤلم، لا يعجبك، بحث آخر، ما الحلّ؟ الحلّ أن تقوّي اقتصادك وهذا لا يحتاج ‏عشرات السنين، بكل صندوق النقد الدولي كم سيعطوا لبنان؟ 3 مليارات على أربع سنوات، نحن السنة ‏الماضية والتي قبلها قُلنا لكم يا جماعة الخير هذا الصيني حاضر أن يستثمر في لبنان بـ 12 مليار دولار ‏وغير مطلوب منكم أن تدفعوا أي أموال، هو يستردهم على مدى عشرين سنة وثلاثين سنة، هذا الروسي ‏حاضر أن يعمل مشاريع لها علاقة بمصافي النفط والمشتقات النفطية والبنزين والمازوت والفيول ويضع ‏مليارين ونصف مليار أو ثلاث مليارات، هذه 15 مليار دولار، إذا دخل هذا المبلغ إلى البلد بسنة ألا ‏ينهض الاقتصاد؟ إذا تعاونا نحن كل اللبنانيين حكومة وشعبًا وأحيينا القطاع الزراعي، عندما تحدثت عن ‏القطاع الزراعي بدأ الناس بالاستهزاء، مثلما استهزأوا على السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد ‏وقيادات أمل وقيادات الأحزاب الوطنية عندما قالوا سنقاتل إسرائيل في العام 1982، وأنّ العين تُقاوم ‏المخرز؟! ما هذا الكلام الفارغ، أنتم ستقاتلون إسرائيل؟! اليوم عندما تقرأ في وسائل التواصل، لا أعرف ‏إن كان في السوق هكذا أو لا، لكن على التلفاز قالوا ذلك أيضًا أن كيلو البصل بـ 80 ألفًا، يعني البصل ‏أصبح شيئًا مهمًا، ألا نستطيع أن نزرع بصل؟ ألا نستطيع أن نزرع بطاطا؟ ألا نستطيع نزرع الذي نأكله؟ ‏لأن هناك دولة كبرى تريد أن تموت شعبنا من الجوع. ‏
إحياء القطاع الزراعي، إحياء القطاع الصناعي، أن نذهب بشكل جدي على موضوع النفط والغاز وأن لا ‏نقبل أي تسويف من قبل الشركات، أنا قرأت بهذين اليومين أن الإسرائيلي بدأ تصدير الغاز من كاريش، ‏إذا أحد يظن أنه إذا حصل تسويف بموضوع استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية ونكتشف حقًا أن ‏هناك تسويف ولعب على اللبنانيين وأن هناك ضحك على اللحى سنسمح بأن يستمر باستخراج النفط ‏والغاز من كاريش؟ أنا أقول لكم أبدًا. هذا معنى إذا تريد أن تجوّعني سأقتلك – هناك أناس أخذوها أنه كلام ‏اتفعالي، لا، أنا فكّرت جيدًا بالكلمة – هذا معنى إذا تريد تجويعنا سنقتلك، نقتلك، لم يتغير شيء بمنطقنا. ‏
إذًا، بموضوع النفط الغاز شدّوا همّتكم، ثلاث سنوات، أربع سنوات، حسنًا، أصبح لنا ثلاث أربع سنوات ‏بالدوامة، من تشرين 2019، هذا باب فرج كبير. قرأت بعض التقارير أن بعض أجهزة المخابرات تقول ‏أنه إذا لم يحصل حلّ سياسي في لبنان وإصلاح، هذا النفط لا أدري ماذا سيحصل به والغاز لا أدري من ‏سيأخذه وإلى آخره… يعني هناك نوايا مسبقة للتسويف، أنا أحذر من التسويف، أحذر من التسويف. هذا ‏ماذا يحتاج؟ يحتاج لقرار جريء من الحكومة الحالية، من الحكومة الآتية، نقول للأميركي اعمل معروف ‏‏”حل عنًا قليلًا”، وإذا لبنان كان له جرأة فليأتي بالصيني وبالروسي وليقبل بالمساعدات الإيرانية، ‏الأميركي براغماتي، سيلف وسيعود وسيجلس ويتحدث معك بالشروط وسيخفف اندفاعك، لكن إذا بقينا ‏مستسلمين، نحن في لبنان لم يحتاج إلى قانون قيصر ولا إلى قانون عقوبات للأسف الشديد، الأمر ‏المحزن جدًا يكفي أن ترفع السفيرة الأميركية الحالية أو الآتية حاجبيها بالرفض حتى ينتهي الأمر، هذا ما ‏علاقته بالسيادة والقرار المستقل وبالوطنية وبالإنسانية وبالشخصية وبالرجولة وبالشهامة، أنا أقول أن ‏المطلوب هذا الحلّ، وإلا سنعود إلى نفس الدوامة، اسحبوا من أموال البنك المركزي وأموال المودعين ‏وضعوهم في السوق لتنزل الليرة، هذه اللعبة ستنتهي، عاجلًا أم آجلًا ستنتهي، هل نقبل أن نذهب إلى ‏الانهيار؟ ‏
كلمة أخيرة، إذا كان البعض يخطّط للفوضى، إذا الأميركي يخطّط للفوضى، إذا جماعة أميركا في لبنان ‏يُخطّطون للفوضى ولإنهيار البلد، أنا أقول لهم من الآن، أنتم ستخسرون، ستخسرون كل شيء في لبنان، ‏وأنتم خطّطتم لشيء مشابه في الماضي وخسرتم، والآن ستخسرون، أقول بكل صدق وبكل صراحة البيئة ‏التي تريدون استهدافها من خلال الفوضى ومن خلال التشويه صحيح هي بيئة تتألم، كُلنا نتألم من هذا ‏الواقع، لا أحد يستطيع أن يقول أنه لا يوجد ألم، البيئة تتألم نعم وتعاني وكل الشعب اللبناني يعاني، ولكن ‏من يُراهن أنّ المعاناة وأنّ الألم يمكن أن يدفع هذه البيئة أن تتخلى عن خيارها، عن موقفها الذي هو ‏سلاح، أن تصافح مصافحة اعتراف، أن تتخلى عن الوصية الأساس أمانة السيد عباس، أن تتخلى عن ‏إنجازات دماء الحاج عماد مغنية، يعني أن تتخلى عن مُقوّم أمنها وحمايتها وبقائها ووجودها وشرفها ‏وسيادتها وكرامتها وصون عرضها ومالها وخيرات بلادها هم واهمون. إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى ‏ستخسرون في لبنان وعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة. عندما تمتد مؤامراتكم إلى اليد التي ‏تؤلمنا وهي ناسنا سنمد أيدينا وسلاحنا إلى اليد التي تؤلمكم وهي ربيبتكم إسرائيل. من يتصوّر أننا سنجلس ‏ونتفرج على انهيار وعلى فوضى وعلى منع من الحلول دون أن نحرك ساكنًا هو واهم.



انظروا، نحن في ‏موضوع الحدود البحرية والنفط والغاز كنا جاهزين جدّيًّا والعدو أدرك هذا بجدّيّة أن نذهب إلى خيار ‏الحرب، واليوم أقول في ذكرى قادتنا الشهداء الذين نتعلم من إيمانهم وثقتهم وتوكلهم وعزمهم وإخلاصهم ‏وشجاعتهم وثباتهم، من يُريد أن يدفع لبنان إلى الفوضى أو الانهيار عليه أن يتوقع منّا ما لا يخطر له في ‏بالٍ أو وهم، وإن غدًا لناظره قريب. ‏
الرحمة وعلوّ الدرجات لكل الشهداء وللقادة الشهداء والشكر لكم جميعًا على حضوركم، والشكر لكل هذا ‏الجمهور وهذه البيئة المخلصة والصادقة والصابرة والصامدة والمنتصرة والتي ستبقى منتصرة إن شاء ‏الله في مسيرة انتصار الدم على السيف. عظم الله أجركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى