أحدث الأخبارلبنان

كوع الكحالة بين الأمس واليوم؟

*كوع الكحالة وعبد الحليم حافظ*

*العصر-يروي الفنان الراحل غسان مطر ( أبو غيفارا) في برنامج تلفزيوني مصري ، أن عبد الحليم حافظ كان السبب في طرده من تلفزيون لبنان حيث كان يعمل!*

*لماذا؟*

يجيب غسان مطر ؛
كان لعبد الحليم حفلة غنائية يوم 13/6/1967 في مدرج بيسين عاليه الذي كان يتسع لعشرين ألف إنسان ، وقد بيعت التذاكر كلها . إنه عبد الحليم الذي حضر مع بليغ حمدي يوم 2/6/
مع بداية العدوان الصهيوني على الجمهورية العربية المتحدة وسورية والضفة الغربية لنهر الأردن ، كنا نظن أننا أصبحنا قريبين جدًا من استرجاع فلسطين ، لكننا صعقنا عندما سمعنا الرئيس عبد الناصر يعلن استقالته يوم 9/6/1967 . أي قبل الحفل بأربعة أيام متحملًا مسؤولية الهزيمة العسكرية



والكلام كله لغسان : حبس عبد الحليم نفسه في فندق ستراند في شارع الحمراء في بيروت حيث كان يقيم مع بليغ ، لكنه أدرك حجم مسؤوليته أمام الناس وأمام المتعهد ، وأمام الحاحنا على إحيائه الحفل قال : أنا مش ممكن في هذه الأجواء والأيام السوداء أغني على قد الشوق ، أو صافيني مرة ، الناس عايزة تسمع حاجة تانية
قال غسان : ما رأيك أن تغني أغاني وطنية ، والناس في لبنان والوطن العربي مشدودةٌ للعمل الفدائي ؟
استساغ حليم الفكرة ، وعلى الفور إتصل بالسفارة المصرية في بيروت ليطلب الإتصال بالشاعرين عبد الرحمن الأبنودي ومحمد حمزة طالبًا من كلٍ منهما كتابة أغنية عن العمل الفدائي ..
وكان حمزة الأسرع في الاستجابة ، فأرسل كلمات أغنية : فدائي فدائي فدائي .. اموت أعيش ما يهمنيش .. ما دام علم العروبة باقي.
في الحفل المنتظر غنى حليم أغنية فدائي ، ولقيت استجابةً جماهيرية كبيرة من العشرين ألف حاضر ، ثم غنى حليم أغنية يا جمال يا حبيب الملايين ، ثم صورة صورة صورة ، لتلتهب أكف الآلاف ، حبًا وعشقًا ووطنيةً وعروبة ..

إنتهت الحفلة بهذا المهرجان الشعبي السياسي الناصري .
هنا يكشف غسان مطر أخطر نتائج الحفل المهرجان فيقول :

أمران حصلا مباشرةً خلال الحفل الذي كان تلفزيون لبنان ينقله مباشرةً على الهواء .. وبعده هما :
إتصل بي المخرج غازي غربتيان ليقول لي أن هناك من سيكلمك بأمر الحفل المذاع الآن ..

ففوجئت برجلٍ يكلمني بلهجةٍ عسكرية قائلًا لي :

أنا الجنرال فرح أأمرك بقطع الإرسال فورًا .. فرددت عليه بالقول : كيف أقطع الإرسال ونحن تلفزيون لبنان موفرين كل الإنارة للحفل والتسجيل ومتفقين مع المتعهد للتغطية الإعلامية ؟

فقال فرح بلغته العسكرية :

اقطع الآن ولا تناقش …
هنا يقول مطر أنه أقفل السماعة ولم يقطع الإرسال ، وفي اليوم التالي استُدعيت إلى مكتب مدير التلفزيون منير طقشي ليبلغني الإستغناء عن خدماتي ، وهكذا – يتابع غسان مطر ضاحكًا خرب عبد الحليم بيتي –
الأمر الثاني وهو الأخطر ( وتمعنوا بما حصل وأسقطوه على حالة اليوم )

– أن كوع الكحالة بعد النزول من عاليه حصلت عنده مشاكل بتعرض جماعات كتائبية وشمعونية لحضور الحفل العائدين ، وكسروا زجاج سيارات البعض وضربوا ركاب بعضها ، وربما كانوا ينتظرون مرور سيارة حليم لضربه ! فإقترحت عليه سلوك طريقٍ آخر من عاليه إلى بيروت من دون المرور بطريق الكحالة الخطر ..
وهكذا كان…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى