🖊 ماجد الشويلي
ما صكَّ أسماعنا وصمخ آذاننا شعار أو مطالبات بأشد من عبارة (لالسياسة المحاور) فلم تبق جهة الا ورفعت عقيراتها بهذا المطلب الحساس والمثير، سواء كانت سياسية او دينية اقليمية ام دولية .
الجميع كان يسعى للظهور بحب الحريص على العراق والمحب له ، ولا انفي وجود اصحاب النيات الطيبة فيهم .
الا أن المستثمرين والموظفين لهذه الشعارات وهم كثر . لم يكن لهم من قصد في هذه العبارة الا شئ واحد وهو( ابعاد العراق عن أيران )حتى وإن كان هذا الاقصاء مخالفا لمنطق الجغرافيا والتاريخ والوجدان الشعبي .
متناسين استحالة تصور أن امريكا تقوم باحتلال بلد ثم لاتضمه لمحورها او تترك له خيار الاقتراب مع اعدائها .
فهي لم تتدخل في كوريا الجنوبية لتسمح لهم ان يكونوا حلفاء للاتحاد السوفيتي (آنذاك).
أو تحتل اليابان ليدور في فلك روسيا،
والامثلة كثيرة سواء كانت من ايام الحرب الباردة أم الان .
بيد أننا لازلنا نجد من لديه هذا التصور بوصفة قناعات براغماتية او حتى قناعات موضوعية .
وقد تراكمت هذا القناعات حتى غدت مرتكزات فكرية أصلَّت لمبدأ مفاده أن الوسطية والاعتدال تعني بالضرورة الابتعاد عن أيران فحسب، حتى وإن اقتربت من اسرائيل أو انضممت بالفعل لاي محور آخر .
وهذا ماحصل بالفعل فلم تكن قمة عمان الثلاثية التي جمعت الكاظمي بالسيسي والملك عبد الله الا إعلان عن انضمام العراق لمحور مناهض (لتركيا)
إذ لايمكن لا أحد ان ينكر الخلاف والتقاطعات والنزاعات بين مصر وتركيا، بعد مجئ السيسي للسلطة واجهاض حكم الاخوان في مصر .
كما لايمكن التغاضي عن ارتباط الاردن بالسعودية ومصر ، وانها محسوبة على محورهما في مواجهة الاسلام السياسي (الاخوان)
فكيف ينضم العراق لمثل هذا المحور وفي هذا الوقت بالتحديد ؛ أهو للاستقواء بمصر والاردن على تركيا التي تحتل اراضيه ؟
قطعاً هكذا سيفهمها الاتراك وهكذا ستستثمر مصر في هذا التحالف لتصفية حساباتها مع الاتراك .
ولست ادري ماعلاقة مصر الافريقية بالشام وماعلاقة العراق به وهل يستقيم عقلا اقصاء ركني الشام الاساسيين سوريا ولبنان ويتم بناء تحالف جديد باسم الشام دونهما .
إنها مفارقة من مفارقات هندسة أمريكا لسياسة المنطقة بمدماك إسرائيلي.
ومن الواضح أن لهذا المحور الجديد مبتغيات عدة يقع في مقدمها سحب العراق بعيداً عن إيران ووضعه قريبا من الحدود الاسرائيلية، لتسهيل مهمة التطبيع معها اقتصادياً بصورة غير مباشرة .
فحين يتحول العراق الى جزء من منظمة اقتصادية لدولتين مطبعتين مع اسرائيل(الاردن ومصر) بشكل رسمي فمن المؤكد أنه سيكون مطبعاً بالتبع ، وليس بالضرورة بالذات .
ولايمكن معها منع تدفق النفط العراقي لاسرائيل عن طريق العقبة ، وهو المتدفق اساسا من اقليم كوردستان.
وبشكل وآخر سينخرط العراق في تحالف مايسمى بحماية الشرعية في اليمن،
الذي تقوده السعودية للعدوان على الشعب اليمني .فمصر لها مساهمة بحرية وجوية فاعله في الحرب ضد اليمن والاردن تدعم سياسيا ومعنوياً .
في القمة الثلاثية التي جمعت الرؤساء الثلاثة الكاظمي والملك عبد الله والسيسي حاولوا التعمية على مرامي هذا التحالف الجديدة واضفاء السمة الاقتصادية عليه فحسب .
والمؤشرات الاقتصادية تشي بمحاولة صرف الاقتصاد العراقي والنأي به عن طريق الحرير جهد الامكان .
رغم أن العراق يقع في قلب هذا الطريق ويمكن له ان يحقق قفزة اقتصادية كبرى ، فيما لو اتجه شرقاً بدل أن يتقهقر نحو منظومة اقتصادية متهالكة توشك ان تَغرق وتُغرق معها من تشبثت به .