الكل يعلم والتاريخ يشهد بذلك ، أن ما من طاغية او متفرعن الا واستهدف الامام الحسين ع وحاول النيل من مرقده الطاهر، لما لهذا المرقد الشريف من رمزية كانت ولازالت وستظل تؤرق الطغاة والجبارة وتشعرهم بضحالة قدرهم وتفاهة مساعيهم للنيل من الاسلام والخط المحمدي الاصيل فيه .
إلا أن المحاولات الاخيرة لاستهداف مرقد الامام الحسين ع أخذت منحى آخر هو اكثر خبثاً وأشد دناءة !
ففيما مضى كان الطغاة يستهدفون المرقد الطاهر بجيوشهم وآلياتهم الحربية، كما فعل المجرم صدام اللعين .
الا أنهم الآن باتوا يستهدفون الامام بزواره وفي مراسيم زيارته
وهو أسلوب غاية في الخسة والخطورة .
فقد تمكنت (الحرب الناعمة) التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا من خلق جيل مستهتر بالقيم لكنه متجلبب بها ،جيل يسئ للحجاب باسم الحجاب ،ويسئ للدين باسم الدين ، ويسئ للوطن باسم الوطن ويسئ للاعراف العشائرية ولمدنه باسم مدنه.
هنا تكمن الخطورة !
واليوم وبعد ان تيقنوا أن الخلافات السياسية التي عصفت بالقوى الشيعية افقدتها مثابات الوحدة ، ولم يعد لها اجماع على شئ ، فلا مرجعية دينية واحدة ،ولاتحالف سياسي واحد ولا أتلاف ولا برنامج موحد ، غير{ الحسين ع }عمدوا لاستهداف الحسين ع.
نعم لانهم ادركوا ان الحسين ع هو سر التشيع الذي هو جوهر الاسلام الاصيل،
ولانهم ادركوا ان الحسين ع يَعبُر بالتشيع كل الاطر الضيقة والآفاق المنحوسة بالتعنصر ،والتعصب ،والتقزم، الاثني والعرقي البغيض .
ولانهم أدركوا أنهم لو تمكنوا من تشويه زيارة الحسين ع لاسمح الله فستنهار منظومة القيم وستنهار كل الاواصر التي تربط ابناء هذا الشعب ببعضهم البعض وبالشعوب الاخرى.
لو تمكنوا من محو ماتتمتع به زيارة الحسين ع ستنتهي روح المقاومة في هذا البلد وستستباح بعدها كل التقاليد والاعراف النبيلة .
انهم ارادوا عراقاً دون زيارة ، عراقاً دون كرم ، عراقاً دون روح الايثار والبذل والتآخي.
انهم ادركوا أن مخططاتهم تنهار كل عام على صخرة الزيارة التي تُعْجَنُ فيها ارواح اتباع اهل البيت ع وتندمج بلوحة فسيفسائية عجيبة .
انهم اصيبوا بالذهول لان زيارة الحسين ع تأتي كل عام على بذور الانانية التي يغرسونها في اذهان الناشئة من ابناء هذا البلد .
أنهم يصعقون في كل عام لما يرون من عجائب زيارة الحسين ع التي ترسخ في هذا البلد دعامات دولة بقية الله الاعظم عج
لكن سبحان الله كيف اقتضت مشيئة ؛ أن ما من طاغية او سفيه تطاول على الحسين ع الا ومجته الارض التي يمشي عليها ولفظه التاريخ الى انتن مزابله.
إن زيارة الحسين ع تعني اننا في كل لحظة على اتم الجهوزية والاستعداد لان نعيد وحدتنا وأَلَقِنا من جديد
إن زيارة الحسين ع تعني اننا لازلنا (نستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها)…
ان زيارة الحسين ع تعني اننا لن نكون اقلية في الانتخابات القادمة وأن العراق بعد الانتخابات مهما حصل لن يكون الا عراق الحسين ع .