العالم و على رأسه اوروبا وأمريكا هم في الحقيقة هم من صنع النكبة الفلسطينية
وهم من زرع اسرائيل في ارض فلسطين وتسببوا بفتل وبتشريد الملايين من شعبنا
وهذا بات معلوما للجميع
لكن ما بات غائبا عن البعض أن هذا العالم ذاته هو نفسه من صنع الأونروا كمنظمة سياسية ذات طابع انساني
والهدف معلوم وهو ضمان استتقرار وتطور ونماء وتوسع اسرائيل دون ان تشوش عليها ثورة مئات آلاف اللاجئين والمشردين والمحرومين والمعذبين الذين كانوا حتها سيمارسون حق العودة بقوة الحق الذي يملكونه
ولكن جاءت الأونروا لتشغلهم عن الهدف المقدس بفتات المساعدات التي فقط تبقيهم على قيد الحياة
فأنشأت بداية لهم الخيام؛ على أن العودة فريبة وربطت عودتهم بالقرارات الأممية التي كانت لا تساوي الحبر الذي كتبت به
ثم لما طالت الهجرة ولم تعد تصلح الخيمة أشغلتهم الأونروا بانشاء بيوت الكرميد التي طورها اللاجئون بحكم التوسع والتكاثر السكاني الطبيعي؛ والباقي معلوم
ما لفت انتناهي ما نشرته الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين والذي أشارت فيه الى أنه وخلال 5 أيام فقط صدرت ثلاثة تحذيرات حول ميزانية الأونروا لثلاث مسؤولين في الوكالة تدق ناقوس الخطر..
– ماتياس شيمالي / مدير عمليات الأونروا في غزة في تصريح للجزيرة في 27/9/2020:
“بسبب الأزمة المالية قد لا نتمكن من دفع رواتب شهريْ أكتوبر ونوفمبر لثلاثين ألف من موظفينا”
– تمارا الرفاعي / ممثلة المفوض العام للأونروا خلال ندوة افتراضية لـ “الهيئة 302” في 30/9/2020:
“من الصعب على الأونروا أن تلبي الخدمات الأساسية دون زيادة في الموارد. ضغوط سياسية ومالية تواجه الأونروا. المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني يقوم بجهود كبيرة للتأكيد على مركزية دور الوكالة وتوسيع رقعة المانحين”.
– كلاوديو كوردوني / مدير عمليات الأونروا في لبنان من خلال لقائه ممثلي اللجان الشعبية في مخيم عين الحلوة بتاريخ 1/10/2030:
“الاوضاع صعبة جداً في ظل انشغال العالم بأزمة “كورونا” واننا نسير نحو كارثة بكل الاتجاهات اذا لم تتوفر التبرعات المالية. تقدم الوكالة خدماتها قدر المستطاع، ولكن في نهاية الامر هناك امكانيات مالية محدودة جداً”.
تمكين الأونروا من القيام بدورها وتامين ميزانيتها ليست منحة، إنما هي مسؤولية دولية.
لكن هناك ما يؤشر الى أن الأونروا بمهماتها وبطريقة تمويلها كمنظمة”مؤقتة”، انتهت مهمتها باكتمال صورة اسرائيل التوراتية والتي باتت تحصنها ترسانة من الأسلحة وطابور من اتفاقات السلام والتطبيع مع عرابي نكبتنا
ومع تنازل منظمة العار الفلسطيية عن اكثر من ثلاثة ارباع فلسطين
ومع اقرار رئيس المقاطعة انه ليس من ضمن أهدافه العودة الى الديار التي هجرنا منها وتنازله الشخصي عن العودة الى صفد
لم تعد امريكا واسرائيل بحاجة الى الأونروا لاسكات غصب ملايين اللاجئين
لذالك بتنا نرى مؤخرا ان سياسة الاونروا بمسلسل التقليصات في الخدمات وفي الوظائف وفي الانسحاب تدريجيا من حياة اللاجئين؛ سياسة لم تعد تصلح للتعامل مع مأساة اللاجئين لا لجهة عودتهم ولا لجهة اسكاتهم.
وعلية بات على ملايين اللاجئين العمل على افشال مخططات العدو ليس بوقف انهاء عمل الأونروا فقط بل بتنظيم أنفسهم لأحذ حقهم بأيديهم وعدم الاعتماد مطلقا على مخدر القرارات الأممية ولا مسكن الشرعية الدولية
أيها اللاجئون ان لم تمارسوا حق العودة بأجسادكم فلن يعيدكم الى الوطن أحد
وان لم تأخذوا حقكم بأيديكم فلن يعطيكموه أحد .