ان عملية اعتقال قائد عمليات الانبار للحشد الشعبي قاسم مصلح هذا اليوم، انما تعد عملية خطيرة وتطور نوعي في منهج عمل حكومة الكاظمي التي تعمل باجندات مشبوهة ، فشخصية رئيس الوزراء المهزوزة والمترددة ، جعلته كخشبة تطفو وسط دوامات الماء الجارف ، فقد رهن نفسه لارادات داخلية وخارجية لها مصالح مختلفة في افتعال الازمات والفوضى في العراق ،فمن جهة جعل نفسه إطار التبعية للقوى الخارجية التي تريد الخراب للبلد بشتى السبل وراح ينفذ اجنداتها ومخططاتها ،ومن جهة أخرى فإن الجهات التي أتت به ، وقد انسجمت بعض أهدافها المستقبلية مع أهداف القوى الأجنبية ، إضافة لبعض مستشاريه المعروفين بعدائهم للقوى الإسلامية، فهؤلاء واولئك راحوا يورطون الكاظمي ويتماهون معه بهذه الازمات في كل مرة ،
ان الكاظمي المهووس بالسلطة وبلا مؤهلات أيضا ، تشبث بهؤلاء الذين تطابقت مصالحهم الضيقة وجنداتهم المشبوهة ،وراح هو ينفذها على حساب مصالح الوطن العليا ،في وقت يعيش فيه العراق في أزمات متعددة ومشاكل جمة،
وواهم من يقول ان عملية اعتقال القائد في الحشد الشعبي اليوم هي نتيجة خطا او عملية غير مقصودة ،بل ان توقيت العملية ونوعية الهدف ،ومكان عمل القائد قاسم مصلح فيها من الدلالات الكبيرة في ان الامر ماهو الا عملية استفزاز خطيرة لقوى الحشد وجس نبض لمقدار ردة فعل هذه القوى ،من اجل التخطيط لعمليات اكبر في المراحل اللاحقة.
لقد كان لموضوع بقاء القوات الأمريكية وتحركاتها التي لاتضبطها الاتفاقيات مع العراق، دور كبير كذلك في عملية الاعتقال ،فهذا القائد الذي قيل انه لايسمح للارتال الأمريكية بالحركة كيفما تشاء قد ضاقت به أمريكا ذرعا ،كما أن حكومة الكاظمي التي سعت إلى تأجيل الانتخابات وراحت تدعم المتظاهرين علها تحدث الفوضى المطلوبة ،ولكنها فشلت في ذلك ،أرادت ان تجر الحشد إلى مواجهة لو حصلت لادخلت العراق في حرب داخلية ليس لها حدود ،وبالتالي يتحقق تأجيل الانتخابات وإقامة حكومة الطوارئ التي ليس لها رقيب ولا حسيب ،ولاتنضبط بدستور بحجة الظرف الطارئ، وهو أيضا احد المخططات التي كانت مرسومة .
ان ردة الفعل القوية والموزونة والمنضبطة التي ابدتها قيادات الحشد قد افشلت مساعي الكاظمي ومن ورائه في تحقيق مخططاتهم، كما انها أعطت رسالة واضحة البيان لمن يريدون جر العراق للفوضى واختطاف التجربة التي عجزوا عن افشالها لا في الحرب الطائفية ،ولا في تجمعات الفتنة والاقاليم ، ولاعن طريق داعش ،ولا بالتظاهرات التشرينية ،وهذه الرسالة هي ان الحشد الذي حفظ الوطن في المرحلة السابقة ، لازال هو الحارس الأمين على مصالحه ،فلا الكاظمي ولا أصحاب المصالح الضيقة ممن يصطفون مع الكاظمي حتى في قراراته الكارثية، يستطيعون ان ينالوا من الحشد وجمهوره الواسع ،ولا تنفع كذلك اكاذيبهم المختلقة ضد قيادات الحشد وأبنائه .