أحدث الأخباراليمن

ماذا بعد مغادرة وفد الوساطة العماني والوفد السعودي العاصمة صنعاء ؟

يكتبها محمد علي الحريشي.
اليمن.

العصر-قبل أيام وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء وفد الوساطة العماني ووفد السعودية المفاوض.
الزيارة جاءت كنتاج لجهود ديبلوماسية قام بها الوسيط العماني لوضع نهاية للعدوان والدخول في مرحلة السلام.
عندما نرجع قليلا إلى الوراء قبل مباشرة العدوان مساء 26 مارس عام 1915 ونلقي نظرة على الأجواء السياسية التي كانت تمر بها المنطقة وندرس مسببات العدوان والحرب على اليمن ندرك وبما لايدع مجالا للشك إن العدوان هو خدمة للكيان الصهيوني وخدمة للنفوذ الأمريكي في المنطقة.
التخطيط للعدوان على اليمن وتمزيق وحدته السياسية والجغرافية هو من ضمن المخططات الأمريكية لتقسيم وتجزأة الاقطار العربية إلى عدة دويلات على أسس عرقية ومذهبية، في إطار المشروع الأمريكي «بناء شرق اوسط جديد» وخلق «الفوضى الخلاقة»، بدأت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق «جورج W بوش» وبواسطة «المحافظون الجدد» بوضع المخططات لتجزأة الدول العربية وخلق حالة الفوضى داخل الحكومات والشعوب العربية بهدف تفكيك أي قوات عربية صاعدة لتمكين الاحتلال الصهيوني من ابتلاع مدينة القدس وانهاء القضية الفلسطينية وكذا لتسهيل سيطرة أمريكا على المنطقة العربية برمتها.



جماعة المحافظين الجدد الذين مكنهم جورج بوش الابن من السيطرة على مفاصل السلطة داخل الحكومة الأمريكية هم جماعة تتكون من فئتين، الأولى من غلاة المسيحيين البروتوستنات والثانية من غلاة اليهود الصهاينة، تجمع الفئتان عقيدة واحدة وهي خدمة الكيان الصهيوني،
مما شجع الإدارة الأمريكية على البدىء في تنفيذ مخططاتها هو النتائج التي افرزها احتلالها للعراق وتقسيمه وفرض نظام سياسي على شعبه.
بدأ تنفيذ المخطط الأمريكي في عام 2011 تحت مسمى «ثورات الربيع العربي»، في اليمن كاد المخطط الأمريكي ان يلاقي النجاح بسيطرة حزب الإصلاح «الاخوان المسلمين» على السلطة وبالتالي تنفيذ المخطط الأمريكي، كان لدخول مكون انصارالله في ساحة الجامعة عام 2011 عاملا اساسيا في افشال المخططات الامريكية لتقسيم اليمن ونزع سلاحه وحل جيشه وفرض نظام الاقاليم عليه، ولما اتضح للامريكي الدور الذي لعبه مكون انصار الله بالتعاون مع بعض القوى الوطنية في افشال المخططات الأمريكية خاصة الدور الذي لعبه انصارالله وبعض المكونات الوطنية داخل مؤتمر الحوار الوطني، حرضت أمريكا النظام السعودي وكلفته بتحريض حزب الإصلاح بشن حرب على صعدة والقضاء على من يسمونهم بالحوثيين وكذا تنفيذ مخطط اغتيالات لكوادررهم القيادية في العاصمة صنعاء، بدا تنفيذ المخطط بعد منتصف عام 2013 واستمر حتى تم افشاله وهزيمة حزب الإصلاح والتوقيع على اتفاقية السلم والشراكة بحضور ممثل الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام إلى اليمن جمال بن عمر.
رات أمريكا في توقيع اتفاق السلم والشراكة بين القوى السياسية اليمنية خطرا ينسف مخططاتها.
هنا لجأت إلى للتدخل العسكري بشكل مباشر وتم تكليف النظام السعودي بتكوين تحالف عربي شبيه بمخطط العدوان على العراق (تحالف دولي).



كل التوقعات الأمريكية لعملية «عاصفة الحزم» انها تحتاج فقط إلى اربعين يوما حتى يتم انهاء ماسموه بالانقلاب ودخل العاصمة صنعاء واحتلال اليمن. لكن مضي الأسابيع والأشهر بل والسنوات دون تحقيق الأهداف هو فشل للعملية العسكرية الأمريكية.لم تتوقع الإدارة الأمريكية الصمود الاسطوري الذي ابداه اليمنيون تجاه أقذر حرب وحشية شهدها العالم، استخدم فيها احدث وافتك الأسلحة، دخل اليأس والاحباط في نفوس القادة والمخططيين الامريكيين والفشل سوف يسبب لهم هزيمة عسكرية ونفسية واستراتيجية على المستوى الدولي والمستفيد الأكبر هم المنافسون الجدد لأمريكا في المسرح الدولي وهما روسيا والصين.
وليس من السهل تقبل أمريكا للكارثة التي تنتظرها جراء فشلها وهزيمة مشاريعها العدوانية في اليمن فقامت بتنفيذ أقذر حرب اقتصادية ضد اليمن لعلها تعجل بهزيمة القيادة والحكومة اليمنية وتخلق حالة فوضى لا أول لها ولا آخر، لكن اليمن قاوم المخططات الاقتصادية القذرة وتم تجاوز مراحلها الحرجة، فزاد ذلك من هزيمتها، فاجأ اليمن العالم أجمع وفاجأ المخططون والقادة الامريكيون عندما تم قصف منشاءت الطاقة النفطية في قلب الاقتصاد العالمي في السعودية وكذا قصف المصالح الاستراتيجة في الإمارات العربية المتحدة بسلاح جديد لم يألفوه ولم يحسبوا له حسابا وهو الطيران المسير والصواريخ الباليستية، حتى الإعلام السعودي كان يسخر من السلاح اليمني الجديد، اطلقوا عليه مقذوفات وصواريخ بدائة واطلقوا على الطائرات المسيرة بطائرات لعب الأطفال كان ذلك في البداية لكن عندما تطورت مديات السلاح اليمني واصبح يضرب ويقصف العمق السعودي وعندما فشلت أحدث اسلحة الدفاع الجوي الأمريكية من اعتراض السلاح اليمني، هنا كانت المفاجئة والطامة الكبرى التي أصابت الأمريكي قبل السعودي واصبحوا أمام واقع جديد لم يألفوه ولم يحسبوا له حسابه، الضرر الأكبر لم يصب السعوية في منشاءاتها النفطية وقواعدها العسكرية ومطاراتها جراء قصف الصواريخ والطائرات المسيرة بقدر ما أصاب أمريكا بالمقام الأول اكتشف العالم هشاشة وضعف منظومة الأسلحة الأمريكية خاصة اسلحة الدفاع الجوي «الباتوريوت وثاد» هذا سبب نكسة كبرى لموقع أمريكا السياسي والعسكري وأحدث نتائج مدمرة للسياسة والاقتصاد الأمريكي،كثير من دول العالم الغت عقود وصفقات اسلحة أمريكية اتجهت نحو روسيا مثل تركيا التي تعاقدت مع روسيا للحصول مع منظومة S 300 و S 400 التي تفوق السلاح الأمريكي وهناك آثار عديدة أصابت أمريكا لايتسع المقام لذكرها.
الغباء الأمريكي منع من خروجها مبكرا من هزيمتها في اليمن التي حدثت من العام الأول من العدوان وتطور حتى عام 2018 عندما بدات الصواريخ والطيران المسير اليمني يقصف العمق السعودي،لم تستغل امريكا الفرصة وتخرج من اليمن وتنهي عدوانها لانها كانت تراهن على إحداث تغيرات لصالحها،ازداد الغرق الأمريكي بعد ان اشتد ساعد اليمن واصبح يمتلك ترسانة عسكرية ضاربة وجيش قوي مدرب اكتسب الخبرة والكفاءة من خلال حرب ومعارك عدة سنوات، أصبح اليمن رقما عسكريا وسياسيا في المنطقة وقوة تمتلك الردع وزمام المبادرة، تم افشال كل المخططات الأمريكية وبالتالي انعدمت امامهم الأوراق وانتفت، وفي الأخير اتجه الأمريكي إلى السلام صاغرا ذليلا مهزوما.
قرار انهاء العدوان فرضه اليمن وعودة العلاقات السعودية الايرانية فرضها اليمن وخضوع النظام السعودي وطلبه للوساطة العمانية فرضها اليمن،وصول الوفد السعودي إلى العاصمة صنعاء ومقابلة القيادة اليمنية داخل القصر الجمهوري هو اعتراف سعودي بقيادة وحكومة اليمن،بعد ان كانوا عازفين عن ذلك ورافضين له بشدة.



العدوان العسكري الامريكي السعودي على اليمن انتهى ،انتهى بالهزيمة المذلة والتاريخية لامريكا والسعودية.
خروج الأسرى وفي القريب العاجل التوقيع على إنهاء العدوان كلها نتائج من نتائج الانتصار اليمني التاريخي
فلا نشك لحظة واحدة في تحقيق كل ذلك، النظام السعودي ليس امامه من سبيل غير تنفيذ مطالب اليمنيين وهو يمشي في هذا الطريق وليس امامه خيارات اخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى