د.علي الطويل
عند الحديث عن هذا الموضوع لابد من الاخذ بالحسبان عدة اعتبارات وذلك لكي تكتمل الصورة الذهنية للقارئ لكي ليدرك مايحاك للبصرة واهلها من مؤامرات ،
1.فالبصرة مصدر الواردات العراقية الذي يمكن ان يقال انه الاكبر ، فميزانية العراق ترفدها البصرة باكثر من 80% من مواردها
2. البصرة هي البلدة الشيعية ومنها اكثر اعداد المتطوعين في الحشد الشعبي ،
3.البصرة ثغر العراق الوحيد على العالم حيث منافذها البحرية ، وميناء العراق الوحيد كذلك .
4.تشكل البصرة اقرب منطقة عراقية حدودية مع الجمهورية الاسلامية واكثر منافذ التبادل التجاري معها تقع في البصرة .
5.البصرة عاصمة الجنوب العراقي ومنها تنطلق كل الحركات الحزبية لتنتشر في عموم الجنوب العراقي ، استنادا الى التداخل العشائري والنسبي فيما بين محافظاتها .
6.ولاء اهل البصرة لاهل البيت والمرجعية وطريق المقاومة ولاء كبير قد لاتضاهيها منطقة اخرى وعسى ان لانكون قد بالغنا في ذلك.
ولذلك كله فان الولايات المتحدة الامريكية تسعى جاهدة وبكل السبل لتغيير الوضع في البصرة بما يخدم مصالحها واهدافها المستقبلية ، فقد عملت وعلى مدى سنوات عديدة وعبر قنصليتها هناك على كسب العشرات من الشباب وربطتهم بها وجعلتهم عنصر اخلال بالمنظومة القيمية والاجتماعية والسياسية للبصريين ، وعملت على زعزعة الوضع السياسي والامني عبر رجالها التي دربتهم وضمت ولائتهم ، وظل الوضع الامني والسياسي مصدر قلق لصانع القرار السياسي العراقي وعلى مدى سنين عديدة ، باعتبار ان البصرة هي رئة الاقتصاد العراقي وان هذه التوترات الامنية والسياسية والجتماعية اثرت كثيرا في واردات العراق خلال هذه السنوات .
وتعمل الولايات المتحدة بدأب على تمزيق البصرة عبر افتعال الازمات الامنية والسياسية والاجتماعية العاصفة ، فمرة عبر التظاهرات الغير منضبطة والمخلة والمخربة واستهداف الوضع السياسي في المحافظة والسعي لتغييره لصالح مخططاتها المستقبلية ، وتارة اخرى عبر استهداف الناشطين والشخصيات الاجتماعية البارزة لاجل دق اسفين الخلاف العشائري القلق اساسا ، وتحريك الشارع عبر الاعلام لرمي التهمة عنها وماتحوكه ليلا ونهارا للبصرة واهالي البصرة والصاقه بجهات معينه بعيدة عن ذلك تماما ،وتاتی قضية استهداف الناشطين ركنا اساسيا من اركان هذا المخطط واهدافه ، لقد اصبح التغيير السياسي والامني مطلبا امريكيا واضحا ، لذلك سوف لن تتوقف عجلة مؤامراتهم في سبيل ذلك ، فعندما تسقط البصرة في الفوضى فان العراق سيصبح رهينة التسلط الامريكي ، وسيسلك طريق الاستجداء والاذلال ، وبالتالي رهينة الشروط الامريكية المذلة لكي تقدم مساعدة قد لاتسمن ولاتشبع .
ان على كل الخيرين في البصرة تقع مسؤولية كبرى في تفويت الفرصة على مخطط اسقاط البصرة في الفوضى ، وان يدرك الجميع من خلال ادراك اهداف امريكا من وراء ذلك ، ان يدركوا مايحاك لهم وبالتالي قطع الطريق على محاولاتهم والاعيبهم ، ان رمي التهم يمينا ويسارا بقضية استهداف الناشطين ماهي الا محاولة مكشوفة هدفها توسيع الفجوة بين فصائل المقاومة وبين ابناء البصرة الذين يشكلون العمق الاكبر للمقاومة العراقية والهدف الابعد من ذلك واضح جدا ، ومما ذكر اعلاه من نقاط يستطيع اي صاحب بصيرة ان يستنج اهداف الفوضى في البصرة ومن يقف ورائها بدون عناء.
20/8/2020