أحدث الأخبارشؤون آسيوية

ماذا يجري في السودان ؟

يكتبها محمد علي الحريشي.
اليمن.

العصر-إنفجرت الأوضاع العسكرية فجأة داخل السودان بين مكوني الحكم العسكري الحالي .
فماهي الأسباب التي أدت إلى سرعة الانفجار؟ وهل هناك تدخلات خارجية تؤجج الأوضاع؟.
من المؤكد ان السودان مستهدف مثله مثل عدد من البلدان العربية، مستهدف من قبل امريكا والكيان الصهيوني.
مهما حاول النظام السوداني الحالي كما حاول النظام السابق (نظام البشير) التملق للغرب والتقرب اليه والدخول في عملية تطبيع مع الكيان الصهيوني، فذلك لن يشفع له أمام المخططات الصهيونية والامريكية وامام اطماعهما.
مايحدث في السودان من اقتتال داخلي بين المكونات العسكرية الحاكمة هو مخطط أمريكي صهيوني بالمقام الأول.
لنرجع قليلا إلى والوراء لنوضح مسار المخطط الأمريكي تجاه السودان.
نجحت أمريكا وخلفها الصهيونية في فصل جنوب السودان بعد دعم حركة التمرد «الجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان» التي قادها «جون قرنق» ودعما سياسيا وعسكريا،
انتهت مسرحية فصل جنوب السودان عبر الأمم المتحدة انتهى بالاتفاق على مرحلة انتقالية يعقبها استفتاء شعبي لتقرير مصير جنوب السودان، وفي المرحلة الانتقالية هيئت الأرضية لتشجيع سكان جنوب السودان لإختيار الانفصال وهذا ماتحقق في النهاية.



قام ضابط الجيش عمر حسن أحمد البشير بانقلاب عسكري ومثل ماهي سياسات امريكا في دعم الانقلبات مدت له خيوط الدعم وشجعت تيار الإخوان المسلمين في السودان برئاسة «حسن الترابي» للوقوف مع النظام الجديد ليس حبا في السودان ولاحبا في نظام البشير بل لتخلق المبررات لايجاد خلافات عميقة بين المكونات السياسية، رغم السياسة الرسمية الأمريكية التي اتخذت موقفا سلبيا من النظام السوداني، لكن ماهو معلن يمشي في مسار وماهو موقف داعم يمشي في مسار متوازي.
نشأت حركة تمرد في دارفور «غرب السودان» ضد نظام البشير العسكري الاخواني،
دارفور وكردفان غرب السودان يتشكلان من خليط من القبائل العربية والزنجية، حركة التمرد في دار فور نشأت ضد نظام البشير أولاً
والذي اتخذ سياسة غبية وهي تكوين مليشيا من اوساط القبائل العربية في دار فور ودعمها بالمال والسلاح ليواجه بها حركة التمرد.
أراد البشير تحويل مسار التمرد من ثورة ضد النظام السوداني إلى حرب قبلية طائفية في دارفور، انحرفت الأوضاع وتحول الصراع الحى صراع عربي زنجي.
سميت المليشيات العربية في دار فور
بالجنجويد حققت انتصارات بفعل الدعم المقدم لها من قبل نظام البشير، نفذت مليشياالجنجويد مجازرا ومذابحا بشعة واحرقت قرى ومزارع المتمردين ومع الأيام ازدادت قوة وزاد عدد افرادها حتى أصبحت في وضع الجيش الموازي.
تولى قيادة قوات الجنجويد
محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم تغفل عيون المخابرات الأمريكية والصهيونية عن تحركاته وطموحاته السلطوية فمدته بالدعم وهيأته ليكون معولا لهدم السودان.
لما اندلعت فوضى الربيع الأمريكي الصهيوني في بعض البلدان العربية عام 2011 احس الرئيس السوداني عمر البشير بالخطر على نظامه فقدم تنازلات لامريكا نسج معها علاقات عله ينجو بجلده من غضب الشارع السوداني ولاحت له فرصة ثمينة لينجو بنفسه ونظامه من خطر السقوط في عام 2015 عندما اعلنت السعودية العدوان على اليمن من داخل واشنطن فتقدم بالمشاركة في العدوان على اليمن وعرض إرسال الوية وكتائب عسكرية مسلحة حالى اليمن دعما للسعودية،أراد البشير من مشاركته في العدوان اكساب رضا امريكا والكيان الصهيوني ليكونوا له عونا في تثبيت نظامه وابعاده عن خطر السقوط.



لكن لما انقضت الأشهر والسنوات من العدوان على اليمن ولم تتحقق الأهداف وضل اليمن صامدا، تراجعت أمريكا والكيان الصهيوني ومعهم انظمة الخليج عن دعم نظام البشير، اعطوا الضوء الأخضر لعناصر مخابراتهم داخل الجيش السوداني ومليشيا الجنجويد للقيام بثورة ضد نظام البشير وقدمت لهما الدعم، من المؤكد ان هناك صفقة تمت بين أمريكا ومكوني الجيش السوداني والجنجويد مقابل الدعم الأمريكي تعهدا قائد الجيش عبد الوهاب البرهان وقائد الجنجويد محمد حمدان بإقامة علاقات سياسية (تطبيع) مع الكيان الصهيوني وفتح السودان لعناصر الموساد الصهيوني والمخابرات الامريكية وقطع علاقاته مع حركة حماس وغيرها من الشروط التي بدأ النظام السوداني الجديد بتنفيذها رغم الرفض الشعبي.
هناك متغيرات دولية واقليمية سرعت بتفجير الأوضاع العسكري بين طرفي الحكم في السودان، منها وصول أمريكا إلى قناعة بقرب خروجها من اليمن بفعل الانتصارات التي حققها اليمن وقرب الوصول إلى اتفاق سلام مع السعودية من اهم شروطه خروج القوات الاجنبية من اليمن برا وبحرا، من أهداف امريكا تفجير الحرب في السودان ايجاد موطىء قدم لها في المنطقة بدلا عن اليمن الذي ستغادره في القريب العاجل،ايضا من مصلحة أمريكا تفجير الأوضاع في السودان التواجد العسكري الأمريكي وابعاد خطر التواجد الروسي أو الصيني وتامين خط دفاعي لحماية الكيان الصهيوني ومن أهداف امريكا تقسيم السودان، وقد بدأت نواة هذا في الصراع الحالي، إذا لم يتم السيطرة علي الأوضاع من قبل السودانيين فانها ستتحول إلى حرب أهلية تدمر كل شيء وربما تستمر لسنوات وسوف يفقد السودان حريته واستقلاله ووحدته وتعم ارجاءه الفوضى وتحتل اراضية القوات الأجنبية انه ليحزننا مايحدث في السودان من حرب عبثية بين تجار الحروب الخاسر الأكبر فيها هو الشعب السوداني الذي ابتلي بمثل تلك الأنظمة التي يهمها مصالحها الشخصية ولايهمها مصلحة الشعب السوداني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى