ماذا يريد المواطن عبد الملك الحوثي
مجلة تحليلات العصر الدولية - عبد المنان السنبلي
ومازالوا يعزفون ويغنون على ذات المقطوعة والسيمفونية القديمة – إيران، عملاء إيران، عبيد طهران، المجوس والروافض وو .. !
مللنا سماع هذه الاسطوانة ولم يملوا !
تعبنا منها ولم يتعبوا !
مع أنه السيد – وأنا أعرفه جيداً – لو خُيِّر بين إيران وجنة إيران وبينهم أن يعودوا عن غيهم وينفضوا عن ظهورهم وجلودهم غبار العمالة والارتزاق لما اختار إلا هم ولآثر نارهم وحرهم وقيضهم على جنان الدنيا كلها وليس إيران فحسب !
السيد بكل صراحة لا يريدكم أن تظلوا مطايا لمشارع أجنبيةٍ مشبوهة، لا يريدكم أن تظلوا عبيداً لأنظمةٍ مستبدةٍ وعميلةٍ معادية، السيد يريدكم فقط أن تعودوا شركاء لا أجراء ولا عبيد !
لماذا تنفرون من أنصار الله أن دعوكم إلى مشروعٍ يمنيٍ مستقلٍ خالص، وأيَّاً كانت سلبياته في نظركم أو ما تأخذون عليه من عيوبٍ أو جوانب قصور، فكل شئٍ قابلٌ للنقاش والمراجعة والتقويم والتعديل في إطار البيت اليمني الواحد .. ولكلٍ في الأول والأخير وجهة نظرٍ غير ملزمةٍ ولا متعدية .
المهم أن يجتمع الجميع على مشروعٍ يمنيٍ خالص يحرر اليمن من قبضة الإملاءات الأجنبية وقيود التبعية المذلة والمجحفة .
ألم تتعاطوا من قبل مع مشاريع أجنبيةٍ مستوردة جيئ بها إلى اليمن وطبقت بحذافيرها بصورة تكرست معها كل معاني ومظاهر التبعية البغيضة كالناصرية والإشتراكية والرأسمالية والوهابية وو .. ؟!
فلماذا تتمنعون اليوم من التعاطي بإيجابية مع مشروع هذا المواطن اليمني عبد الملك الحوثي ؟!
لماذا حكمتم عليه مسبقاً أنه مشروعٌ (إيراني) في الوقت الذي لم تحكموا من قبل على مشاريع أجنبيةٍ مستوردة أنها مصرية أو سوفيتية أو كوبية أو أمريكية أو سعودية أو أو .. ؟!
لماذا لا تجربوا مشروع هذا القادم من الكهوف وتنظروا في ماهيته وتتفحصوا كل تفاصيله وأهدافه وو .. ثم بعد ذلك تحكمون ؟!
فإن كان هذا المشروع يمنياً خالصاً فسيكتب له ولنا جميعاً الديمومة والنجاح، وإن كان إيرانياً أو غير ذلك فسيسقط من تلقاء نفسه كما سقطت تلك التي من قبله وذهبت إلى غير رجعه !
لماذا ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟
أسئلةٌ كثيرة وكثيرةٌ أنتم معنيون اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى بالإجابة عنها، لكنكم ومع ذلك لا تستطيعون ذلك !
فهل تعلمون لماذا أنتم لا تستطيعون ذلك ؟!
لأنكم وبكل بساطة مازلتم تعانون من تداعيات وآثار التبعيات السابقة التي مازالت تسيطر على عقولكم وتفكيركم وتجرجركم أذيالها يمنةً ويسرة والتي لو تحررتم منها فعلاً لصالح التبعية فقط للوطن، لبدأتم – ربما – في العودة والتعاطي مع أي مشروعٍ وطنيٍ يطرح حتى لو كان منبته الكهوف .
فهلا أعدتم النظر من جديد ؟!