(( ما بعد الزلزال ليس كما قبله )) دراسة في التداعيات المحتملة لزلزالي تركيا والشام

العصر-استيقظ العالم صباح هذا اليوم على حدث مؤلم اصاب الشعبين المسلمين في تركيا وسوريا وهو الزلزال المدمر وما لحقه من هزات ارتدادية مستمرة حتى اللحظة
ونحن اذ نعزي الشعبين التركي والسوري بهذه الفاجعة ، ونتعاطف معهم ونتضامن مع كل تعابير الشعور بالمواساة ونتشارك معهم الامهم وندعم كل الجهود الطيبة من جميع الدول لمساندة هذه الشعوب في محنتها ، نعتقد ان زلزالي الشام وتركيا سيتركان اثرا سياسيا وعسكريا كبيرا على واقع المنطقة الملتهب ومن التداعيات المحتملة لهذا الحدث المهم :
١) سيكون هنالك ضعف واضح في ادارة تركيا للازمة وانحلال في امساك قبضتها على مناطقها الجنوبية خصوصا مع صعوبة تنقل الاليات والمدرعات والدبابات في مناطق الزلزال مما يجعلها فرصة لا تعوض لاكراد جنوب تركيا واكراد الحسكة والشريط السوري لاعلان التمرد والخروج عن سلطة الدولة التركية.
٢) سيؤدي هذا الضغط العسكري مع الدعم الامريكي والاسرائيلي للكورد الى اضطرار تركيا لتقديم تنازلات في مقابل ايقاف الهجوم الكوردي ومن تلك التنازلات صفقة لاطلاق سراح زعيم الكورد عبد الله اوجلان
٣) ستضعف قدرة تركيا على التواصل مع الفصائل التكفيرية التابعة لها في ادلب وما حولها مما يجعل هذه الفصائل من دون خطوط حمراء حيث مثلت تركيا حتى الان صمام امان يمنع الاشتباك ما بين الكورد المروانيين والفصائل التكفيرية المسودة وهذا بطبيعة الحال سيؤدي الى نشوب صراع كبير ومرير بين هذه الفصائل والكورد
٤) الاوضاع الاقتصادية الصعبة لتركيا ستؤدي الى فشلها في مساعدة المناطق المتضررة وبالتالي احتمالات كبيرة لخسارة اردوغان في انتخابات الرئاسة خلال اربعة اشهر غير ان اردوغان لن يسمح بذلك مما سيؤدي الى اضطراب سياسي كبير جدا داخل تركيا يحتمل ان يتحول الى انقلاب عسكري خصوصا ان اردوغان لم يعد مرغوبا من قبل الناتو وامريكا ولذلك يمكن ان تساعد امريكا على الانقلاب في تركيا ويتزامن الانقلاب مع اطلاق سراح عبد الله اوجلان ومجئ حكومة تسمح بانفصال الكورد السوريين والتحاق السويد بالناتو وغير ذلك من الطلبات الامريكية.
٥) من الجانب السوري الاكثر تضررا نعتقد ان سيطرة النظام السوري ستضعف كثيرا وستخرج مناطق شاسعة من سيطرته الى سيطرة الفصائل والدول المتصارعة على المناطق السورية .
٦) سنشهد خروج الشمال السوري من سيطرة النظام مرة اخرى مع اشتداد المعارك وتدهور الامور والفقر الشديد والجوع والذي سيؤدي الى قبول الشعب السوري بأي بديل عن بشار الاسد
٧) قد تبدأ حركة التكفير بالتمدد على حساب النظام وخصوصا مع قيادات الجيش مع توفر الامكانات المادية وشراء الذمم والولاءات داخل الجيش استعدادا لمرحلة الانقلاب العسكري
٨) نعتقد ان امريكا لن تفوت فرصة الزلزال لتوجه ضربة قوية للروس داخل سوريا ولذلك ركزوا على اول تصريح لهم مع حدوث الزلزال وهو تصريح غريب للغاية خال من لغة المواساة والتضامن .