محاولة لاستكشاف شخصية الرئيس بشار الأسد التي عجز الغرب عن فهمها
مجلة تحليلات العصر الدولية - هلال عون
•• يمكن للمتابع أن يلاحظ أن أعداءه واصدقاءه يتفقون على صفات محددة له .
أما محاولات شيطنته التي اعتمدت قاعدة “جوزيف غوبلز” ، بوق الإعلام النازي وذراع هتلر ، والتي تقول :
” إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس ” ، فقد باتت بائسةً ، وعبئا على مستخدميها من أصحاب الأقلام المأجورة الذين يتعيّشون على السحت الحرام ، لأن تلفيقاتهم أفقدتهم أدنى درجات المصداقية ، وقذفت بهم إلى مكبات القمامة كأحذية لم تعد صالحة للاستخدام ، رغم مليارات الدولارات التي صرفتها عليهم أجهزة الاستخبارات ومراكز الدراسات ، ورغم امبراطوريات الإعلام التي جُيّرت لخدمتهم .
•• يقول ديفيد ليش استاذ التاريخ في جامعة (ترنيتي) الامريكية ، وهو ضد سياسة الرئيس الاسد :
• كان سقف توقعات امريكا والغرب من الرئيس بشار الأسد مرتفعًا للغاية.
أبلغته في أول لقاء لي معه بعد توليه الرئاسة بأن أول خطأ له هو إعلان إعجابه بموسيقى مغني الروك البريطاني “فيل روكر” ، مما أثار استغراب الأسد !!.
برّرتُ له ذلك بأن هذا الإعلان عزّز الصورة التي بدأت ترتسم في الغرب عن طبيب العيون الذي تخصص في لندن لثمانية عشر شهرًا ، والذي سيوقع اتفاق سلام مع إسرائيل والولايات المتحدة .
ويتابع “ديفيد ليش” :
إلا أن ما لم يفهمه البعض هو أن الأسد ابن الصراع العربي – الإسرائيلي، وابن الحرب الباردة وابن الاضطراب في لبنان، وأهم من كل ذلك هو ابن حافظ الأسد، وهذا أهم من كل الافتراضات في الصورة السابقة التي لم تكن متّسقة مع الواقع ومع حقيقة (النظام السوري) ممّا أدى إلى خيبة أمل كبيرة في الغرب.
•• وتحاور مجلة «تايم» الأمريكية عددا ممن كانوا مقربين من الرئيس بشار الأسد ، ثم انشقوا أو انقلبوا.
وتتحدّث عما تسميه تناقضات في شخصيته ، فتصفه، على لسان (الأصدقاء الأعداء) بالآتي :
• بشار الأسد، له صفتان بارزتان ..
الأولى : الرجل المتواضع والمستمع الجيد.
والثانية : الرئيس الصلب الذي لا ينحني تحت الضغط.
• هو أشبه ما يكون بوالده الراحل “حافظ الأسد”.
• ” جاد عندما يكون هناك اجتماع، ومازح عند تناول الوجبات.. إنه يتقبل الانتقاد وهو رجل طيب”.
• “لا يعمل وفق الأزمات بل وفق الأهمية”
وأخيرا تنقل قول السفير الكندي السابق لدى سورية بريان دافيس : ” لا يتنازل عن أي شيء تحت الضغط” .
•• و من صفات الرئيس بشار الاسد – بحسب شخص عمل معه عن قرب :
• ملتزم بالقانون .. لا يخالفه ولا يسمح لغيره بمخالفة القوانين
• لا يحبّ المتزلّفين أو الذين لا يتمتّعون بالأدب والالتزام .
• لا يقبل مخالفةٍ القانون من أي شخص ، خاصة المقربين منه .
• يمنح العاملين معه جميع الصلاحيّات التي يكفلها القانون ، ويحاسب على النتائج .
• عندما كنت أضع يدي على ملفّ فساد كان يأمرني بالالتزام بالقانون بشكلٍ تامٍّ دون الاكتراث بقوّة أو صِلات المرتكبين .
• يمتلك رؤيةٍ واضحةٍ في السياسة والاقتصاد والإدارة .
• هاجسه الأكبر هو حياة المواطن الفقير والبسيط.
• في الحرب بات ذووا الشهداء والجرحى، والمتضرّون من الحرب أهم من أيّ شيء .
• حرٌّ ، يتمتّع بالحدّ الأقصى من الدبلوماسيّة والحنكة السياسيّة ، لكنّه لا ينصاع لأوامر الخارج مهما كانت قوّة الجهة الخارجية .
• صادقّ في تحالفاته ومعاهداته مع الجميع .
• فائض الإنسانيّة.
• لا يكترث بالمظاهر الإعلاميّة.
• يدافع عن بلده وشعبه مهما كان الثّمن أليماً، ومهما كانت ادّعاءات المنافقين …
• يحبه ويحترمه كلّ الذين يعرفونه ويتعاملون معه .