أحدث الأخبارلبنان

مرفا بيروت .. استهداف استراتيجي

مجلة تحليلات العصر الدولية

حسين شلوشي.
٥ اب ٢٠٢٠

الحدث فعل فاعل باي شكل كان. المكان المستهدف هو قلب لبنان وشريانه الاقتصادي الاكبر الاهم بكل المقاييس الاقتصادية وهو الرئة التي يتنفس منها لبنان ايضا سواء التوريد والتصدير او الباب السياحي الاوسع.
وبالقياس العسكري هو الهدف العسكري الاول الذي ينهي لبنان الدولة وتدميرها وشلها بالكامل لسنوات ( ٥- ١٠ سنة ) لتكون خارج الخدمة في حسابات القرار السياسي لمواجهة “اسرائيل” او حتى دعم الموقف الفلسطيني امنيا عسكريا سياسيا .
وبمراجعة الدول المستفيدة من ذلك عمليا لشراء لبنان 🇱🇧 ( خردة ). نجد اميركا واسرائيل في المقدمة ومن ثم دول التطبيع الداعمة لهما والمنساقة في المشروع العام المتعلق بانهاء الصراع الاسرائيلي العربي باي شكل وتصفية مهددات “دولة اسرائيل” وفق رؤية الرئيس ترامب ونتنياهو واستبدال الاثر والتاثير الايراني في المنطقة عبر انهاء وغلق واحدة من اهم ركائزه في المنطقة لتهديد “دولة اسرائيل” . عملية التفجير كعملية امنية عسكرية متساوقة مع استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية التي اعلنت عنها عام ٢٠٠٥ واسمتها ( تجفيف منابع الارهاب ) . ان الدول التي اشتركت بشكل وبآخر في تصفية رموز ( محور المقاومة ) سواء بالدعم او التنفيذ هي الدول المتورطة في هذا التفجير وفي مقدمها ( دولة الامارات العربية والمملكة العربية السعودية ). وهؤلاء لهم يد طولى في لبنان والمنطقة ومال سياسي كبير وقدرة تخريب هائلة استخدمتها سابقا في لبنان على مستوى ( قضية اغتيال الحريري ، اغتيال مغنية وشخصيات اخرى تكتيكية ورمزية ) واستخدمتها في سوريا لاخراج دمشق بالكامل من معادلة مواجهة اسرائيل وكذلك في العراق على مدى ١٧ عاما من التخريب المتعدد الاوجه ( تفجير ، قتل ، تخريب اقتصادي ، اجتماعي ، ثقافي .. الخ ) وهذا التخريب مستمر. وكذلك عمليات التخريب الكبير في ايران ايضا وتفاصيله معروفة ( استهداف علماء ورموز وبلبلة وتفجيرات وتخريب اقتصادي واجتماعي وثقافي .. ). هاتان الدولتان ( السعودية والامارات ) اسقطت كل عناوين القوة في الدول العربية سواء بافسادها ( مصر والاردن والسودان وامارات الخليج الاخرى ودول افريقيا .. الخ. ) وطوعتها لخدمة “الامن القومي الاسرائيلي” وكذلك تفريغ هذه الدول من المحتوى الاقتصادي ورهن قرارها السياسي بيد القيادات الشابة بدولة الامارات والسعودية ( محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ).
سوف لم تتمكن لجان تحقيقية محلية لبنانية من كشف كامل القضية والفاعل الاساس وربما سيجرّم موظف صغير هنا وهناك الا ان الاسباب والفواعل الاساسية ستكون في خانة التخمين والتحليل .
الحادث لا يمكن قبوله بالاهمال الوظيفي او سوء التخزين او مقاربات من هذا القبيل والارتكاز على فترة تخزين طويلة ومصادرة شحنة السفينة روسوس ( Rhosus )عام ٢٠١٣. لكل حدث رواية تستغرق في التفصيل الزمني وجمع الظاهر المعلوماتي المعروف وبعدها يتخذ القرار السياسي في استمرار وتعميق التحقيق او قطعه وايقافه لاسباب تتعلق بالقدرة على مواجهة الاطراف الدافعة الفاعلة او المصلحة العامة والخاصة.
ان بيروت المنكوبة اليوم غير مستعدة للافصاح الواقعي عما لديها من معطيات او الافصاح عن نية قرارات اتهامات لاي جهة كانت لانها منشغلة بجراحها الجديدة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى