مسيرة الأربعين من العشق إلى الوجوب
مجلة تحليلات العصر الدولية - السيد سليم المنتصر

أكثر زوار ابي عبدالله الحسين (عليه السلام) يسعون في كل عام لزيارته في الأربعينية عشقا وحبا له ولأهل بيته وأصحابه و للمبادئ والقيم التي ضحى من أجلها ، وقد يتحول هذا العشق إلى وجوب وخاصة في ظل الآيات والروايات التي تحث على أداء الزيارة و غيرها من المراسم الخاصة بأهل البيت (عليهم السلام) في كل مناسبة ، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) ، و عن عبدالملك الخثعمي عن ابي عبدالله (عليه السلام):
(لاتدع زيارة الحسين بن علي (عليه السلام) ومر أصحابك بذلك يمد الله في عمرك و يزيد في رزقك ويحييك الله سعيدا ولاتموت إلا شهيدا ويكتبك الله سعيدا)، ومثل هذه الروايات والآيات الكثير التي تحث جميعها على زيارة ابي عبدالله الحسين (عليه السلام) والبر بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، ولإن أمر أئمتنا صلوات الله وسلامه عليهم هو أمر الله (جل وعلا) فإننا نرى من ينطلق للزيارة في ظل الأخطار المحدقة من غير مبالاة بأي شيء ، وليس ذلك فقط في زماننا هذا بل في كل العصور المتعاقبة التي حكم فيها الطغاة من امثال ايام حكم المتوكل العباسي (لعنه الله) الذي كان من أشد الناس عداوة لأهل البيت (عليهم السلام) فقد كرب قبر الإمام (عليه السلام ) و عفى أثره و أمر بقتل كل من يذهب لزيارته او حملهم العقوبات الضخام ، ومع كل عمله الإجرامي الدموي هذا ، إلا أن التاريخ سجل فدائيون بذلوا اموالهم وأنفسهم تحت محراب الحسين غير مبالين بعقوبات المتوكل العباسي او غيره، وفي عصرنا هذا نجد من هم على شاكلة المتوكل العباسي من امثال حكام بعض دويلات الخليج الفارسي الذين دفعوا بداعش واخواتها من الجماعات التكفيرية لغزو العراق وسوريا ومهاجمة مقامات اهل البيت (عليهم السلام) فيهما، وعدوانهم على اليمن وحصارها و إحتلالهم البحرين وحصارهم للبنان واهلها وكل ذلك لمحاربة نهج الحسين الذي إختار المواجهة مع أعداء الله و الفوز بالشهادة بدلا من الخضوع والإستسلام والتفريط بالدين والأمة الإسلامية، فاليوم الثوار الحسينيون في سوريا والعراق قاموا بسحق الجماعات الإرهابية الوهابية واليمنيون قاموا بتأديب ممول هذه الجماعات وهو النظام السعودي الخبيث ومن ورائه الصهيوني والأمريكي ، ومع كل إنتصار يرتفع صوت الحسين وتضيق الدائرة على أعداء الله وأعداء الأمة وتنكشف مؤامراتهم ويظهر المنافقين على حقيقتهم فقد أصبح حب الحسين علامة فارقة بين المؤمن وغيره وكيف لا وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (حسين مني وانا من حسين ، احب الله من أحب حسينا) وغدا سيصير الهلال الشيعي بدرا مكتمل يعم نوره ارجاء الأرض و يصل هداه إلى كل القلوب الحية وذلك مع ظهور صاحب الأمر الطالب بثأر جده الحسين (عليهما السلام).