مشعل وتحرير فلسطين… الامة ام الشعب الفلسطيني
العصر-لا شك أن تحرير فلسطين حلم كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر في العالم منذ نحو 75 عاما.
لكن مرور نحو 75 عاما على النكبة وعلى احتلال فلسطين دون انجاز حلم التحرير والعودة، يثبت انه لا أحد من الفلسطينيين بدءا من منظمة التحرير وانتهاءً بأصغر فصيل فلسطيني، لا أحد منهم يمتلك خطة للتحرير.
وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى — وليلى لا تقرُّ لهم وِصالاً
خالد مشعل في مقابلته الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي دعا الفلسطينيين الى التوحد في خندق المقاومة، كما دعا الامة للمشاركة في شرف التحرير الذي سيتحقق لا محالة
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا على ماذا يراهن الفلسطينيون لتحرير فلسطين
هل يراهنون على أنفسهم كشعب، ام يراهنون على الامة لتحقيق حلم التحرير
إذا كانوا يراهنون على أنفسهم فمن يمنعهم كما يقول الباحث د. عصام عدوان من وضع خطة ذات سقف زمني محدد لا يزيد عن خمس سنوات، وتعبئة كافة الجهود والإمكانات لتحقيقها، دون انتظار حلول سياسية، أو تدخلات أو وساطات عربية أو دولية.
وما الذي يمنع الفلسطينيون من توظيف أوراق قوتهم، والتي تتمثل اعلاها في الشعب الفلسطيني ذاته، الذي يعج بالطاقات والقدرات والكفاءات والمقدرات والثروات المادية والبشرية.
وما الذي يمنع فصائل المقاومة، التي باتت تمتلك عشرات آلاف المقاتلين داخل الوطن وخارجه، من تعبئة هؤلاء المقالتين المدربين الأشداء، باتجاه تنفيذ تفاصيل خطة عسكرية متقنة، تستهدف اقتحام المناطق الرخوة من الحدود، والالتحام مع الاحتلال والمغتصبين من نقطة صفر، الأمر الذي سيعطل أسلحة العدو من دبابات وطائرات وغيرها.
وما الذي يمنع المقاومة من تعقب ورصد جميع قادة العدو ومفاصل قوته وسيطرته، لاستهدافها عند الاقتحام استهداف جراحي، يشل كل قدرات التحكم والسيطرة لدى العدو، كيف لا ولدينا ملايين الفلسطينيين ما زالوا مرابطين داخل الأرض المحتلة 48، فهم مقاتلين محتملين، وعيون وفدائيين إذا تطلب الأمر، لكن ينقص من يدفعهم ومن يحركهم ضمن مخطط جدي للقضاء على هذا الكيان مرة والى الابد.
يبلغ تعداد الشعب الفلسطيني في المنافي والشتات أكثر من ثمانية ملايين فلسطيني، متوزعين على قارات العالم الخمس، وتبلغ اعدادهم بالملايين على حدود فلسطين، وهم قوة ديموغرافية قادرين على قلب كل المعادلات والخطط الدولية.
ما الذي يمنع القوى والفصائل من وضع خطة جدية عاقلة لتحريكهم باتجاه إنجاز خطة التحرير، لكن لا أحد يفعل.
اما إذا كان الفلسطينيون يراهنون على الامة التي تطبع مع الاحتلال وتتعاون معه سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحتى عسكريا، فراهنهم خاسر.
فقادة الامة وطبقات عريضة منها في دول عربية وإسلامية معروفة، غارقة في الشهوات والملذات والمحرمات، ودول عربية أخرى شعوبها غارقة في دماء الفتن والصراعات، وهمّ شعوبها الحصول على بعض الأمان ولقمة العيش، فهل يرتجي من هكذا امة ان تحرر فلسطين!
ام ان الفلسطينيون يراهنون على الأنظمة العربية التي أكملت تضييع فلسطين في مسرحية حرب 48، وما صنعها الاستعمار الا لتكون حاضنة وحامية لكيان العدو.
بينما الله تبارك وتعالى اختار الشعب الفلسطيني ليكونوا مرابطين على ارض فلسطين، ومناضلين في وجه المغضوب عليهم، نقتل ونُقتل، نؤلم يهود ونوجعهم بكل فدائية وبطولة، فهل كان هذا الاختيار للفلسطينيين عبثا، ام ليأدوا مهمة التحرير المقدس الذي رسمت معالمه سورة الاسراء في القرآن الكريم.
ما حك ظفرك مثل جلدك هو المثل الذي على الفلسطينيين تطبيقه حرفيا في معركتهم مع الاحتلال، نعم نستعين بأحرار الامة وخلصائها، والمتخصصين منهم في مختلف المجالات التي تلزم اثناء وبعد التحرير، لكن الجهد الأول والامل الأكبر معول على الفلسطينيين أنفسهم، ولدينا القدرة على تحقيق ذلك.
لكن يبدو انه ليس لدينا الثقة الكافية بأنفسنا لنبدأ الخطوة الأولى، وكأن المواجهات والمعارك التي كان للعدو فيها تفوقا بحكم آلته العسكرية الغربية المدمرة، عملت على كي وعينا لجهة عدم التفكير في خوض معركة نحن من يبدأها، معركة ننقلب فيها من المقاومة والدفاع إلى الهجوم والمباغتة، هجوم من لا يرجوا نجاة ولا عودة، بل نصراً مؤزراً، معتمدا على رب السماء، بعد الأخذ بكل الأسباب الأرضية.