أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

معارك طاحنة على اسوار مأرب وقوات صنعاء تحيط بها من كل جانب 

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. فضل الصباحي /رأي اليوم

مدينة مأرب اليمنية: فيها عرش بلقيس وسد مأرب العظيم أسطورة العمارة في التاريخ القديم ومعجزة الهندسة الإنشائية في العالم، فيها معبد الشمس ذروة الحضارة اليمنية!

سكان مأرب من أكثر الناس تمسكًا بالقيم والأخلاق، يسهل التأثير عليهم بسبب عاطفتهم الدينة، اشتهروا بالكرم والشجاعة، ونبل أخلاقهم يقبلون بالحلول التي تحفظ كرامة الجميع، قبل مجيء حكومة هادي وحزب الإصلاح كانت ثروات مأرب من نفط وغاز  يصل إلى معظم أبناء الشعب اليمني ومحطة الكهرباء تضيء أغلب المحافظات اليمنية، حتى دخلوها فغيرو معالمها ونهبوا ثرواتها وجمعوا بداخلها عشرات الآلاف من المقاتلين تم تجميعهم من داخل اليمن وخارجها حتى تحولت المدينة إلى خزان كبير من البارود قد ينفجر في أي وقت.

اليوم تدور في مدينة مأرب معارك طاحنة خلال شهر مارس كل طرف يسعى لحسم المعركة لصالحة، حتى يستطيع الدخول في المفاوضات التي ترعاها أمريكا والأمم المتحدة، بموقف أكثر قوة، حكومة صنعاء التي تسيطر على معظم محافظات شمال اليمن لم يبقى أمامها سو مدينة مأرب التي أصبحت في مرمى مدفعيتهم، سيطرتهم على مأرب يجعلهم يفرضون شروطهم بواقع جديد، بعد أن أصبح  الشمال اليمني كاملًا تحت حكمهم وهذا يمنحهم وصف أخر في التفاوض معناه نحن دولة قائمة بذاتها قادرين على فرض معادلة جديدة في أي حوار سياسي ولسنا جماعة او مليشيا او حزب لسان حالهم يقول نحن الدولة ومن يريد التفاوض معنا عليه أن يعترف بذلك.

حكومة هادي تعرف تمامًا بأن دخول قوات صنعاء مدينة مأرب مسألة وقت، المعلومات تفيد بان لدى صنعاء طوفان من المقاتلين، والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتحالفات كبيرة مع معظم مشايخ مأرب، وتواصل مع قيادات عسكرية تعمل مع جبهة هادي، وفي أي منعطف سوف تنحاز مع قوات صنعاء، رغم ذلك لا تزال قيادات هادي وحزب الإصلاح مستمرين في خداع التحالف، وأنهم قادرين على هزيمة قوات صنعاء ودحرها خارج حدود المحافظة، مأرب بالنسبة لهم هي الورقة الوحيدة التي يملكونها حاليًا  في شمال اليمن لتعزيز موقفهم في أي حوار قادم، وهي البقرة الحلوب التي تدر عليهم المليارات لتمويل حروبهم واستمرار تسلطهم وهيمنتهم، وخسارة مأرب يعني كارثة كبيرة قد تلقي بحكومة هادي خارج المشهد السياسي.

الغريب في ما يحدث في اليمن تطور الأحداث بسرعة كبيرة خلال فترة قصيرة، وهذا يجعلنا نتسأل؟ لماذا لا تعلن أمريكا وقف كامل وشامل للحرب في اليمن، ويدخل الجميع في حوار سياسي، كما تدعي بأنها حريصة على سلامة الشعب اليمني، الحقيقة على ما يبدو بأن الوضع في اليمن لم يصل إلى المرحلة التي يريدونها، حيث تصبح اليمن دولة فاشلة ومنهكة وضعيفة، غير قادرة على الرد، ولدى شعبها القابلية للنفوذ والسيطرة، وتقبل الضغوطات والتدخلات الخارجية، وتضل فيها جبهات مفتوحة حتى يصل اليمنيون إلى مرحلة الموت البطيء كما هو في مخططاتهم التي أعدوها للدول المستهدفة.

الخلاصة: مأرب والجوف على طاولة الكبار  إذا لم يتوحد اليمنيون تحت ظل دولة قوية تحمي ثرواتهم وتعرف كيف تواجه اللعبة الإقليمية، والدولية، فسوف يصبح الجميع مجرد حراس يتم سحقهم أو استبدالهم في أي منعطف سياسي قادم.

السلام والمصالحة؛ هو الحل لحقن الدماء والمحافظة على الوطن والثروة مهما كانت الجراح عميقة بين الاخوه، الاستمرار في القتال خسارة كبيرة وغباء سياسي سيكون فيها الجميع وقود لحرب عبثية، يتم فيها التلاعب بحياة اليمنيين بحرفية عالية يصعب على الشيطان فك طلاسمها المرعبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى