معسكرات الحق لتجنيد الأجيال
إبتهال محمد أبوطالب
العصر-للحقـائـق عقـولِ تستقصي النتائـج، وللنتائج آثار تُظهر الوقائـع، وللوقائـع صـورٌ وشواهد، تتجلى تلك الصور والشواهد في اتجاهيـن: اتجاه الخير وراياته العزيـزة، واتجاه الشـر ووسـاوسه الذليـلة.
وفي هذين الاتجاهين نرى التناقض الواضـح، بين الحـق والبـاطل، بين الصـلاح والفسـاد، بين العـلم والجهـل، بيـن الرشـاد والضـلال، بين مراكز الهدايـة المستنيرة بنور الله، وبين ملاهي الفساد الملئيـة بطواغيت الشياطين.
السؤال الذي لابد أن يضعه كلُ ذي عقـل واعٍ هو: لماذا لاينزعـج الإعلام الرسمـي بمختلف دول التحـالف مِن الملاهي الماجنـة والفاسـدة؟! تلك التي تعد وحل للفساد، ومضجـع للانحلال الأخلاقي، نجد الإعلام الشيطاني يقول عنها :إنـها تطور وتقدم، ويضيف بالإشادة لمن أسسها، عَجبٌ منه ومن تفكيره المنحط، ورؤاه الواهنة، يقلب الموازين، ويروج للانحطاط الأخلاقي.
فموت النفس أفضل من التقدم الذي يدعيه تحالف العدوان، وأشرف من ترك دين الله، كماقال الشاعر:
إذا كان ترك الدين يعني التقدما
فيا نفسُ موتي قبل أن تتقدمي
وفي المقابل نراه ينزعج من مراكزنا الصيفية انزعـاج اتَّضـح في شتـى وسـائله الإعلاميـة!!
يـقول ذلك الإعلام عن المراكز الصيفيـة: إنها تجنيد ومعسـكرات، نرد عليه بالقول: إن قلتَ عن مراكزنا الصيفية بأنها تجنيد، فهي تجنيدٌ فعلًا لقول الحق، تجنيدٌ للأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، تجنيدٌ للوعي في كل الجوانب، تجنيدٌ للتنبه لكلِّ المؤامرات الإسرائيلية والأمريكية، الظاهرة والخفية، تجنيدٌ قرآني وفق أوامر الله ونواهيه.
وإن قلتَ عن المراكز الصيفية: بأنها معسكرات، فهي معسكرات فعلًا، يتعسكر فيها الجيل الناشيء على التأسيس للعلم والنافع و العِداء لإسرائيل وأمريكا، تعسكرٌ له خطة عسكرية مستقاة من كتاب له خطط فاقت كل الخطط العسكرية، ذلك الكتاب هو القرآن الكريم.
وبالفعل يتخرج من هذه المراكز جنود، حريٌ أن نسميهم جنود الله الذين يتّسمون بصفات ملائكية.
هؤلاء الجنود غايتهم: أن يكونوا القوم الذين يحبهم الله، قال تعالى:{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَن یَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِینِهِۦ فَسَوۡفَ یَأۡتِی ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ یُحِبُّهُمۡ وَیُحِبُّونَهُۥۤ}
سماتهم: نستكشفها من قوله تعالى: { أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ یُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَلَا یَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَاۤىِٕمࣲۚ}
وبعد تلك الغاية التي تحققت بفعل سعيهم في الهداية، وبعد تلك السمات الوضاءة قولًا وعملًا، نجد أن كل ما وصلوا إليه إنما هو فضل من الله الواسع العليم ، قال تعالى:
{ ذَ ٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌ عَلِیمٌ}
فما الذي يضرك -أيها التحالف- في كل ذلك؟!! بالتأكيد أنك تتألم بألم إسرائيل وأمريكا، وتشعر بشعورهما.
ألا تعلم بإنهما لا يعنيهما أمرك أبدًا، ولن يرضيا عنكَ إلا باتباع ملتهما، قال تعالى: { وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡیَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ}
إن إطراء إعلام التحالف بكل ماهو فساد من وملاهي وغيرها… وولولته التلفزيونية، وتضجراته الصحفية، وعدائه الإذاعي للمراكز الصيفية، إنما هو عداء للقرآن، وولاء لإسرائيل وأمريكا، وإعلان صريح بأنه ضد الحق وأهل، وعونٌ للباطل وأتباعه.
إعلاميات_ وكاتبات_ المسيرة