معطيات الاستشهاد واوجه التشابه بين واقعتي الطف والمطار
مجلة تحليلات العصر الدولية - غيث العبيدي

سأصدقكم القول حينما فكرت ان اكتب مقالي هذا
تلعثمت اناملي وخارت قواي بين
ماذا اقول.
كيف اكتب.
ومن اين ابدأ.
هل اقول ما قاله غيري
هل اتناول ما تطرق له الكثيرين من
الاساتذة الاجلاء
واهل البصيرة الافذاذ .
انه لأمر محير فعلا !!
لأول مرة لا استطيع ان اكتب جملة مفيدة واحدة
فحينما يتعلق الامر بكتابة مقال عن افذاذ بحجم
جمال العراق
وسليماني خراسان.
انه لأمر مهيب جدا.
وبعد ان استجمعت بعضا من قواي وفي محاولة لرفع معنوياتي وشجاعة لا تخلوا من الجبن اقدمت على كتابة مقالي هذا لعلي اوفق فيه او قد لا اوفق الامر متروك للقراء.
بسم الله نبدأ…
احيانا تحدث تحديات كثيرة في امر القيادة ليصبح القائد فيها
قوي وليس وقح.
طيب القلب وليس ضعيف.
يمسك بزمام الامور وليس متسلط.
ذو فكر نير وليس خامل.
فخور وليس متعجرف.
متواضع وليس خجول.
وعندما يمتلك القائد الحقيقي ثقة بالنفس يقف امام اكبر واعتى التحديات
وعندما يمتلك شجاعة تجعله يتخذ اصعب القرارات الصارمة.
وعندما يمتلك تعاطف يجعله يصغي لاحتياجات الاخرين .
هكذا كان سيدا شهداء محور المقاومة ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني رضوان الله عليهم. شرفهم
نزاهتهم
رحلتهم الجهادية
ورفقتهم الطيبة
هي من جعلتهم بهذه المكانة المرموقة فكلاهما ترابي.
مواصفاتهم هذه جعلتهم والشهادة كلاهما يبحث عن الاخر هم يبحثون عنها وهي تبحث عنهم الى ان نالاها على يد شياطين العصر امريكا واسرائيل فهنيئا لهم بها وهنيئا لها بهم.
واعلموا يا ساده ان هناك اوجه تشابه كثيره بين واقعتي الطف والمطار وانا هنا لا اقصد المساواة بين كلا الملحمتين بقدر ما هو استقصاء وسرد للمتشابه بينهم فلا يوم كيوم الحسين عليه السلام.
ونذكر الميسور منها :
- خرج الامام الحسين عليه السلام لحفظ الاسلام
كوجود ولم يخرج لمصلحة معينة او منفعة
شخصية حيث قال الامام الحسين عليه السلام لم
اخرج اشرا او بطرا بل خرجت لطلب
الاصلاح في امة جدي رسول الله.
كذلك قادة النصر ورفاقهما خرجا لنفس الهدف
وليس لحفظ خط التشيع فقط.
- العلاقة التي تربط الامام الحسين عليه السلام
بأخيه الامام العباس علية السلام علاقة قل
نظيرها وتجسد بمفهومها العام اصدق علاقة
اخووه عرفها التاريخ.
كذلك علاقة الشهيدين العظيمين ابو مهدي
المهندس وقاسم سليماني جسدان بروح
واحدة فكلاهما رتل سورة الاخلاص للأخر.
عاشا معا ورحلا معا.
- عندما استشهدا الامامين الحسين والعباس
عليهما السلام هشمت اجسادهم الشريفة
وقطعت اطرافهم ووطئت حوافر الخيول
صدورهم ومثلوا بجثثهم الطاهرة بوحشية
واجرام لم يشهد التاريخ لها مثيل.
وحصل مع اجساد شهداء قادة النصر الطاهرة
ما حصل مع اجساد ائمتنا عليهم السلام
اختلط اللحم بالدم وضاعت معالم الاجساد.
- كلا الواقعتين حصلت في العراق الطف في
كربلاء والمطار في بغداد.
- قاتل عسلان الفلوات وشذاذ الافاق الامام
الحسين عليه السلام بغضا بأبيه.
وقاتل احفادهم ومن يقف خلفهم قادة النصر
بغضا بمن بايعوه
- ابكت واقعة الطف العلماء و الاحرار
والاشراف في كل ارض وصل اليها نعش
الحسين عليه السلام.
وابكت واقعة المطار المراجع والعلماء
والاحرار والاشراف وكل من رأى وسمع بها.
- واخيرا اصبحت واقعة الطف ملحمة كربلائية
وشعيره حسينية بدروس وعبر لا تحصى
ولا تعد يحييها الملايين في كل بقاع المعمورة
مستلهمين منها ابهى صور الانسانية في
التاريخ.
وستصبح واقعة المطار شعيره حسينية وملحمة
تاريخية بدروس وعبر خيالية وبجهود شعبية
ستبهر العالم.
تغمد الله ارواح شهداء قادة النصر الرحمة والمغفرة والرضوان .
ونسأل الله لنا ولكم الثبات وحسن العاقبة.