“معنى الشرعية في ظل شرعية القوة”

صالح مقبل المياح … أكاديمي وناشط سياسي
العصر-لقد كشفت الكثير من الاحداث التي وقعت مؤخرا في بعض البلدان سوءة دول الاستكبار العالمي والمنظمة الدولية وشرعيتها المزيفة والمفروضة على العالم منذ زمن بعيد فقد مارسة الامم المتحدة ومن خلفها دول الاستكبار العالمي مختلف صور التظليل على شعوب العالم مستخدمة مختلف الشعارات المزيفة كالديموقراطية وحقوق الانسان ودعم الشعوب في تحقيق مصيرها وإن لاشرعية فوق شرعية الشعوب والقائمة على اساس حماية قوانين الامم المتحدة لها وشرعيتها المزيفة كمنظمة دولية يفترض بها إن تكون محايدة وتفرض قوانينها على كل دول العالم دون استثناء، وبالرغم من إنكشاف زيف ذلك التظليل للكثير من الشعوب من خلال ماتتبعه الامم المتحدة من ازدواجية المعايير في التعامل مع شعوب العالم ولصالح دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها امريكا واسرائيل
الا انه وللاسف لازال هناك الكثير من الناس في هذا العالم واقع تحت تأثير ذلك التظليل ،
ومن امثلة تلك الاحداث التي كشفت سوءتهم وزيف شعاراتهم
ماحصل بالأمس القريب في النيجر عندما اطاح الجيش النيجيري بعملاء الغرب وخرج الشعب مؤيدا له مجسدا بذلك معنى الشرعية الحقيقية بمعيار الشعوب.
وماهو حاصل في اليمن أيضا منذ تسعة اعوام مثالا آخر على زيف تلك الشعارات والقوانين الدولية
حين خرج الشعب اليمني في 21 سبتمبر 2014 في ثورة سلمية ضد الحكام الفاسدين الذي كانوا مفروضين على الشعب بإسم الديموقراطية حيث فاجئ مثل هذا الحدث العظيم دول الاستكبار العالمي وخططوا لعدوان ظالم على اليمن نفذه تحالف الشر بقيادةالمملكة السعودية في الظاهر بينما هو في الحقيقة بقيادة امريكا واسرائيل ، وبالرغم من الخروج المستمر للشعب اليمني في كل المناسبات وبالملايين والذي شاهده كل العالم على مدا تسعة اعوام معبرين عن تأييدهم للقيادة ومجسدين بذلك المعنى الحقيقي للشرعية المتمثل في شرعية الشعوب.
فاذا لم يكن مثل هذا الخروج الشعبي يعبر عن معنى الشرعية الحقيقية الذي يفترض من الامم المتحدة إن تؤيدها وتدعمها لانه لاشرعية فوق شرعية الشعوب.
إلأ إن شرعية القوة الامريكية المهيمنة على الامم المتحدة ظهرت من خلال تعاملها مع مجريات الاحداث في هذين البلدين وفقا لما يخدم المصالح الامريكية ويحقق اهدافها بعيدا عن القوانين الدولية وحيادية تطبيقها المفترضة .
وما سعي تلك الدول الاستعمارية وعلى رأسها امريكا لاعادة شرعية الرئيس النيجيري (محمد بازوم) إلأ لانه كان مفروض على الشعب النيجيري بشرعية القوة كعميل في خدمتهم لا في خدمة شعبه بل اجوع شعبه واتاح لهم فرصة نهب ثرواته.
وكذلك هو الحال في اليمن وبالرغم من مرور تسعة اعوام على العدوان الذي خلف اكبر كارثة إنسانية حسب توصيف الامم المتحدة ، إلأ إنها لم تعر شرعية الشعب أي اهتمام بصفتها الشرعية الحقيقية ولازالت تتعامل مع وهم شرعية الدنبوع.
لأن شرعيته بالنسبة لهم هي امتداد للشرعية بمفهومهم والتي فرضوها على مدى عقود على الشعب اليمني أي شرعية القوة التي يفرضوها على الشعوب ويدعموها لخدمة مصالحهم واهدافهم وتتيح لهم نهب ثروات الشعوب ولهذا لازالت امريكا متمسكة بوهم الشرعية اليمنية وبالرغم من فشلها وادواتها في إعادتها وعلى أساسها شن العدوان الا إنها ستظل متمسكة بها خدمة لمصالحها ومبرر لتدخلاتها في اليمن.
وقبل الختام هاهي امريكا بعد ان فشلت ادواتها رغم دعمها الخفي لها لاعادة مايسمى الشرعية اليمنية ، تظهر اليوم في العلن وتنشر جيشها وبوارجها بالقرب من المياه الاقليمية اليمنية وبالقرب من باب المندب في مؤشر واضح يشير الى عزمها على التدخل مباشرة في العدوان على اليمن.
وأخيرا وأمام كل ذلك فأن علينا إن ندرك حقيقة باتت واضحة للجميع اليوم بأن كل شرعية تقف ضدها امريكها في العالم هي الشرعية بمعناها الحقيقي و تمثل مصلحة الشعوب، وكل شرعية تقف معها وتدعمها امريكا هي شرعية القوة وتمثل مصلحة أمريكا.