ملاحظات أولية عن مؤتمر القمة العربي .

عبد الحميد الكناني
************
العصر-عقد اليوم في جدة بالمملكة العربية السعودية ، مؤتمر القمة العربي بدورته ال ٣٢ ، بمشاركة الدول العربية ممثلة ببعض الملوك والرؤساء ورؤساء الوزارات وأولياء العهد ومستويات أدنى . . وشهد عودة سوريا للقمة العربية بشخص الرئيس السوري بشار الأسد . .
ومن الملاحظات التي ثبتناها على المؤتمر هي : أن التلاوة القرآنية لافتتاح المؤتمر كانت ببضع ثوان ، وكانت الحركة فيها للوفود والعاملين متواصلة ، دون احترام للتلاوة !! ..
بدأ الصوت غير منضبط حتى أثناء كلمات الوفود . .
التصوير لم يظهر جلسات الوفود كل بمكانة بما ضيع على المشاهد تكوين صورته الخاصة عن المؤتمر. ..
حددت كلمات الرؤساء والممثلين بخمس دقائق ، بما لايسمح بالاسترسال بالكلام وطرح الآراء والمقترحات أو توضيح قضية أو موقف ، أو توجهات الدولة الجديدة. ..
أشرك الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالقمة ، بدون لياقة أو ضمن الاعراف البروتوكولية والدبلوماسية ، واحترام للقمة ، حيث فاجئت السعودية المؤتمر بإدخال الرئيس الأوكراني للمؤتمر ، دون تمهيد ، أو على الأقل استطلاع راي. .. وكأنها أرادت أن تقول الأمر يبقى بيد السعودية ، وليقبل من يقبل ، وليضرب كل معترض رأسه بالحائط !!! .
فضلا عن إرسالها رسالة تطمينية لامريكا ، بأنها جعلت الصورة متعادلة بين روسيا حين شاركت سوريا بالقمة .. وامريكا بدعوة الرئيس الأوكراني ،
.. في حالة غريبة لاتتفق مع القيم والأعراف الدبلوماسية ، ولاتحترم الدول العربية ، لأن المؤتمر عربي وليس دولي ( وهو تأكيد على عمالتها وعدم نظافتها من جانب الانتماء العربي ) ،، .. علاوة على غطرستها ..
والسؤال هنا بديهيا : ماذا يفعل زيلينسكي بقمة العرب ..؟؟ .
كانت كلمة الرئيس السوري افضل الكلمات ، لغة وبلاغة وبناء وافكارا وشجاعة في تشخيص الأمور ،، واتسمت بالذكاء والحنكة بانتقاء المفردات. .
في حين كانت كلمة الرئيس المصري دبلوماسية وحذرة في مفرداتها ، وكانت مدحية ، أكثر مما هي مسؤولة من أكبر دولة عربية . .
أما كلمة محمد شياع السوداني ، فقد كانت واثقة ، وعملية في طرحها أفكارا جديدة تستوجب التبني المخلص من قبل البلدان العربية لانطوائها على نتائج مستقبلية مثمرة ، لاسيما على الصعيد الاقتصادي . .
وكانت كلمة الملك الأردني مجاملة ومحتاطة ، وذات حيادية واضحة . .
في حين كانت كلمة ملك البحرين طفيلية ذيلية لا رائحة ولاطعم لها ..
وتمسكت كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، بالامل العربي ، مع انها بثت شيئا من الامل الفلسطيني بالتمسك بالأرض وعدم التنازل أو المساومة على الحقوق. .
وكانت لكمة الرئيس التونسي قيس بن سعيد مفعمة بالروح القومية ، وحريصة جدا على المشاعر الوطنية التونسية ، والأصالة العربية ،، وكانت أكثر حماسة بالتصريح بالمبادىء الوطنية والقومية . .
واتسمت كلمة الرئيس الموريتاني بالثقة ، والقدرة على تشخيص الامراض العربية ، وعدم التخوف من التداعيات ، لاسيما بما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، والعلاقات العربية ،، ويمكننا أن نعدها كلمة شجاعة . .
ومع الارتباك الذي صاحب كلمة الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر ،، بسبب عدم الاطلاع عليها من قبل الرئيس قبل وقت مناسب ،، غير أنها طرحت مسائلا غاية في الأهمية دون تحفظ او حسابات أخرى …
واستعرضت كلمة الرئيس الصومالي أوضاع الصومال والتحديات التي تواجهها الان ، مع تثبيت موقفها من قضايا عربية أساسية. ..
والكلمة الوحيدة التي أشارت للاتفاق السعودي الايراني كانت كلمة رئيس وزراء الكويت الشيخ مشعل الجابر . ..
وعكست كلمة نجيب ميقاتي رئيس وزراء لبنان ، الواقع اللبناني الحرج ،، ولم تخلو من مجاملة للسعودية. ..
وكانت كلمات ليبيا وعمان والسودان عبارة عن إسقاط فرض ، لضعف مستويات ممثليها ..
ومن أسوأ الكلمات ، كانت كلمة رئيس مايسمى بمجلس السيادة اليمني ، التي كانت بعيدة عن الموضوعية ، ومزدحمة بالافتراءات والاتهامات ، والانحياز التام للسعودية . .
وانا على يقين لوكان المؤتمر بغير السعودية لتركت مقاعدها العديد من الوفود. .. ويبدو أن السعودية قد رتبت بنفسها هذا المشهد لغايات سياسية وتطلعات أخرى ، تجسد فيها انها أداة شر على طول المدى ، لايعيدها لرشدها الا الضرب الموجع ..
وامتنعت مملكة المغرب ودولة الإمارات ودولة قطر وجزر القمر وارتيريا ،، عن إلقاء الكلمات لأسباب غير معروفة ..
يذكر أن أمير قطر خرج من الجلسة وغادر لبلاده دون معرفة الأسباب ..
واخفق محمد بن سلمان بقراءة اسم محمد شياع ، وقال شائع ..
ووقع بمازق بروتكولي حين طلب من المتحدثين الالتزام بالوقت ، وكأنه بندوة ، وليس بقمة مصيرية ، تستوجب طرح قضايا مهمة ..
فاضحا الدور السعودي في تحديد مجريات القمة ، واملائها رغباتها على الحضور ، وبالذات في البيان الختامي للمؤتمر. ..
ونقول : أن المؤتمر يبدو فاشلا سوى بنقطة عودة سوريا للجامعة العربية. .
وللحديث بقية. .