من على روثِ الخيانة ينعقون ؟!
أمةالملك قوارة
العصر-تتضح الحقائق وينّكشف الغطاء وتظهر النوايا وتُبان الخطط وتبرز الصورة واضحة ويظهر الحق جلياً لا لبس فيه ! ولا غبار عليه، ويظل المنافقون في غيابة جُبهم يعمهون ! لا يعوا حقيقة ولا يفقهوا حديثاً ولا يميزوا بين حقٍ وباطل، عميت بصائرهم وران على قلوبهم وأسماعهم، تترصدهم الأحدث لتكشف غُشهم ! فما يلبثون سواء برهة من الزمن حتى ينكشفوا ويتجردوا عن القيم والمبادئ وبالعامية عن ” القبيلة والحمية والشهامة والعار ” فيصطفون في صف الأعداء ويتجهوا بشراعهم نحو ناحية ما غُزرَ من الغنيمة ! وفي سبيل ذلك هانت عندهم حقوق المسلمين ودمائهم كما هانت لديهم كرامتهم، فلا يتحركون ولا يطأون موطنا لا في سبيل العدو وخدمة له ! ثم تراهم أول من يشكك ويلمح ويشق الصف ويبتغي الفتنة وهاهم أُولآي في زمن رسول الله وحتى يومنا ، لديهم باع طويل في الخيانة وبيع القضايا والمتاجرة بالأوطان وتقديس مصالحهم فماذا عسانا أن نقول سوى حسبهم الله أنى يؤفكون ! ضربت عليهم الشقاوة وباؤوا بغضبِ من الله ومن المؤمنين، تراهم ركعاً سجداً عند أقدام العدو يتبَركون بمالهِ وينعقوم لأجله، قَتلوا الحق في أنفسهم فنتشر فيهم دأء النفاق واستعصى الداء وصارت كل يوم تظهر أعراضه أكثر فأكثر في زمرتهم ! بأوجه مختلفة وأساليب متنوعة وأعذار متعددة فما أقذرهم وما أرخصهم وما أهونهم على الله وما الله بغافلٍ عما يعمل المنافقون ! ..
عرفنا كيف تمت المتاجرة بالأوطان وعرفنا أيضا أن القُبلة الأولى للمنافقين والقضية العظمى هي مصالحهم ، فمتى ماكان الوضع ميؤوس منه وليس هنالك مايمكن أن يفيدهم؛ اختمروا بخمار الوطنية وإذا ما رأوا هنالك ذئاب تحوم حول أوطانهم كانوا أول المبادرين البائعين له ! والصادحين من فوق منابر الخيانة بما يخدم العدو داعين إلى الفتنة وتفريق الصف وتشتيت وحدة المسلمين مشككين في أعراض الشرفاء بمايخدم العدو ويعود عليهم بحفنة من المال بما أغراهم به العدو مسبقاً، وهاهم اليوم رغم ما وهو واضح من الحقيقة والأحداث التي قد تكسب الأطفال وعياً فضلا عن البالغين إلا أننا نرى رؤوس النفاق تظهر من جديد فتارة في منابر الإعلام تنعق بالزور وتزور الحقائق وتارة تمشي بين الناس بالتشكيك والتلفيق على المؤمنين، وتارة تتحرك في الميدان بنفس اتجاه العدو وبما يخدم مصالحه، وهنا لا مبرر مطلقا أمام من يرى ما يقوم به الأعداء من سفك الدماء واستحلال الحرمات والسطو على الثروات وتجويع الناس وانتهاك السيادة ثم لا يتخذ موقف من هذا ويتجه في عكس الاتجاه معاتب لمن يقفون مدافعين عن وطنهم ويبذلون كل طاقاتهم في سبيل الحفاظ على العرض والكرامة والثروة والسيادة ويحملون قضية شعب بأكمله أو منتقداً للواقع المُعاش وهو يعلم من السبب في مرارة ذلك الواقع وفيما يحدث وإنها لا تُعمَ الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، وعلهم لا يعلمون أن ما يعيشه الشعب إنما ناتج أفعالهم وقبح نفوسهم الوضيعة وحصاد فسقهم ومتاجرتهم أنها الطائفة التي لا تنمو لحومهم إلا من دماء شعوبهم وأوطانهم عن زمرة النفاق ! ..
إن من لا يقفوا في صف وطنهم وشعبهم ويسيروا وراء الأكاذيب والأباطيل ويغضوا الطرف عن الحقائق العظمى الواضحة والعِبر الحاصلة في الجنوب وغيرها من الدول العربية والإسلامية ، وهم بذلك يجسدوا السم الزعاف الذي إنما يرهقون به أرواحهم أولاً ثم وطنهم، لكن الله حافظ ومؤيد المؤمنين وناصر عباده المتقين ومستخلفاً لهم في أرضه، والنصر حليفهم والعزة عاقبتهم ، إننا نخص بكلماتنا من ظهروا حديثا بنفاقهم وكان نفاقهم مستجداً لأنها كانت بمثابة صدمة لنا رغم ما هو موجود من الوعي وإما عن من باعوا أنفسهم منذ البداية فأولئك أحقر من أن نعيد الحديث عنهم ، وعل سنة الله تقتضي هيكلة المنافقين وفضحهم فمسيرة القرآن لن تقبل من اتخذوا آيات الله هزوا وخبثت نواياهم وفضلوا الدنيا وعاشوا لها وداسوا على مسؤوليتهم ولو مرت ألف آية من أمامهم، وظهر لهم ألف دليل فلن يأخذوا به ذلك بأنهم قوم لا يفقهون، ولم يعطوا أنفسهم حتى فرصة للتأمل أو التفكر أو حتى للعودة لقد نسوا الله فأنساهم أنفسهم ونسوا بذلك كل ما خُلقوا له وحتى الهدف من حياتهم، وهولاء هم طابور النفاق يبصرون ويسمعون ثم ينحرفون، وفي سبيل أكلهم وشُربِهم قد يبيعون كل شيء وحتى كرامتهم وفي سبيل رغباتهم سينّحرفون عن كل تعاليم الله جملة وتفصيلا ومن ثم يعطون لأنفسهم الصلاحية للحديث عن الأحداث والوقائع ويعطون أنفسهم الحق في الانتقاد وكل من ينتهج هذه التصرفات ويخدم العدو في هذا الوقت وفي ظل الأحداث الراهنة فليعلم أنه منافق ومن أشد المنافقين وكل الحديث هنا عنه وفيه وكان الوطن ولا زال يقذف بالجيف خارجهَ ولا يقبل بها فكم ياترى من الجيف سيقذفها اليمن ويعريها؟!..