ميزان القوى .. والمتغيرات الأيجابية
قاسم سلمان العبودي
العصر-بعد عقود طويلة من العلاقة الامريكية السعودية تبين للسعوديين خطأً ستراتيجيتهم بالأعتماد على الغرب ، حتى وأن امتلك القوة العسكرية أو الاقتصادية . وقد تيقن السعوديين أن مشاكل المنطقة لا تُحل ألا بحوار دول المنطقة . هذا ما جعل السعودية تغير ستراتيجيتها القائمة على كن العداء لطهران .
أنحسار القطبية الأحادية شجع الفواعل الآسيوية على أقتحام منطقة الشرق الاوسط بإستراتيجية جديدة بوابتها الكبرى هي الاتفاقات الاقتصادية . لذلك دخول الصين العملاق الاسيوي الى الخليج بعد أنشغال واشنطن بالملف الروسي و قيادتها لحلف النيتو بالضد من روسيا ، فكك بعض الملفات الشائكة ، وكان أبرزها ملف العلاقات الايرانية السعودية .
أن بناء ستراتيجية ايرانية بعيدة المدى أتت أوكلها على مستوى العالم باكمله . وقد علمت الرياض بقدرات طهران العسكرية رغم الحصار الخانق على الشعب الأيراني ، وبأن إيران بدأت بتغيير قواعد اللعبة الأقليمية وقد نجحت الى حد ما فيها ، أدركت السعودية ضرورة عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران في سبيل الخروج من الأزمات التي دفعتها واشنطن الى القيام بها مثل حرب اليمن والتدخلات في الساحتين الايرانية والعراقية فضلًا عن الساحة السورية .
أذن عودة العلاقات كانت طوق نجاة للرياض من اجل أيقاف نزيف الأموال التي كانت واشنطن ( تحلبها ) منٌ الضرع السعودي الذي لم يعد يتحمل . نرى بان عودة العلاقات بين إيران والسعودية سوف تعجل بغلق الملف اليمني والملف السوري ، وسوف تعزز الجبهة الداخلية لبدان محور المقاومة .
على مستوى شخصي لم أتفاجأ بعودة العلاقات مع إيران ، لإنها كانت ضرورة حتمية ، وقد بنى الساسة الايرانيين ستراتيجية الصبر والنفس الطويل على احتواء الاخر .
نرى أن بعد عودة العلاقات الى سابق عهدها بين البلدين الأيراني والسعودي ستقوض النشاط المحموم الذي تقوم به إسرائيل في منطقة الخليج من أجل أجبار دول المنطقة على التطبيع معها . فضلًا عن ذلك ، ستستقر العملية السياسية في العراق بسبب عدم تدخل السعودية في العراق رعاية لمصالحها وأمنها القومي .
الملف اللبناني هو الآخر سيكون حاضرًا امام عودة العلاقات الثنائية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة السعودية وسوف تغلق بعض بنوده وفقراته . الساحة الفلسطينية هي الأخرى سوف تشهد جواً أيجابياً بسبب أريحية الدعم التي سوف تتلقاه من أجل النهوض بأعباء المقاومة في الداخل الفلسطيني . أجمالاً نرى بان هناك نصر يتحقق من خلال سياسة الجمهورية الاسلامية المتوازنة في منطقة الخليج .