أحدث الأخبارلبنان

ميليشيا ليف: ميني طيونة في قصر العدل

ناصر قنديل

العصر-إذا كان واضـــحاً أن ما سُمّـــي بالثـــورات الملونة هو نتاج خطة تنفذها مجموعات حسنة التدريب، ترافقها أدوات إعلامية عملاقة تستثمر على أزمات مفتعلة ومبرمجة لإثارة الشارع، فإن الواضح أن ما يشهده لبنان ليس خارج هذا السياق، والرهان على التزاحم بين الأحداث والتدفق السريع للأخبار، للنجاح بخداع الناس بحيث لا تنتبه الى التناقضات الفاضحة في المشهد إلا بعد فوات الأوان. هكذا مثلاً جرى أمس حجب صورة العنصر الأمني الذي تم طرحه أرضاً ودوسه بالأقدام، وعندما تمّ تقديم الخبر في النشرات المسائية كانت الناس المطلوب تحريضها نهاراً قد تلقت صورة أخرى قوامها ما حملته تقارير على الهواء والبث المباشر تتحدّث عن اعتداء على النواب من مرافقي الوزير، تغيّرت روايته في المساء ليصير إشكالاً يحتاج الى تحقيق، بينما هو في الواقع استفزاز مبرمج بالصراخ والتدافع والشتيمة، وصولاً للهرج والمرج، لإعطاء اشارة البث للخبر العاجل، «مرافقو وزير العدل يعتدون على النواب».



🔸خلال الربيع العربي الذي شكلت ثورة مصر أبرز حلقاته كانت قناة الجزيرة تلعب الدور الذي تتقاسمه اليوم في لبنان عدة قنوات، ومما رافق التجمع في ميدان التحرير في اليوم الأول يروي أحد قادة النشطاء المدربين، أن قناة الجزيرة عندما وجدت عبر النقل المباشر أن الساعة تقترب من موعد التجمّع والعدد لا يزال قليلاً، أعلنت في خبر عاجل أن الثوار أجلوا الموعد لساعتين، وقامت خلال هاتين الساعتين بتطبيق مناورة إعلامية يتلقاها المتدربون على هذه الأنشطة، قوامها توزيع الكاميرات في الأحياء وبث أخبار متلاحقة عن تظاهرات بالعشرات تتجمّع على زوايا الأبنية وفي الشوارع الفرعية، فيظن كل فرد غاضب متردد أن ما يراه من تجمعات طبيعية، هي هذه التظاهرات فيلتحق بها. وهكذا تتشكل التظاهرة التي تحدثت عنها القناة وهي لم تكن قد حدثت بعد، وكشف الكثير من النشطاء الذين شاركوا في الأحداث لاحقاً عن التدريبات التي تلقوها في بلغاريا وألبانيا ورومانيا، وهي ليست تدريبات على الأداء الإعلامي فقط، بل تدريبات بدنية، وتدريبات على أنواع الشغب المطلوب وكيفية تصنيع الأحداث المثيرة وافتعالها، وتصنيع المظلومية واستدرار العطف وشيطنة أجهزة الأمن، ليصحّ الحديث عن ميليشيا بثوب مدني، تتضمّن وحدات خاصة، منها لأعمال أمنية، الخلع والكسر والتدافع والضرب، ومنها لأنشطة درامية، البكاء والإغماء والروايات الكاذبة، ومنها الاستفزاز الكلامي والشتم استدراجاً لرد الفعل، وجمعيات جورج سوروس تتقن هذه التدريبات وتؤكد كشوفها المالية أن جمعيات لبنانية مدنية كانت ضمن لوائح متدرّبيها لسنوات طويلة.

▪️ما شهدناه بالأمس خارج وداخل قصر العدل كان مناورة بالذخيرة الحية لميليشيا باربرا ليف، حيث احتشد دعاة السلطة القضائية المستقلة من النواب وانضم إليهم مرشحهم الرئاسي الذي يشكل شعار القضاء المستقل البند الرئاسيّ في برنامجه الانتخابي، لمنع انعقاد اجتماع مجلس القضاء الأعلى، أي أعلى سلطة قضائية، لأن هناك من همس في أذن النواب والأحزاب والجمعيات المنضوية في ميليشيا ليف، أن المجلس سيتولى احالة القاضي طارق بيطار المدعوم من الميليشيا الى التفتيش القضائي، ويطلب من وزير العدل اقتراح اسم بديل، خرج النواب ومرافقوهم وجاء كل حشد الميليشيا واستنفرت القنوات التلفزيونية بالبث المباشر وعلقت برامجها قبل أن يقع الحدث الذي يمكن القول إنه يستحق تعليق البرامج والانتقال الى البث المباشر، والمتلقي لا ينتبه بعد وقوع الحدث للتساؤل عن سبب البث المباشر قبل وقوعه، ولا ينتبه أن التقارير التي تنبض بالتحريض تستهدف استنفار الحشود، لأنه سرعان ما يجد نفسه بين الحشود، ولا يتساءل وهو يشاهد نشرات الأخبار المسائية عن سر التعديل في الرواية عما سمعه صباحاً، وعن ضمّ مشاهد لم تلتقطها كاميرات البث المباشر بل تمّ حفظها مسجلة للبث المسائي، وفق ما تلقاه المعنيون في التدريب تحت بند التحفظ القانوني ومنع الملاحقة، وتكون الناس والحقيقة هما الضحية.

🔸✨. في الحصيلة نجحت الجولة الأولى لانقلاب ميليشيا باربرا ليف، ومنع مجلس القضاء الأعلى من الاجتماع، لمنح الفرصة لمن بيده العقوبات او ادوات التخويف، وربما تنظيم الزيارات الليلية الى منازل القضاة بالحجارة وترهيبهم، كي يتغير التوازن داخل المجلس ويضمن تحقيق الحماية لمن أسند إليه دور البطولة في المسرحية، بمثل ما كانت أحداث الطيونة حماية من نوع مشابه!

عن الكاتب

رئيس المركز at وكالة أخبار الشرق الجديد | الموقع الالكتروني | + المقالات

المعلومات الشخصية
الميلاد: سنة 1958
مواطنة: لبنان

مؤهلاته العلمية
رئيس المركز وكالة أخبار الشرق الجديد

نشاطه السياسي
أحد مؤسسي المؤتمر الدائم للعلمانيين اللبنانيين الذي يرأسه المطران غريغوار حداد عام 1986.
تأثر بأفكار الأحزاب اليسارية والناصرية، وانضم لـ "رابطة الشغيلة" عام 1975 والقيادة المركزية حتى عام 1989.
ناضل في سبيل الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويكافح من أجل العدالة والمساواة والتضامن.
شارك عام 1978 أثناء الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في اعمال مقاومة لبنانية خلف خطوط الاحتلال.
شارك في القتال على محاور الجبهة الجنوبية من بيروت أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وخصوصاً في معارك مطار بيروت الدولي.
تولى مهام التنسيق السياسي في الاعداد لانتفاضة 6 شباط 1984 التي حررت العاصمة بيروت من القوات المتعددة الجنسيات وادت إلى إسقاط اتفاق 17 أيار
ربطته بالرئيسين العماد إميل لحود ونبيه بري علاقة سياسية متينة، كما أظهر تعاطفًا كبيرًا مع الحركات الراديكالية الفلسطينية.
نائب لبناني سابق مقرّب من حركة امل وحزب الله وسوريا، داعم للمقاومة.
وثق علاقاته مع حركة «أمل» وعمل مستشاراً لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ (الراحل) محمد مهدي شمس الدين.
انتخب نائبًا في البرلمان اللبناني في دورة العام 2000 على لائحة الرئيس رفيق الحريري وانضم إلى كتلته البرلمانية عن المقعد الشيعي في مدينة بيروت، قبل أن ينفصل عنه ويستقل في خطه السياسي ونهجه ورؤيته الوطنية والقومية.
في إطار نشاطه النيابي كان مقررًا للجنة الإعلام والاتصالات وعضوًا في لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين.
عضو كتلة قرار بيروت ومقرر لجنة الاعلام والاتصالات النيابية وعضو لجنة الشؤون الخارجية.
أحد مؤسسي منتدى الحوار الاهلي الحكومي عام 2001 الذي يعنى بإدارة الحوار بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني حول القضايا الساخنة.
حائز على مركز أحد الأوائل الاربعة لأفضل خطاب نيابي في مناقشات الموازنة حسب استطلاع رأي مركز الدراسات الدولية للمعلومات لعام 2003 والمنشور في جريدة النهار اللبنانية.

في حقل الإعلام
تولى أثناء انتفاضة شباط 1984 الاشراف على وزارة الاعلام والتلفزيون الرسمي.
أنشأ جريدة الدنيا «الحقيقة» (1985) واسس إذاعة المقاومة عام 1985 وإذاعة "صوت المقاومة الوطنية" عام 1987.
ساهم في تأسيس "تلفزيون المشرق" عام 1988.
شغل موقع رئيس تحرير صحيفة الديار عام 1990، ورئيس مركز كون للدراسات الاستراتيجية.
أشرف على أول بث فضائي لبناني جامع للمؤسسات التلفزيونية أثناء العدوان الإسرائيلي في نيسان 1996 ومجزرة قانا تحت اسم "اخبار لبنان".
اختير إلى عضوية «المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع» فور تأليفه في 7 أيار (مايو) 1999 مدعوماً من رئيس مجلس النواب نبيه بري،
انتخب نائبًا للرئيس سنة 1995، وترأسه في 11 حزيران (يونيو) 1999حتى عام 2000 موعد انتخابه نائباً عن العاصمة بيروت.
حائز على المركز الأول لأفضل اعلامي لعام 2000 في استطلاع رأي مركز ماء داتا عن دوره كرئيس لمجلس الاعلام وكمحاور اعلامي أثناء تحرير الجنوب.
حائز على المركز الأول لأفضل اعلامي لعام 2001 في استطلاع رأي الشبكة الوطنية للارسال عن ادائه كمحاور تلفزيوني.
أطلق في أكتوبر 2011 شبكة توب نيوز الإخبارية

من نشاطه
أسس مركز الدراسات الاستراتيجية "كون" عام 1991
عضو شرف في جمعية الاجتماع العالمية - كوريا.

مؤلفاته
"6 شباط الثورة التي لم تنته" في تأريخ احداث الانتفاضة عام 1984 التي حررت بيروت من القوات المتعددة الجنسيات.
"نحو فهم أدق لإشكالية الإسلام المسيحية الماركسية" حوارات مع السيد محمد حسين فضل الله والمطران غريغوار حداد عام 1985.
"هكذا تفجر البركان" عن احداث اليمن عام 1986.
"ماذا يجري في موسكو؟" عن مقدمات الانهيار في الاتحاد السوفياتي عام 1987.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى