أحدث الأخبارشؤون آسيوية

هل أصبحت مصيدة اوكرانيا لروسيا… مصيدة روسية للغرب.. ؟

العصر- بعد مضي عام كامل تقريبا على بداية الحرب الروسية الأوكرانية ، مئات من المليارات من الدولارات واليورهات صرفت على هذه الحرب من قبل الغرب لصالح اوكرانيا ، ولازالت الحرب مستمرة وبشكل أعنف ، فلم تسقط حكومة فلاطمير بوطين كما يخطط الغرب ولا الجيش الروسي انقلب عليه ، ولا اوكرانيا تصدت لهجوم روسيا ، لغاية الآن ثلث الأراضي الأوكرانية الغنية بالثورات تم الاستيلاء عليها من قبل روسيا ، ولازالت عيون روسيا صوب مدينة وميناء أوديسا وإقليم ترانسستريا في ملدوفا الذي أصبح شديد الولاء للروس من دافع قومي ، تعمل روسيا حاليا لتغيير الطبيعة السكانية للجمهوريات التي ضمتها مؤخراً وبدء سكان هذه الجمهوريات بتقديم الطلبات للحصول على الجنسية الروسية ، وقسم كبير من الأموال الأمريكية والأوروبية كانت محل للفساد الذي أطاح بوزير الدفاع الاوكراني الذي تمت إقالته مؤخراً ، وثقة الجيش الأوكراني بقياداته بدأت تتزعزع وصارت عامل احباط لهم ، وهذا ما حذر منه الكثير من المسؤولين الاوربيين حول فساد حكومة زينلسكي وان ملف الفساد في أوكرانيا ملف كبير جداً …

▪️كان الهدف الأمريكي والغربي من الحرب ضد روسيا هو تقويض الاقتصاد الروسي وانهياره وليس مجرد انكماشه ، وكان مقدر لروسيا أن تواجه مصير فنزويلا التي أغضبت أمريكا والغرب وعملت العقوبات على تدمير الاقتصاد الفنزويلي بالرغم من الاحتياطي النفطي الكبير الذي تملكه ، لكن الاقتصاد الروسي لم ينهار والروبل الروسي صمد وحافظ على قيمته ، لا أحد ينكر أن الاقتصاد الروسي تأثر بهذه العقوبات الإقتصادية والإجتماعية الغير مسبوقة وان هناك آثار مدمرة على الاقتصاد الروسي ، لكن الهدف الغربي لم يكن حرمان المواطن الروسي من اقتناء هواتف آيفون أوسامسونج أو سيارة مرسيدس وغيرها ، كان الهدف هو تدمير الاقتصاد الروسي وتجويع المواطن الروسي واغضابه لكي يخرج بمظاهرات كبيرة لإسقاط فلاطمير بوطين وهذا ماكان زينلسكي يقوله ويطلبه من الغرب طبعا بتوجيه مباشر له من امريكا ، أمريكا التي تلقن زينلسكي مايقوله والتي تعلمه برفض اي مفاوضات مع روسيا …



🔸لكن الذي حصل هو العكس تماما ، فملايين المواطنين الاوربيين نزلوا للشارع كان آخرها مئات الآلاف من المواطنين البريطانيين والفرنسيين والألمان للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية التي ارتفعت بشكل قياسي غير مسبوق خصوصاً وقود السيارات بسبب ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء وبدل من انقلاب المؤسسات النقابية والبرلمانية على فلاطمير بوطين وتسقطه ، انقلبت الامور على بايدن نفسه فقد صرخ أعضاء الكونغرس الأمريكي داخل مجلس النواب الأمريكي بوجه بايدن ويقولون له إنك كذاب كذاب بصوت عالي ويتم نشر ذلك في جميع وسائل الإعلام والسوشيال ميديا بما فيه الأمريكية ، وبعد أن كانت السياسة العالمية تخضع للقطب الأمريكي الأوحد المهيمن على جميع سياسات العالم ، أصبحت اجزاء كبيرة من العالم تتضامن وتلتف حول روسيا والصين ، لابل أصبح وجود الصين في افريقيا واقع حال واضطراد تطور العلاقات بين الدول العربية والصين اعمق واقوى وأكثر اتزان وقائمة على الندية وليس الخنوع والاجبار كما مع أمريكا ، حتى الاوربيين نفسهم ضاقوا ذرعا بأمريكا ، كما صرح ماكرون الرئيس الفرنسي حينما قال ليس علينا كفرنسيين بين الصين أو أمريكا ولكن علينا التكامل والتشارك والتبادل مع الجميع وفق المصالح المشتركة ،

▪️أمريكا تحاول وبكل صورة فرض إرادتها على المشهد السياسي والعسكري في المعارك الطاحنة في الجبهة الروسية الأوكرانية ، والسؤال هو هل أن دبابات ليوبارد الألمانية ستكون طوق نجاة لأوكرانيا ، أو أنها ستكون اخر ماتبقى من أوراق بيد الأوروبيين لتنقذ نفسها من الوحل الذي وقعت فيه القارة العجوز مستقبلاً ، كل الدلائل العسكرية تشير أن الدبابات الالمانية لن تحدث أي تغيير بمجريات الحرب هناك ، فقد صرح الجنرال الأمريكي وضابط الاستخبارات الأمريكية المتقاعد سكوت ريتير حينما قال إن أمريكا تعلم ان الحرب انتهت لصالح روسيا وان ما تقدمه أمريكا وأوروبا لأوكرانيا الان هو لعمل أوراق ضغط للتفاوض مستقبلا مع روسيا على الأراضي الجديدة التي ستكسبها روسيا والتي لن تفرط بها إطلاقاً ولو فرضنا أنها سترجعها لأوكرانيا فإنها قامت بتجنيس اعداد كبيرة من اهلها بالجنسية الروسية وهذا سيخلق تناحر أوكراني اوكراني داخلي لن ينتهي أبداً وهذا سيقسم المجتمع الأوكراني أكثر واكثر ، وما أكد راي سكوت ريتر باحث الماني اسمه الكسندر الرهر عندما قال إن اوكرانيا عرفت نفسها انها مهزومة وعلى زينلسكي الاستعداد لإعلان هزيمته ،

🔸العالم يتغير فالتواجد الاوربي في افريقيا أصبح غير مرحب به فقد استدعت بوركينافاسو السفير الفرنسي لتبلغه بضرورة سحب الجنود الفرنسيين فورا بعد عصور من السرقة والنهب لثروات افريقيا ، والحقيقة والمنطق والارقام تقول أن هذه الحرب لابد أن تنتهي وان تتوقف في اسرع وقت ممكن ..

▪️ودليل على ضرورة ايقاف هذه الحرب هو أن المواطن الاوربي ضاق ذرعا بهذا الصراع وانتخب عدة حكومات يمينية اشتراكية في ايطاليا والسويد والنرويج ، وربما ستلحقهم فرنسا بالمستقبل فإن الحراك في الشارع الفرنسي والذي يتجاوز أكثر من مليون مواطن يقوده اليمين الفرنسي . تتصور أن أمريكا والدول الغربية التي أرادت تحطيم حكومة روسيا التي يهيمن عليها الاشتراكيين ، أصبحت حكومات الدول الأوروبية كلها مهددة بالتحول إلى دول اشتراكية !!

🔸وهذا ما يؤكد أن روسيا انتصرت ايدلوجياً وعسكريا وليس العكس .. نعم روسيا الدولة الغير ديموقراطية انتصرت ايدلوجياً لكنها على الأقل بقت متماسكة بظل حرب قاسية وعقوبات اقتصادية كبيرة صعبة ..



▪️والذين فرضوا هذه العقوبات أثرت عليهم عكسيا مما سبب بخروج الملايين للمطالبة بتوفير العيش الكريم وإنقاذهم من هذا الوضع الاقتصادي الصعب وتوفير الغذاء بسعر معقول يكون في متناول الجميع

🔸✨. اخيرا معاناة هذه الحرب امتدت لجميع دول العالم واصابتهم بالافلاس وانهيار العملة كما حدث في لبنان ومصر وسيرلانكا وغيرها وزادت من معاناة سكان العالم بأسره ، المواطن الأوكراني حاليا يفكر بأن بعيش بأمان ولايهمه حلم الانضمام للاتحاد الأوروبي لأن استمرار الحرب لسنوات أخرى سيحرمهم من وجود دولة يعيشون بها ، لأن اوكرانيا ستنتهي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى