أحدث الأخبارشؤون آسيوية

هل أصبح الأردن السند للجميع عبئا على الإقليم؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

بات واضحا أن الأردن –الذي كان سندا للجميع الذين أسسوا كياناتهم في الصحراء بعد إنسحاب بريطانيا في سبعينات القرن المنصرم،ووقف معم بالباع والذراع كما يقول المثل الشائع،وكذلك مستدمرة الخزر في فلسطين التي هيأ لتأسيسها أبناء التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب،بعد إكتشاف النفط هناك،ووقف معها لسبعين عاما خلت يحمي حدودها الشرقية بسبب سياساته العقلانية ،وتقديرا منه لظروف العرب وواقعهم الذي لا يسر أحدا- أصبح هدفا لأولئك الطامعين والجشعين من الجهة الغربية،وأولئك السفهاء الذين نذروا ثرواتهم لمساعدة مستدمرة الخزر من أجل إستقبال “المخلص”،والذي يقتضي هدم الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه ،ليكون مقر إقامة المخلّص ،ومنطلقه لشن حرب هرمجيدون.
لقد وصلت الدياثة بهؤلاء السفهاء أنهم إتفقوا مع “كيس النجاسة” حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو،على التخلص من جلالة الملك عبد الله الثاني الرافض للتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،ولذلك وجه “مبز”رسالة صريحة لجلالته:”إما التنازل عن القدس أو النموذج السوري”،وجاء رفض جلالته المتكرر للإذعان لهم سببا لما يقومون به من زعزعة لأمن وإستقرار الأردن،ناسين أو متناسين أن هذه الأرض محروسة من قبل جنود الله ،كونها أرض الحشد ،وليست مدن ملح تنهار عند نزول أول نقطة ماء من السماء.
مؤسف ما وصل إليه العربان المستعربون ،من تحالف مع أعداء الأمة والتآمر على من وقف معهم في السراء والضراء وقبل تدفق النفط عندهم وظهور النعم عليهم،وآخر الوقفات المشهودة معهم من قبل قوات الدرك الأردنية هي حماية مؤخراتهم إبان الربيع العربي ،وتمكينهم من النوم هانئين في قصورهم وإن كان نومهم مرتبكا ،ولا ننسى طبعا أن الأردن هو الذي أسس جيوشهم وقوات أمنهم وهيكلهمالإداري وكان لهم الغطاء والساتر،ولكن …..قاتل الله الدياثة أين تودي بصاحبها.
ما يهمنا نحن في الأردن أن نفهم المعادلة بوجهها الصحيح،وألا نغمض أعيننا عن الحقيقة ،ونرى نصف المشهد فقط،ونتكيء على مظلومية هذا أو ذاك،لأننا معنيون فقط بسلامة ووحدة تراب الأردن ،ومتمسكون بالوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،وأن نعي جيدا أن موقف الصهاينة من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،إنما هو بسبب تمسكه بالوصاية الهاشمية ،وإنتزاعه منطقتي الباقورة والغمر من براثن الإحتلال ،وإعادتهما إلى حضن الوطن،وعلينا ألا نقبل بأن يكون الموساد الإسرائيلي والمراهقة السياسية الثرية ،هم من يرسمون لنا خارطة الطريق في الأردن من حيث طبيعة الحكم أو من يحكمنا،لأننا لسنا أهل فكر إنقلابي،يمتازون به هم أنفسهم ،إذ قتل الإبن أباه ،وإنقلب الأخ على أخيه،فهذا ديدنهم.
العقل سيد الأحكام،ويجب علينا كأردنيين أن نتنبه مليا لطبيعة المؤامرة وتوقيتها وأهدافها وأساليبها ،وألا ننجرّ وراء سراب الوهم ،أو تأخذنا العاطفة وتغلب علينا المظلومية الكذابة،إذ لا غبار بدون رياح ولا دخان بدون نار،ولذلك علينا توجيه سؤال واحد هو:من المستفيد من زعزعة أمن وإستقرار الأردن ،ولماذا؟وفي حال الإجابة العقلانية والتأكد من أن المستفيد الاول من ذلك هو مستدمرة الخزر،ومن بعدها السفهاء في ممالك الملح،فإنه يتوجب علينا الإلتفاف حول العلم ومؤازرة القائد،وتأجيل المناكفات،حتى تنكشف الغمة ،وعندها يخرج من بيننا الحكماء لإجراء الحوارات المطلوبة لتعديل المسار وصولا إلى الحكم الرشيد،وإلا تحولنا إلى أشلاء لاجئين ،لأن الجهات الأربع مقفلة أمامنا بسبب تداعيات الربيع العربي وما قبله.

عن الكاتب

كاتب at فلسطين / الأردن | + المقالات

* مواليد : عزون – فلسطين 01/09/1952 .
* المهنة : كاتب وباحث وصحافي .
* الشهادة الجامعية :
- بكالوريس انجليزي / الجامعة المستنصرية ( بغداد ) سنة 1977 .
* الخبرات العلمية :
- محرر / مدير تحرير ( الكويت ) سنة 1983 الى سنة 1990 .
- مراسل ( جريدة الشرق الأوسط – مجلة المجلة – مجلة الرجل – مجلة سيدتي ) مكتب عمان 1996 – 2004 .
- صحافي / محرر ( جريدة العرب اليوم ) 1997 – 2012 .
- الشؤون الدولية والدبلوماسية
- رئيس تحرير جريدة الحياة الاردنية ( اسبوعية ) 2006 .
- كاتب مقال سياسي و محاور جيد ( مقابلات ) سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية ( محلي ، اقليمي ، دولي) ،باحث .
-عضو نقابة الصحفيين الأردنيين
-عضو الإتحاد الدولي للصحفيين
-عضو رابطة الكتاب الأردنيين/مقرر اللجنة الوطنية والقومية
- عضو لجنة مقاومة التطبيع النقابية ممثلا لرابطة الكتاب2019
-عضو الأمانة العامة للتيار القومي في رابطة الكتاب
-عضو مؤسس في التيار المهني في نقابة الصحفيين الأردنيين
- مراسل جريدة "الراية "القطرية منذ العام 2007 حتى كورونا
-مراسل/باحث في مجلة البدوماسية/صوت الدبلوماسية اللبنانية منذ العام 2014
رئيس تحرير موقع جلنار الأخباري 2017-حتى اليوم
* المهارات : * معرفة برامج الكمبيوتر :
- مترجم ( انجليزي – عربي ) . - شهادة ( ICDL ) .
- باحث و قاص و روائي . - استخدام برنامج الميكروسوفت وورد .

* الكتب التي تم اصدارها :
1- رواية " العقرب " سنة 1989 .
2- رواية " الشيخ الملثم " سنة 1992 .
3- رواية " رياح السموم " سنة 1992 .
4- رواية " الزواج المر " سنة 2002 .
5- رواية " البحث عن زوج رجل " سنة 2003 .
6 - رواية " حجر الصوان " سنة 2004 .
7- مجموعة قصصية " الارض لنا " سنة 2005 .
8 - مبحث سياسي " انفاق الهيكل " سنة 2011 .
9- مجموعة قصصية قصيرة جدا " زفرات متالمة " سنة 2006 .
10- مبحث سياسي " العداء اليهودي للمسيح و المسيحيين " سنة 2012 .
11-حياتي – سيرة ذاتية 2013-ظاهر عمرو
12- كيلا – رواية 2014
13- الشرق الأوسط الجديد مبحث سياسي- 2014
14-الإنتفاضة الثورة.الطريق إلى الدولة غير سالك ---مبحث سياسي2015
15-داعش ..النشأة والتوظيف- مبحث سياسي 2016
16-قنبلة الهزيمة –مبحث سياسي 2016
17-خراسان –مبحث سياسي 2016
18-المأساة السورية إلى أين ؟- مبحث سياسي 2016
19-داعش تنظيم أجهزة الدول—2017
20-أوراق سرية---2017
* للتواصل :
- البريد الالكتروني : [email protected]
- الهاتف المتنقل : 00962795700380

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى