رأى المراقبون لـ”تدافع مشايخ النفط” للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، في الترحيب الحار للبحرين لاتفاق التطبيع الاماراتي الاسرائيلي، وسماحها بعبور الرحلات الجوية بين الإمارات وكيان الاحتلال لأجوائها، ورفضها طلبا فلسطينيا لاجتماع طارىء للجامعة العربية لإعلان رفض التطبيع الإماراتي، مؤشرات تؤكد على ان البحرين ستكون “المُطبّعة الثانية” بعد الامارات مع الكيان الاسرائيلي.
هذه القرائن ايدتها تصريحات كبار المسؤولين في كيان الاحتلال الاسرائيلي من ان البحرين ستعلن تطبيع العلاقات الرسمية مع “اسرائيل” قريباً جداً، ووفقا لهؤلاء المسؤولين، فأن اعلان التطبيع سيكون مباشرة بعد توقيع اتفاق “السلام بين إسرائيل والإمارات” في العاصمة الأمريكية واشنطن، الأمر الذي يتوقع أن يحدث في البيت الأبيض يوم 13 ايلول /سبتمبر الجاري.
وفي غضون ذلك نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن تقرير وزاري استخباري تلقت نسخة منه، ذكر أن الاتفاق مع الإمارات يفسح مجالاً لتطوير الروابط مع دول خليجية أخرى، وهي -بحسب الاحتمالية- سلطنة عُمان والبحرين والسعودية.
رغم ان السعودية حاولت الا تظهر بمظهر من لا يلهث وراء التطبيع كالامارات والبحرين، رغم وقوفها المعلن وتاييدها المطلق للتطبيع الاماراتي، ولـ”صفقة القرن”، الا ان المراقبين يعتقدون ان تكون السعودية الاخيرة بين “مشيخات النفط” بسبب ما قيل ان هناك اختلاف بين ابناء واحفاد ال سعود او الاسراع بالتطبيع قبل الانتخابات او الانتظار قليلا ، الا ان الباحث المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط في كينغز كولدج البريطانية أندرياس كريغ ، يرى ان البحرين ستكون “مركزاً للتواصل السعودي-الإسرائيلي”.
من المؤسف ان يترك العرب القضية الفلسطينية وحتى مصيرهم ، بيد “مشايخ النفط” دون ان يحركوا ساكنا، متخفين وراء ذرائع واهية،طه منها “الازمات الاقتصادية” و “الخوف من انتقام ترامب” ، وهم يعلمون جيدا ان “مشايخ النفط” لم ولن يكونوا يوما في صراع مع “الكيان الاسرائيلي المحتل” بل كانوا احد الاسباب الرئيسية في ديمومة حياته المشؤومة، فهم كانوا ومازالوا يقومون بدورهم الوظيفي في خدمة المصالح الامريكية و “الاسرائيلية” ، واليوم يجند جميع هؤلاء “المشايخ” كل امكانياتهم للعمل على انقاذ سيديهما الغارقين في الفشل والفساد السياسي والمالي والاخلاقي، ترامب ونتنياهو، في محاولة للابقاء عليهما في سدة الحكم، حتى لو باعوا من اجل ذلك فلسطين بثمن بخس.
لقد فات “مشايخ النفط” ان “اسرائيل” لم ولن تطلق رصاصة واحدة من اجلهم، فهي بحد ذاتها بحاجة الى من يحميها، فكل هذا الكيان الغاصب والمتجبر، يقف على رجل ونصف، خوفا من رد ابطال حزب الله على جريمة استشهاد احد مجاهديهم، ولم تنفعه لا قوته ولا دعم امريكا والغرب له،طه كما فات “مشايخ النفط” انهم جعلوا مدنهم الزجاجية، اقل امنا من ذي قبل، فأنظمتهم القبلية المتخلفة، ستكون فريسة سهلة لـ”الافعى الاسرائيلية” التي ستنهش فيها كما ستنخر مجتمعاتهم، كما فات “مشايخ النفط” ان امريكا التي “انتحروا” من اجل تحسين سجل رئيسها ، الفارغ من اي انجاز، سوف تبيعهم في اول امتحان، كما باعت زين العابدين بن علي و حسني مبارك وعلي عبدالله صالح و عمر البشير و..، خاصة ان امتحانهم سيكون عسيرا، فلن تترك الشعوب العربية مصير القضية الفلسطينية بيد “إبقار” ترامب