أحدث الأخبارسوريا

هل يجرؤ العرب على كسر حصار سوريا؟

ابراهيم الأمين

العصر-عند وقوع أزمات كبرى، يظهر الحجم الفعلي لبلد كلبنان. حتى لقاء باريس الخماسي، أول من أمس، الذي كان مخصصاً لمناقشة الملف اللبناني، تحوّل في جانب منه إلى البحث في التطورات العاجلة في المنطقة جرّاء الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا فجر الاثنين، بعدما أظهرت عمليات الإنقاذ هول الكارثة. تركيا، الدولة التي يتعامل معها العالم كقوة إقليمية كبرى، تحتاج أمام هذه المأساة إلى المساعدات التي تتدفق عليها، فيما يعي العالم جيداً أن سوريا المنهكة والمحاصرة أكثر احتياجاً إلى دعم شامل ومستدام.

في لبنان، لم يكن متوقعاً من مسؤولين لا يهتمون لأحوال شعبهم أن يبادروا إلى خطوات نوعية تجاه الشعب السوري. فهؤلاء، كالعادة، يعملون تحت الضغط الخارجي، الأميركي تحديداً. وليس متوقعاً ممن لم يخض معركة الحصول على استثناء من العقوبات الأميركية لاستجرار الغاز المصري أو يجرؤ على قبول هبة إيرانية غير مشروطة، أن يبادر إلى خطوات واضحة لمساندة بلد شقيق، قدم الكثير لنا إنسانياً وسياسياً.

الجاحدون والفاشيون فقط هم من يسيّسون أي خطوة إزاء كارثة إنسانية كالتي أصابت الشعب السوري. هؤلاء، ممن يعيشون بيننا أو ينتشرون في العالم، لا يمكن إلا احتقار من يتحدث منهم عن نظام وشعب وعن موالاة ومعارضة، عندما يقارب مسألة الدعم الذي تحتاجه سوريا في هذه المحنة.



احتاجت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي إلى صوت مرتفع حتى تقوّي «ركابها» وتقرر إرسال وفود أو مساعدات، علماً أن لهذا الأمر رمزيته. فيما القرار الذي يمكن أن يتخذه لبنان، ويشكّل فارقاً بالفعل، هو فتح المعابر اللبنانية أمام كل أشكال الدعم المتوجهة صوب سوريا، ورفض الإذعان لكل أنواع الضغط والترهيب والعقوبات التي يرفعها الغرب الأميركي – الأوروبي. مثل هذه الخطوة من شأنها المساعدة على تسهيل تقديم مساعدات كبيرة لسوريا، من قبل أشخاص أو جهات أو مؤسسات لا تريد الخضوع للعقوبات الأميركية، ومستعدة لتقديم الدعم عبر لبنان.
عربياً، يبدو أن تطوراً ما حصل، تمظهر في الحركة السياسية التي بدأها رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، بإبلاغه الجانب الأميركي قراره إرسال مساعدات مباشرة عبر مطار دمشق، قبل أن يتبعه قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إطلاق حملة تبرعات يذهب قسم منها إلى سوريا، إضافة إلى برنامج دعم من…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى