هو مشروع أمريكي
رانيا زيد الشدادي
العصر-كان ولابد من اليد الأمريكية العابثة أن تترك بصمتها في كل ما تمر به دول المنطقة ،ولكن تعددت الأعمال التي تقوم بها أمريكا مابين الأعمال المباشرة أو التوجيه من وراء الستار، وفي التحالف الإجرامي في العدوان على اليمن ظهرت أيادي أمريكا الخفية لتتوزع أدوراها بين التدخل المباشر بتواجد الجنود الأمريكيين على الأرض اليمنية أو الدعم اللوجستي والإستخباراتي لقوى العدوان، وفي المقلب الآخر ضلوعها في إستمرارية العدوان على اليمن وتفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن.
في ذكرى اغتيال الشهيد الرئيس/صالح الصماد والذي كان قرار اغتياله أمريكي بالدرجة الأولى، وتنفيذ عملية الاغتيال كذلك كانت أمريكية، علماً بأن الجانب الإستخباراتي ورصد الأهداف تولته الولايات المتحدة الأمريكية وهذا على مرأى ومسمع الجميع ،وهذا جانب من جوانب المشروع الأمريكي الذي تسعى لإرساء قواعده من جديد على اليمن، وكان الرئيس الصماد حجر العثرة والعائق للمشروع الأمريكي الإستعماري المصبوغ بالوجه السعودي ؛ لطالما نشد اليمنيين رئيس للجمهورية اليمنية يحمل روحية مسؤولة تحمل بداخلها قضايا مهمة وجوهرية من شأنها اكتساب الحرية والاستقلال وبناء دولة قوية صلبة محصنة لها القدرة على مواجهة الصعاب رغم خطورة المرحلة وصعوبتها ،وهذا ما لمسه تحالف العدوان من توجهات الرئيس الصماد قبل أن يلمسه من في الداخل، فقد كان الشهيد الصماد بمسؤوليته وتوجهاته وثقب نظرته لما حوله شكل خطورة بالغة على المشروع الإستعماري الذي يراد لليمن أن تغرق فيه.
لم يكن الشهيد الصماد يجهل خطورة ماهو مقدماً عليه، لأنه يعي ويدرك معنى أن تقف ضد المشروع الأمريكي وتحالفها الإجرامي ،ولكن ثقته بالله وإصراره على أحقيتنا في العيش بكرامة وحرية زاده ثبات وتمسك بما من شأنه رفعة للأمة الإسلامية والشعب اليمني كافة، لذلك كان ولابد من الخروج من الروتين الذي كان عليها المسؤولين ، ليعي كل مسؤول أن المسؤولية ليست منصب ورُتب وتوجيهات وحسب بل إنها تتطلب تحرك بجدية وتوجيهات حكيمة ومدروسة وقرب من الشعب، ورقابة ومحاسبة وعمل على قدمٍ وساق ،الشهيد الصماد أدرك جيداً حجم المرحلة وثقل المسؤولية الذي تتطلب منه شخصياً ومن الجميع العمل الجاد والتصدي للأعداء والتحديات والإهتمام بالأولويات ،وهذا حقاً ما تجلى لنا في شخصية الرئيس الصماد والذي نتمنى أن نجدها الآن في شخصية كل مسؤول كبيراً كان أو صغيراً، وكما عليهم استكمال ما بدأه الرئيس الصماد وتجلي روحيته في كل مسؤول وفاءً لدماءه الزكية ودماء كل الشهداء ، وإدراكاً لخطورة العدو وسعيه الحثيث لتنفيذ أهدافه وأجندته وسد الثغرات التي يعمل العدو جاهداً لتوسيعها وتغذيتها.
على الجميع أن يدرك خطورة المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة وفي اليمن وإطلالة أمريكا المباشرة على كل التغيرات والأحداث المتسارعة في كل دولة،لذلك من المترتب على أبناء الأمة الأحرار الوعي والتحرك الجاد في مواجهة هذا المشروع وإجتثاثه بإجتثاث منابعه وأياديه،والخروج من حالة السكون والتهدأت للعمل على إدخال العدو في حالة اللاأمن حالة الطورائ، إبتداءً من فلسطين ومروراً بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان وسوريا والعراق واليمن وكل من يحمل هم أمة واحدة، حتى يعي العدو أن هناك معادلة جديدة وآلية حديثة في طرق مواجهة الأعداء والتصدي لخططهم بشتى أنواع الطرق والوسائل حتى يكتب الله النصر بسواعد رجال لا يعرفون الخضوع والإستسلام.