هَل يَفهَمُ الصُّبيَان مُعَادَلَةَ رَدْعُ القُوَّة
مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

هل يفهم الصبيان معنى الكلام؟ وهل يعرفون معنى الرَّدع، أو معنى القوة، وتوازن القوى، وبقية الكلمات في هذا المجال، حتى نكتب عن معادلة ردع القوة، وتعادل الرُّعب والخوف بين الطرفين المحاربين؟ وهل يقرؤون ما نكتب وننصح (وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ).
متى يفهم الصبيان أن الله سبحانه وتعالى، قال: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) (الأنفال: 60)
الآية التي فهمها الأخوة في اليمن منذ زمن بعيد، وراحوا يعملون بها ليلاً ونهاراً حتى وصلوا إلى تفسير واقعي، وتأويل حقيقي لها في هذه الحرب الظالمة المظلمة التي شنَّها عليهم ظلماً وعدوانا، وتجبُّراً وطغياناً، تحالف الخزي والعار الصهيووهابي المجرم، حتى وصلوا إلى هذه المعادلة الذهبية ولكن صبيان النار أخذوا قول ترامب، وأذنابه في تل أبيب الذين قالوا لهم: اقصفوهم بكل ما لديكم ونحن نبيعكم كل ما نصنع، ونحلبكم حتى ينتهي دولاركم فنذبحكم ونبيع لحمكم..
فأهل اليمن فهموا الآية الكريمة جيداً، وأنتم شربتم المقلب الصهيوني حتى الثمالة، فانتصر اليمن وانكسر أعداءه، فحذَّروا، وأنذروا، وأخبروا مراراً وتكراراً صبيان قرن الشيطان عن تلك المعادلة الدَّقيقة فلم يفهموا، فأرسلوا الطائرات المسيَّرة الصغيرة إلى المطارات والمواقع القريبة فلم يفهموا، فاضطروا ليرسلوها إلى المناطق البعيدة حتى وصلت إلى الوكر في الدِّرعية، وما يُسمونها الرِّياض، فلم يدركوا، فعززوها بالصواريخ الدَّقيقة فدكوا الرياض وآرامكوا الاستراتيجية في أكثر من مكان من الشرق والغرب والوسط والجنوب، فلم يفهم الصبيان الدروس كلها لأنهم لا يفهمون أصلاً في الحرب وأدواتها ويظن صغيرهم أنها لعبة بليستيشن التي كان مولعاً بها وتعلَّم منها اللغة والحرب على ما يبدو ولكن الواقع غير ذلك والحرب لها أهلها ورجالها لا سيما الحرب مع رجال اليمن الأبطال، والتاريخ يقول لك أيها الصَّبي: أن مَنْ يُحارب اليمن أو يعتدي عليه فإن أحجار اليمن وأشجاره، رجاله ونساؤه، شيبه وشبابه، سيحاربونه بكل بسالة وقوة ولن تنتصر عليهم ولو كان الشيطان الأكبر معك ويمدك بالسلاح والعتاد ويرعاك في المحافل الدولية والأممية الظالمة..
فالمشكلة الحقيقية هي في الوعي، والفهم، والإدراك التام لمعادلات الصراع والتوازنات في المنطقة، فتوازن القوى فرض معادلة توازن الرَّعب التي فرضها رجال المقاومة الأبطال في لبنان مع الكيان المصطنع والغدة السرطانية ففهموا المعادلة جيداً عندما قال لهم سيد المقاومة: العين بالعين والسن بالسن، والمكان بالمكان، والدَّمار بالدَّمار، والقتل بالقتل، وكما تدين تدان.. ففهموها جيداً فلماذا أنتم لا تفهمونها أيضاً أيها العُربان؟
قال لكم اليمنيون: صنعاء بالرياض، وصافر بأرامكو، والمطار بالمطار، والقصف بالقصف، والخوف بالخوف، والدمار بالدمار، وأنتم أظلم لأنكم بدأتم العدوان منذ سبع سنوات ولم تتركوا نوعاً من السلاح والقذائف والصواريخ إلا جربتموها ولم تدعوا جريمة حرب وإبادة إنسانية إلا ارتكبتموها، وأنتم مصرُّون على غيِّكم وضلالكم، وماضون بالحرب والقتل والتدمير، فأمركم حقاً عجيب وفعلكم غريب، تفعلون السبعة وذمتها وإذا ضربكم اليمنيون بطائرة مسيرة وأنتم تقصفونه بطائرات (ف16+ وف15) وأحدث الطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، تذهبون إلى أمكم أمريكا لتبكوا في أحضانها فطردكم ساكن البيت الأسود الجديد فرحتم إلى مجلس الظلم (الأمن) والمنظمات الدولية للبكاء والنحيب وتطالبونهم أن يقفوا معكم ويردعوا اليمنيين ويمنعوهم من الدفاع عن أنفسهم؟
ولك صرتوا مسخرة، ومهزلة، ومضحكة بين الأمم فالعالم كله يعرف أنكم أنشأتم تحالفاً شيطانياً وأنتم منذ سبع سنوات تقصفون اليمن وتحاصرونه من كل ناحية ولم تحققوا أي شيء والآن تبكون كالنساء، وتطلبون الدَّعم الدولي كالأطفال، مقابل المظلوم اليمني؟ أي عقول تملكون، وأي حروب تقودون؟، ألا تفهمون؛ أوقفوا هذه الحرب الظالمة، والجريمة واذهبوا ابكوا على أبواب أبطال اليمن في صنعاء وصعدة، وعوِّضوا لهم عن جرائمكم طيلة هذه السنوات لعلهم يصفحوا عنكم ويسامحوكم ولا أظنهم يفعلون، إلا أن يُحاكموكم إلى محكمة العدل الدولية لتنالوا حكم الدول التي ساندتكم في حربكم ففشلتم، فطردتكم عن أبوابها وقريباً سيطردوكم عن كراسيكم..
وأما محكمة العدل الإلهية فهي التي لن تفلتوا منها أبدا فكل هذه الدماء والأشلاء ستتحاسبون عنها عند الله سبحانه وتعالى، فكونوا رجالاً ولأول مرة في حياتكم البائسة وامتلكوا الشجاعة هذه المرة أيضاً واذهبوا إلى أهل اليمن معتذرين نادمين ضارعين أن يغفروا لكم وأوقفوا آلة الحرب والدمار وأرسلوا لهم كل وسائل البناء والإعمار والغذاء والدواء واعملوا تحالفاً عالمياً إغاثياً لأهل اليمن الأبطال..
فهل تملكون الشجاعة لذلك، وهل كبرتم قليلاً وعلَّمتكم حرب اليمن كثيراً أم أنكم مازلتم في غيِّكم وضلالكم ماضون، وفي حياتكم ساهون لاهون لا تعرفوا أين يقودكم أعمامكم من بني صهيون؟