وزير الخارجية اللبناني: الحكومة فشلت في حل التوتر مع السعودية والأزمة أصبحت أكبر من لبنان بسبب “قساوة” من المملكة لا نفهمها وأخاف على قرداحي أن يكون “كبش المحرقة” وليس لدى “حزب الله” أيّ هيمنة على البلاد.. ومكتب رئيس الوزراء ينفي تصريحات وزير الإعلام بأنه “لن يستقيل وأن الحكومة باقية”
مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث

أعلن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، عن فشل خلية الأزمة الحكومية لحل التوتر الحالي مع السعودية، مشيرا إلى أن المملكة تبدي “قساوة” لا يتفهمها الجانب اللبناني.
وقال بوحبيب، في حديث لقناة “الجديد” اللبنانية مساء اليوم الأحد: “لم يعد هناك وجود للخلية التي انتهى أمرها نتيجة فشلها ونحن الآن جميعا على اتصال مع (رئيس الوزراء نجيب) ميقاتي”.
وأوضح: “الخلية فشلت لأن الأزمة أصبحت أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضا وهي لن تجتمع مرة أخرى”.
وردا على التصريحات الأخيرة لنظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن تكون لـ”حزب الله” أي هيمنة على لبنان.
وقال: “أقول لوزير خارجية السعودية، الحزب مكون أساسي في لبنان لكنه ليس كل لبنان ولا يهيمن على لبنان”.
وتابع وزير الخارجية: “هناك قساوة سعودية لا نتفهمها فالمشاكل بين أي دولتين يتم حلها عبر الحوار وما عملنا حوار”.
وأكد بوحبيب: “لن نقبل أن تحل أي أزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان ولتتحرك جامعة الدول العربية وتدعو إلى الحوار”.
وصرح “أخاف على جورج قرداحي أنو يطلع كبش المحرقة والاحتمال لا يزال موجودا”.
وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية الحالية “تواجه المشاكل منذ تأليفها لذلك هي غير قادرة على الاجتماع لاتخاذ قرار موحد بما يخص الوزير قرداحي”.
وأوضح مع ذلك حسب القناة: “الحكومة باقية وبحسب ما علمت من (الرئيس اللبناني ميشال) عون و(رئيس الوزراء نجيب) ميقاتي أن هناك تطمينات دولية لدعمها… والتعويل في بقاء الحكومة يبقى على الداخل”.
من جهة اخرى، نفى المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي لقناة “الجديد”، تصريحات منقولة عن وزير الإعلام جورج قرداحي في اتصال مع ميقاتي، قال فيها إنه “لن يستقيل وأن الحكومة باقية”.
وأكد المكتب للقناة أنه “لم يجر أي اتصال في هذا الصدد” بين الطرفين.
وكانت القناة أفادت بأنها علمت أنه في آخر اتصال جرى بين الطرفين، قال قرداحي لميقاتي: “لا أنا سأستقيل ولا حكومتك ستطير”.
وأضافت أن قرداحي سأل ميقاتي: “هل تضمن أن حكومتك ستبقى على حالها إذا قدمت استقالتي؟”.
وأعلنت الحكومة السعودية، مساء الجمعة، استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور مع إمهال السفير اللبناني لدى المملكة 48 ساعة للمغادرة، وذلك على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبيروت، المتعلقة بتصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، الذي قال في حديث مسجل لبرنامج “برلمان شعب” على قناة “الجزيرة” في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن: “شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.
واعتبر قرداحي أن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”، ليوجه له أحد الحضور سؤالا: “هل تعتبر أن الإمارات والسعودية تعتديان على اليمن؟”. ورد: “أكيد فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات”.
واتخذت الإمارات والبحرين والكويت خطوات مماثلة، ويهدد هذا التوتر الدبلوماسي بتفاقم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان حاليا.
وعلى خلفية هذه الأحداث شكلت الحكومة اللبنانية خلية لحل هذا التوتر، وبعد أول اجتماع لها السبت أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، “حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض ولا تتسبب في أزمة بين البلدين لا سيما وأن مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة”.