ومضات من يوم الركن الشديد ..
مجتة تحليلات العصر الدولية - المستشار جبريل عوده
نفذت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة , مناورتها العسكرية الأولى من نوعها , وقد جسدت مشهداً رائعاً من الوحدة الوطنية والمقاومة القوية , كانت مناورة الركن الشديد بمثابة عيداً وطنياً للمقاومة الفلسطينية , التي تعاظمت بوحدتها وتنامي قدراتها والإلتفاف الشعبي العارم لحماية خيارها , إنطلقت الركن الشديد عبر مؤتمر صحفي للمتحدث بإسم العرفة المشتركة , ولقد تسيد منصة المؤتمر علم فلسطين , في تعبير له دلالته الوطنية بأن راية الوطن أعلى من رايات الأحزاب والفصائل , وكان الخطاب وحدويا ووطنيا يوضح البوصلة ويعلن الجهوزية ويؤكد على الوحدة بين جميع مكونات المقاومة الفلسطينية , في إطار تحشيد الجهود لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها قضيتنا وردع عدوان العدو على شعبنا الفلسطيني .
ولعلنا نسجل أبرز الومضات التي جادت بها مناورة الركن الشديد في هذا اليوم المشهود ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
أولا: سير واستكمال المناورة كما خطط القائمين عليها , بكل نجاح ولم يحدث أي خلل جوهري أو خطأ يفضي لأضرار مادية أو بشرية رغم الكثافة النارية والتفجيرية المستخدمة .
ثانيا : رسالة الانضباط الراقي والوحدة الحقيقية التي ظهر فيها المشاركين بالمناورة.
ثالثا : القدرة القتالية العالية في تنفيذ المهام على أكمل وجه , وفي تناسق يعطي إنطباعا عن مدى الجهد التدريبي الشاق , الذي خاضه المشاركين في مناورة الركن الشديد .
رابعا : تنوع سيناريوهات المناورة في الجو والبحر والبر , يكشف عن تطور في أداء المقاومة وإمتلاكها خاصية التنوع القتالي وفقاً لظروف المعركة الزمانية والجغرافية .
خامسا : المتابعة الإعلامية القوية المصاحبة للمناورة , من كافة وسائل الإعلام المحلية والدولية يعكس قوة المناورة وأهدافها ومحورية قطاع غزة وتأثيره على الأحداث في المنطقة , على إعتبار ما يملكه من قوة فلسطينية رادعة في وجه مخططات تصفية وطمس القضية الفلسطينية .
سادسا : الاعلام العبري كشف عن حالة من الغضب , أثناء تغطية مناورة الركن الشديد على قيادته السياسية والعسكرية , وهو يرى تعاظم قوة المقاومة وقدرتها على إدارة المعركة , والتحرك بكل سلاسة وطمأنينة , بما تملكه من قانون الردع الذي رسخته في ميدان المواجهة مع الاحتلال.
سابعا : الالتفاف الجماهيري الفلسطيني الكبير , والمتابعة بلهفة لكل اخبار المناورة على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي , وصعود القريبين من أماكن بعض المناورات على أسطح منازلهم للمشاهدة والمتابعة , وهذا يعكس وطنية الحدث وهو يخالج مكنونات النفس الفلسطينية التي تتطلع لإمتلاك جيش التحرير وتعزيز الوحدة الحقيقية والشراكة الكاملة في مواجهة مخططات الاحتلال وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني .
يوم الركن الشديد أعطى القيادة السياسية الفلسطينية درساً في كيفية صناعة الوحدة الحقيقية والتي تكون مبنية على إستشعار الخطر المحدق بقضيتنا , والإيمان المشترك بحتمية المواجهة بكافة وسائل المقاومة ضد الإحتلال الغاشم , هنا فقط تكون الوحدة الشاملة قابلة التحقيق بعيداً عن سراديب الوهم ووعود الكاذبين , فلن يعيد الوطن ولن ينجز التحرير إلا وحدة شعبنا والتمسك ببندقية الثائرين خيارنا الأصيل للحرية والتحرير .
كاتب وباحث فلسطيني.