وَلِيّ العهد السعودي مُحَمَّد بِن سَلمان صَفَعَ الرئيس الأميركي جُو بايدن من پكِّين
كَتَبَ إسماعيل النجار
العصر-هوَ الدور الرسمي الأول للصين في الشرق الأوسط على حساب النفوذ الأميركي،
مَنَحَ شرف أدائَهُ ولي العهد السعودي للرئيس الصيني بعد طفوح الكَيل من إستعلاء أميركا وتطاولها وكُبر عنجهيتها على المملكة،
بقرارٍ مشتَرَك مع التِنِّين أمام ناظِرَي واشنطن وعلى مرأىَ ومسمعٍ منها “نَفَذَت” الصين إلى غرب آسيا عبر أهم وأعظم دولتين على ضِفَّتَي الخليج برعاية إتفاقٍ سياسي يهدفُ إلى أنهاء عداوَةٍ وقطيعه بين الرياض وطهران إستمرت لسنوات، تخللتها مواجهاتٌ كبيرة بالوكالة على ساحاتٍ عِدَّة أهمها اليَمَن ألتي أيَّدَت طهران عدالَة قضيتها وَوقفَت معها،بينما إكتَفَت واشنطن بمراقبة الدور الصيني المُستَجِد بصدمة وذهول عَن بُعد،
نحنُ كمراقبين نعتبر أن الخطوة الصينية جاءَت في وقتٍ حَرِج للغاية بالنسبة لواشنطن وأكدَت للعالم ضعف وتراجع النفوذ الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، وأكدَت أيضاً عمق الأزمة بينها وبين الرياض وبينها وبين الصين وروسيا،
هذه الخطوة الجريئَة للسعودية بمنح دور للصين في منطقتنا كشفت نوايا بكين بتحدي واشنطن في عقر دارها وتجاوز إعتراضها على تَمَدُّد نفوذها نحو الشرق الأوسط وغرب آسيا ولعب دور سياسي موازي لدور واشنطن، بصفة راعي على كل الساحة الدولية، والدليل على نوايا بكين هوَ زحف دبلوماسيتها إلى مناطق نفوذ الولايات المتحدة الأميركية والتي ترافقَ مع تمدد القواعد العسكرية للتنين خارج سور الصين ألتي ستكون السعودية إحدىَ وُجهاتها اللاحقة في المستقبل القريب إلى جانب روسيا لخلق جو من التوازن الدولي في حماية أمن منطقة الخليج والمحيطات والممرات البحرية الإقتصادية الهامَّة،
أميركا الغارقة في أزماتها العسكرية والمالية والإقتصادية وخصوصاً الحرب الدائرة في أوكرانيا تتمَنَّىَ لو عادَت عقارب الساعة إلى الوراء مجدداً، حتى لا تُغرِقُ نفسها بمثل ما فعلت بإشعال النيران في أوكرانيا،
لكن ما حصلَ قد حَصَل ولم يعُد ينفع الندم بعدما وقعت الفأس الروسية في الجمجمة الأميركية،
محمد بن سلمان تَخَطَّىَ عقدة الخوف من التهديدات الأميركية وذهبَ بعيداً ليرَى مصلحة بلادِهِ التي وللمرة الأولى في تاريخ المملكة يمتلكُ مسؤول فيها الشجاعة ويعتبر مصلحته فوق كل إعتبار أميركي، فذهب ووقَّعَ مع الصين إتفاقية شراكة كاملة في شهر ديسمبر من العام الماضي بقيمة ثلاثون مليار دولار، وها هيَ الرياض تؤكد اليوم إلتزامها الجَدِّي بالإتفاق من خلال إعترافها بالدور الصيني الجديد في المنطقة بعد تجارب كبيرة وكثيرة مع أميركا استمرت لعقود طويلة كانت جميعها تصُب في مصلحة واشنطن ومبنية على إستعباد المملكة وحماية مصالح أميركا القومية من دون الاهتمام لمصالح شركائها وخصوصاً أنها تعمدت توريطهم في حروبٍ عِدَّة وتسببت لهم في عداوات أكثر مما تستطيع المملكة تَحَمُلَها، وحرب اليمن التي ترفض واشنطن أي حل سياسي لها خير دليل على إتِباع واشنطن سياسات تخريبية في المنطقه إنجرفَ بها بن سلمان ووالده ودفعآ الثمن،
بالأمس وقعَت السعودية إتفاق مصالحة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعتُبِرَ بمثابة صفعة مؤلِمَة للسياسة الأميركية المُهَيمِنَة في المنطقة، واعتُبِرَت تجاوزاً واضح من قِبَل
بن سلمان لرأي واشنطن وتعليماتها،
الأمير الطامح في الوصول الى العرش واستلام الحكم في مملكة الذهب الأسوَد لم يَعُد يأمن الجانب الأميركي بتاتاً لمعرفته العميقه بسياساتهم المخادعه، فقرَّر أن يتوجَه نحو الشرق من خلال نافذتين فتحهما لنفسِهِ على موسكو وبكين ليُحَرِّرَ بلاده من القيود الأميركية وليكونآ مِنفذَ خلاصهِ في يومٍ من الأيام في حال حاولت المخابرات الأميركية الإلتفاف عليه ومنعه من الوصول الى مبتغاه،
الأمر بالنسبة لولي العهد السعودي عبارة عن صحوة أو نصيحة صادقة جاءَت متأخرة بأخذ الحيطة والحذر وليسَ خروجاً كاملاً من تحت العباءة الأميركية، إنما على مقولة مَن حَذِر سَلِم وأحياناً يكون سوء الظن من حُسن الفُطَن،
وما توقيع الإتفاق السياسي مع خصمهُ اللدود طهران إلَّا رسالة للأميركيين بأن الراعي البديل عنكم حاضر وموجود وإني لأعي جيداً ما تخططون وما ترسمون لي وأنا على حذرٍ كبير منكم فلا تخطئوا معي في الحسابات.
محمد بن سلمان أكثر مَن تجرَّأ على أميركا من بين الملوك والأمراء في المملكة العربية السعودية، فهل تغتاله أميركا لقطع الطريق عليه ووقف زحف الصين نحوها؟