يوم الصمود الوطني وعام النصر
مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالفتاح علي البنوس
ستة أعوام كاملة واليوم ندلف في العام السابع للعدوان والحصار، ست سنوات من الصمود الأسطوري الذي أذهل العالم، أكثر من 266 ألف غارة جوية شنها طيران العدوان الغاشم بقيادة مملكة الشر على غالبية المحافظات اليمنية في سياق عدوانهم الهمجي وحربهم العبثية على يمن الإيمان والحكمة، في ظل الحصار الجائر الذي فاقم من معاناة اليمنيين التي وصلت إلى مستويات متدنية جدا، مخلفة كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ اليمن.
ندشن اليوم العام السابع من الصمود اليمني في وجه العدوان والتحالف الأمريكي السعودي السلولي والذي يطل بعد ست سنوات من العدوان والحصار، ست سنوات من الحرب العالمية التي يتعرض اليمن الأرض والإنسان والإرث والتاريخ والحضارة والثروة، ست سنوات أغرق خلالها العدوان في غيه وإجرامه وتوحشه، قتلوا النفس المحرمة، قصفوا كل ما هو جميل في هذا الوطن المعطاء، دمروا البنية التحتية، واستهدفوا كل مقومات الحياة، شنوا مختلف أشكال الحروب على شعب أعزل، لم يطلهم منه أي أذى، ولم يرتكب في حقهم أي جريمة ، ولم يقترف أي جريرة.
ومن تحت الركام، وتحت أزيز الطائرات، ورغم الظروف المريرة، والأوجاع الخطيرة، والأحزان المتجددة، إلا أن الشعب اليمني أبى الضيم والخنوع والتقهقر والذل والهوان، وأصر على المضي في معركة الشرف والرجولة والسيادة والكرامة التي يخوضها جنبا إلى جنب مع أبطال القوات المسلحة اليمنية، وها هو اليوم يخرج متحديا كورونا ليؤكد للعالم في أكثر من 25ساحة في 14محافظة يمنية بأنه بقوة الله أقوى من تحالف قرن الشيطان، وأنه في العام السابع سيكون أكثر صمودا وأشد بسالة وأقوى شوكة من ذي قبل، وسيكون العام السابع بفضل الله وتأييده عام النصر والتمكين، الذي سيكتب فيه الخالق جل في علاه النصر المؤزر للشعب اليمني المستضعف، المعتدى عليه، الذي خذله العالم، تحت إغراء المال والنفط السعودي.
يحتفل اليمنيون بذكرى العدوان 26 مارس الذي حولوه إلى يوم وطني للصمود يؤكدون فيه على التمسك بحقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم، والتصدي لكافة المؤامرات التي تستهدف وطنهم وتتهدد أمنه واستقراره وسيادته وثرواته ومقدراته، ويجددون في هذا اليوم العهد للشهداء الأبرار بالسير على خطاهم والوفاء لتضحياتهم التي قدموها في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة، لا تراجع ولا تخاذل حتى يكتب الله النصر.
الملايين من اليمنيين الأحرار يرسمون في هذا اليوم لوحة زاهية بهية للصمود اليمني، ويوجهون من خلالها رسائل بالستية للأعداء يؤكدون من خلالها على ثباتهم في ساحات الوغى ، لمقارعة الغزاة والمرتزقة، حتى يتطهر الوطن من رجسهم ، ومهما عمل العدوان على إطالة أمد الحرب والحصار فإن ذلك لن يزيدهم إلا صبرا وصمودا وثباتا مهما بلغت التضحيات ، ولا يمكن القبول بالإملاءات السعودية ومؤامرتها التي تعني بالنسبة لنا كيمنيين الاستسلام والقبول بالعودة لنظام الوصاية السعودية ، والتي تطلق عليها مبادرة للسلام من باب الزيف والخداع والتدليس والتلبيس على الرأي العام والمجتمع الدولي المتماهي معها .
بالمختصر المفيد، مع نهاية العام السادس للصمود وإطلالة العام السابع يجدد أحرار اليمن الثقة للقيادة الثورية والسياسية لمواصلة معركة التحرير والكرامة التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية بإسناد شعبي منقطع النظير، ويؤكدون على رفضهم المطلق لأي مبادرات للسلام لا تتضمن في مقدمتها ايقاف العدوان وإنهاء الحصار، وتمسكهم بحقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم والذود عن حمى وطنهم والرد على الإجرام والعربدة والتوحش السعودي الذي لم يتوقف يوما واحدا طيلة السنوات الماضية من عمر العدوان.
الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، النصر والتمكين لليمن واليمنيين، والخزي والعار للبغاة المعتدين والمرتزقة المنافقين.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.